منظمة العفو الدولية تحذر من تهديد “الذكاء الاصطناعي” لحقوق الإنسان

وجهت منظمة العفو الدولية في آخر تقرير لها، يوم أمس الأربعاء 24 أبريل 2024، تحذيراتها بخصوص التهديدات التي يمكن أن تتسبب فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي على حقوق الإنسان، مبرزة أن هذه التقنيات تخلق مرتعا خصبا للعنصرية والتمييز.

وجاء في التقرير السنوي الصادر عن منظمة العفو الدولية، والمعنون بـ”حالة حقوق الإنسان في العالم 2023/2024″، وبالضبط في شطره الخاص بـ”التكنولوجيا المستخدمة في تأجيج الكراهية والتفرقة والتمييز” أن استخدام الذكاء الاصطناعي يسرع عملية انهيار سيادة القانون ويتسبب في انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان.

وتابعت المنظمة أن مجموعة من الحكومات لجأت من قبل إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث قالت أن الأرجنتين والبرازيل والمملكة المتحدة والهند قاموا “بصورة متزايدة باستخدام تكنولوجيات التعرف على الوجه في عمليات ضبط الأمن خلال التظاهرات العامة والفعاليات الرياضية، والتمييز ضد الفئات المهمشة وخصوصًا المهاجرين واللاجئين”.

وأبرز المصدر ذاته أنه “جرى الاعتماد على التكنولوجيات على نحو مسيء في إدارة عمليات الهجرة وإنفاذ الإجراءات على حدود البلدان، بوسائل تضمنت الاستعانة بالبدائل الرقمية للاحتجاز، وتقنيات خارجية لضبط الحدود، وبرمجيات تحليل البيانات، والتقنيات البيومترية، والأنظمة الخوارزمية لاتخاذ القرارات”. مبرزا أن انتشار هذه التقنيات من شأنه أن “يديم ويرسخ التمييز والعنصرية والمراقبة غير المتناسبة وغير القانونية ضد الفئات المصنفة بالانتماء إلى عرق معيّن”.

وسجلت المنظمة أنه جرى خلال سنة 2023 استخدام برمجية بيغاسوس بحق صحفيين ونشطاء من المجتمع المدني في مجموعة من البلدان، من قبيل: أرمينيا، والجمهورية الدومنيكية، والهند، وصربيا، وذلك في الوقت الذي كانت فيه برمجيات التجسس المطوّرة داخل الاتحاد الأوروبي، والخاضعة للوائحه التنظيمية، تباع بكل حرية لدول في مختلف أرجاء العالم.

وفي هذا الصدد، قالت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامارد إن “هناك هوّة كبيرة بين المخاطر التي ينطوي عليها تطور التكنولوجيات بلا ضابط ولا رابط، وما ينبغي أن تكون عليه الأوضاع من حيث التنظيم والحماية. إنها قراءة لمآلات مستقبلنا، ولن تزداد هذه الصورة إلا قتامةً ما لم يتم إلجام الانتشار الجامح للتكنولوجيا غير المنظَّمة”.

واستطردت أنييس قائلة: “لقد رأينا كيف يتم تضخيم ونشر الكراهية والتمييز والتضليل بواسطة خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي التي صيغت على الوجه الأمثل الذي يمكّنها من تحقيق أقصى قدر من ’ التفاعل‘ فوق أي اعتبار. وتنشئ هذه الخوارزميات حلقة لانهائية وخطيرة من المعلومات المرتدة، خصوصًا في أوقات تتسم بحساسية سياسية مرتفعة. فتستطيع الأدوات أن تولِّد صورًا وتسجيلات صوتية ومرئية تركيبية في ثوانٍ معدودة، فضلًا عن استهداف جماعات معينة من الجمهور على نطاق واسع. ولكن اللوائح التنظيمية الانتخابية لم تتصدَّ لهذا الخطر بعد. وحتى اليوم، ما أكثر ما سمعنا من الأقوال وما أقل ما رأينا من الأفعال”.

وخلصت منظمة العفو الدولية إلى الدعوة إلى ضرورة تقنين وسائل التواصل الاجتماعي التي تزيد من خلال خوارزمياتها في تأجيج الكراهية والتحريض على التمييز ونشر المحتويات المضللة، داعية الجهات المعنية إلى ضرورة اتخاذ خطوات تشريعية من شأنها أن تتصدى لمخاطر أنظمة الذكاء الاصطناعي على حقوق الأفراد وتكبح سعي الشركات التكنولوجية اللامحدود نحو الربح .

مقالات ذات صلة

فرض ضريبة 30% على “المؤثرين”: محامي يكشف التحديات الجديدة في القطاع

المجلس الاقتصادي: الطفل المغربي ضحية لمنصات التواصل بسبب ضعف آليات الرقابة

المؤتمر الدولي للتحول الرقمي في الإعلام: آفاق جديدة لتكيف مع التحديات المستقبلية

السويدان لـ”سفيركم”: بدون القفزة الرقمية لن تنهض الحضارات

جائزة المغرب للشباب في دورتها الاولى

الشباب المغربي يتألق.. جائزة المغرب للشباب تكشف عن مواهب استثنائية في دورتها الأولى

أخنوش وأميرة قطر يفتتحان منتدى الأعمال القطري الإفريقي 2024 في دورته الثالثة

الرقمنة..كيف ستساعد مغاربة العالم في الاستثمار ببلدهم؟

تقرير: المغرب يستعد لاستلام طائرات دون طيار تركية الصنع

تقرير: المغرب يستعد لاستلام طائرات دون طيار تركية الصنع

تقرير: 90 في المائة من الوثائق التجارية ورقية والدفع بـ "الكاش" الأكثر تداولا بين المغاربة

تقرير: 90 في المائة من الوثائق التجارية ورقية والدفع بـ “الكاش” الأكثر تداولا بين المغاربة

تعليقات( 0 )