شارك مهاجر مغربي، في النسخة الثالثة من الندوة الدولية للهجرة، التي نظمت يومي 25 و 26 نونبر الجاري، في “غران كناريا” بجزر الكناري، مسلطا الضوء على رحلة وصوله إلى الجزر بطريقة غير نظامية، وإقامته في مراكز الإيواء ومن ثم محاولات تحقيق أحلامه وقصة اندماجه في المجتمع الإسباني.
وأوضحت صحيفة “Atlantico Hoy” في تقرير لها أن خالد قد أمضى في رحلة وصوله إلى الجزر، أياما قاسية، ما تزال لصيقة بذاكرته، عاين خلالها محاولات فاشلة ووفيات مهاجرين آخرين كانوا يتقاسمون معه نفس الحلم، مبرزة أنه وصل إلى اليابسة بعد مخاض عسير، لكن وصوله لم يكن نهاية هذا الكابوس، بل بداية حقيقية لتحديات أصعب، شملت لغة غريبة، وقوانين صارمة، وحاجة ملحة للتأقلم مع ثقافة جديدة.
وواصلت الصحيفة أن خالد، البالغ من العمر 19 عاما، أكد في الندوة أنه وصل من المغرب قبل ثلاث سنوات، وواجه تحديات اللغة والثقافة الجديدة وهو في سن السابعة عشرة، حيث كان عليه تعلم الإسبانية قبل أن يفقد حق الإقامة في مراكز استقبال المهاجرين القاصرين، حيث قال: “كان الأمر وكأنه يجب أن أبدأ حياتي من جديد”.
وواصل المهاجر المغربي أنه على الرغم من أنه لم يستطع إتمام حلمه بدراسة شعبة الميكانيك بسبب ضيق الوقت، لكن الظروف قادته إلى دورة تدريبية أهلته للعمل كنادل، ما أعطاه فرصة جديدة للاعتماد على نفسه وتحقيق استقلاليته، قائلا: “لم أتوقع أن أعمل كنادل، لكنها كانت فرصة جميلة واستغليتها”.
وذكر المتحدث ذاته أن استطاع الاندماج في المجتمع الإسباني، حيث أنه يعمل اليوم، في مطعم يحظى فيه بتقدير واحترام زملائه ومديريه، كما أنه يعيش في شقة مشتركة مع أصدقائه، مشيرا إلى أن هذا لا يعني أن حياته مثالية، بل يواجه بعض التحديات المرتبطة الأساس بكونه مهاجرا، ولا سيما في العثور على سكن مناسب.
وأعرب خالد عن أمله في أن يصبح مرشدا في مراكز استقبال المهاجرين القاصرين، قائلا: “أعرف جيدا شعور الوصول هنا كشاب لا يعرف شيئا عن هذا المجتمع، وكل ما أريده هو مساعدة الوافدين الجدد”.
وخلص المهاجر المغربي في هذه الندوة الدولية، إلى التأكيد على أن الهجرة غير النظامية ليست بالأمر السهل، لكن العديد من الأفراد يعتبرونها ضرورية، موضحا أنه يحاول إقناع شقيقه بعدم خوض نفس التجربة، قائلا: “طريق الهجرة غير النظامية فظيع، حيث فقدنا عشرة أشخاص في القارب الذي كنت على متنه”.
تعليقات( 0 )