دعا منتدى كامبريدج للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في تقرير نشره إلى العموم في مطلع الشهر الجاري، دولة بريطانيا، إلى تبني مخطط الحكم الذاتي والاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.
ويحلل هذا التقرير الذي توصلت “سفيركم” بنسخة منه، قضية الاعتراف الرسمي بسيادة المملكة المغربية على الصحراء المتنازع عليها من قبل حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، وتأثيرات التنفيذ المحتمل لخطة الحكم الذاتي المغربية لعام 2007، عبر “توضيح الفوائد التي قد تجنيها السياسة الخارجية البريطانية على المدى القصير والمتوسط والطويل.”
وارتباطا بهذا السياق، قام التقرير بطرح عدد من الآثار الإيجابية التي يمكن لبريطانيا أن تستفيد منها، مقابل قيامها بخطوات ملموسة تدعم إقامة سيادة المغرب على الصحراء، موضحا بأن تسوية المنازعات القانونية وإقامة الاستقرار في الصحراء أمران حيويان للحد من الهجرة غير النظامية من إفريقيا إلى أوروبا، خاصة في ظل تزايد شعبية طريق الهجرة من الصحراء المغربية إلى جزر الكناري.
وأشاد التقرير في هذا الباب بتجربة المغرب في تفكيك شبكات الاتجار بالبشر والتعامل بشكل مناسب مع الهجرة غير النظامية والقضايا الأمنية المتعلقة بها التي تنبع من المنطقة.
وأضاف التقرير بأن اعتراف بريطانيا بمخطط الحكم الذاتي، سيشكل عاملا مهما في تشجيع استثمارات المملكة المتحدة وشراكات الأعمال في الصحراء عبر مجموعة من القطاعات، موردا أن التقدم الاقتصادي الذي سيتبع إقامة منطقة غرب إفريقيا مع التركيز على تطوير البنية التحتية في الصحراء، سيعطي لبريطانيا فرصة إقامة مركز تجاري إقليمي جديد وتعويض النفوذ الأجنبي السلبي.
هذا وسيؤدي الدعم العام من المملكة المتحدة لخطة الحكم الذاتي المغربية حسب ذات التقرير، إلى تغيير ميزان القوى داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما قد يدفع عددًا من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى دعم المقترح بشكل علني.
وجدد تقرير كامبريدج للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، دعوته لبريطانيا إلى تعزيز العلاقات مع المغرب كحليف غربي مرجعة ذلك إلى التزامه بالحفاظ على النظام في المنطقة، وكذلك خارج حدود المنطقة من خلال المشاركة في بعثات حفظ السلام الدولية، خاصة في شمال إفريقيا التي تتميز بالتدخل العسكري الروسي في كل من الجزائر وليبيا، ومنطقة الساحل المتغلغلة بعمق من قبل المجموعات المدعومة من موسكو والتي سماها التقرير ب”المرتزقة”.
وأقرّ تقرير كامبريدج، بكون الصحراء كانت دائما جزءا لا يتجزأ من تطور المملكة المغربية منذ تأسيسها، موردا أن المغرب سبق ووقع على معاهدة مدريد عام 1880، التي تعتبر أول وثيقة قانونية تعترف ضمنيًا بالوحدة الترابية للمغرب على منطقة الصحراء.
وتابع سرد أهم الوقائع التاريخية المرتبطة بالصحراء انطلاقا من الحكم الاستعماري الإسباني ووصولا إلى “مبادرة التفاوض حول وضع حكم ذاتي لمنطقة الصحراء” التي قدمها المغرب إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2007.
واستغرب التقرير من عدم إعراب الحكومات البريطانية عن اهتمامها بالاعتراف الرسمي بسيادة المغرب على الصحراء، عبر تأييد خطة الحكم الذاتي المغربية، مشيرا إلى أن بنود الخطة تتوافق تماما مع الموقف البريطاني المعلن لدعم “الجهود الأممية لتحقيق حل سياسي دائم ومقبول من الطرفين”.
وتجب الإشارة إلى أن منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هو مؤسسة فكرية مستقلة وغير حزبية ومنظمة خيرية مسجلة، مقرها الجمع الأكاديمي في جامعة كامبريدج، ومهمته تكريس الجهود لتشجيع الحوار الأصلي والذكي والبناء حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تعليقات( 0 )