استدعت وزارة الخارجية الجزائرية السفير الفرنسي في الجزائر، وذلك للاحتجاج على عزم فرنسا تنفيذ مناورات عسكرية مشتركة، مع المغرب بإقليم الراشيدية، على مقربة من الحدود الغربية للجزائر، معتبرة ذلك خطوة استفزازية خطيرة، ستؤدي إلى المزيد من تأزيم العلاقات الفرنسية الجزائرية.
وعادة ما تتخذ الجزائر مواقف مشابهة، خاصة اتجاه الدول الأوربية التي تساند أو تدعم الموقف المغربي ، بخصوص ملف الوحدة الترابية للمملكة ومبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، غير أن الجديد في الأمر هذه المرة، هو هذا الموقف من مناورات عسكرية، مشتركة مع فرنسا في أراض مغربية، وتم إجراؤها مرات عدة سابقا.
ويطرح هذا الموقف الجزائري سؤال خلفيات هذه التحرك، سيما وأن الجزائر نفسها تجري مناورات عسكرية، مشتركة مع روسيا ومع دول أخرى، في مناطق محاذية للحدود الشرقية للمملكة، أو في منطقة تندوف، كما أن المغرب يجري سنويا مناورات “الأسد الإفريقي” بالصحراء المغربية على مقربة من مدينة تندوف.
وفي هذا السياق قال الخبير العسكري محمد شقير، إن” السياق السياسي الحالي للعلاقات المغربية الفرنسية، والدعم الفرنسي لمغربية الصحراء، وتطابق المواقف والشراكات بين البلدين في كثير من الملفات والقضايا، هو الذي جعل الجزائر تعتبر هذه المناورات استفزازا”.
وأضاف شقير في تصريح لـ”سفيركم” أنه ومنذ “الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء، تزايد التوتر الجزائري مع فرنسا، خاصة بعد الزيارات المتتالية للمسؤولين الفرنسيين للأقاليم الصحراوية، وبالأخص الزيارة الأخيرة، التي قام به رئيس مجلس الشيوخ للأقاليم الجنوبية للمملكة، التي اعتبرتها الجزائر استفزاز سياسيا، نظرا لأنه يشكل الشخصية الثالثة في هرمية الدولة الفرنسية بعد رئيس الدولة”.
وختم الخبير العسكري قائلا إن تنظيم مناورات “الشركي” في مدينة الراشيدية، التي تُعتبر منطقة حدودية، تم تفسيره من قبل السلطات الجزائرية على أنه تأكيد لتحالف ليس فقط سياسيا، بل عسكريا أيضا، موجه ضدها. وهذا ما دفع السفير الفرنسي إلى طلب نقل احتجاج الجزائر على هذه الخطوة إلى باريس، التي اعتبرتها استفزازا لا يجب السكوت عليه.