طالب الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، بفتح تحقيق مستعجل على إثر ماوصفه الفريق ب”العبارات المشينة” التي استعملها رئيس الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية ليوم الاثنين 5 ماي 2025، محمد أوزين في حق النائب البرلماني العياشي الفرفار.
وقال أستاذ العلوم السياسية رشيد لبكر، في سياق الحديث عن المناوشات التي تقع بين الفينة والأخرى داخل غرفتي البرلمان، أنه “سبق وسُمعت تحت قبة البرلمان ألفاظ كثيرة مسيئة دون أن تتم الإحالة على لجنة الأخلاقيات”.
لبكر أوضح لـ”سفيركم” أنه “في السياق المغربي أصبح هذا النوع من الخطاب السياسي متعارفا عليه بل وتم التطبيع معه”، مرجعا أصل المشكل للعملية الانتخابية وما تفرزه لنا من “بروفايلات” ينتج عنها هذا النوع من الممارسات في ظل ضعف التكوين والتأطير السياسي.
واستفسر لبكر “إذا كانت مدخلات العمل البرلماني تتم بالطريقة التي يعرفها الجميع فكيف ننتظر أن تكون مخرجاته في المستوى المطلوب؟”، موردا أن اللغة ليست إلا تعبيرا عن مواقف معينة وبالتالي إذا كانت هذه المواقف لا ترقى للمستوى المطلوب فإن المشكل ليس في اللغة التي تعبر عنها.
خبير في القانون الدستوري رفض الكشف عن اسمه، أكد لمنبر “سفيركم” أن إحالة أمين عام لحزب من مكونات المعارضة بتمثيلية محترمة داخل مجلس النواب، سيكون بمثابة اختبار حقيقي لتشكيلة لجنة الأخلاقيات التي تجمع بين تمثيلية الأغلبية والمعارضة.
وتابع أن تحديد مسؤولية رئيس الجلسة من عدمه يظل مقرونا بالسلطة التقديرية للجنة، على اعتبار أن لجنة الأخلاقيات لا تذكر على سبيل الحصر الوقائع التي يمكن اعتبارها مثيرة للمساءلة.
ويرى المتحدث أنه لا يمكن قراءة واقعة الإحالة دون استحضار للسياق السياسي المتسم بالتحضير للانتخابات المقبلة، والتدافع السياسي الذي يسبق هذه المحطة، خاصة وأن طرفي النزاع يمثلان الحكومة والمعارضة على التوالي.
وتابع أن هذا النوع من المناوشات ليس إلا واحدا من مؤشرات بداية التنافس الانتخابي، التي “لمسنا بدايتها منذ بداية المؤتمرات واللقاءات الحزبية”، وِفقا للمتحدث.
وأورد الفريق الاستقلالي في مراسلته لرئاسة مجلس النواب، أن هذه “الممارسات لا تليق برئاسة هذه المؤسسة الدستورية ولا بأعرافها والتي وصلت حد السب العلني”.
واتهم فريق “الميزان” الأمين العام لحزب “السنبلة”، باستغلال منصة الرئاسة والنقل المباشر لوقائع الجلسة الدستورية في القيام بإيحاءات مستفزة وغير مقبولة تفيد بأن عضو الفريق الاستقلالي قد قام بحركات غير أخلاقية، وهو ما ينفيه قطعا النائب البرلماني العياشي الفرفار.
وكانت جلسة يوم أمس الاثنين قد شهدت مشادات كلامية بين مسير الجلسة، محمد أوزين، والبرلماني الاستقلالي، بعد سؤال طرحه النائب الاتحادي، عبدالرحيم شهيد بخصوص غياب وزراء الحكومة عن جلسات الاسئلة الشفوية.