موجة الحرارة بالمغرب.. خبير لـ”سفيركم”: السلطات يجب أن تتخذ تدابير وقائية

يرتقب أن تعرف المملكة المغربية، خلال الأيام الثلاثة القادمة، ابتداء من غد السبت، ارتفاعا في درجات الحراراة، يصل إلى 47 درجة ببعض المناطق.

وحذرت مديرية الأرصاد الجوية المغربية، أمس الخميس، من ارتفاع حرارة الطقس (ما بين 42 و47 درجة)، ابتداء من يوم السبت وإلى غاية يوم الاثنين، بعدد من مناطق المملكة. وشهدت مؤخرا، مدينة بني ملال عددا من الوفيات بسبب الحر الشديد والتي سجلت بالخصوص في صفوف المسنين والذين يعانون من أمراض مزمنة.

في هذا السياق قال الدكتور علي لطفي رئيس “الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، إن “ارتفاع درجات الحرارة المفرطة يمثل خطرا كبيرا على الصحة العامة، ويمكن أن يؤدي إلى حالات وفيات، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفا مثل الأطفال وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة”، مشيرا إلى تحذير منظمة الصحة العالمية، من أن الحرارة تتسبب في وفاة آلاف الأشخاص سنويا متوقعة ارتفاع عدد الوفيات مع استمرار ارتفاع درجة حرارة كوكبنا.

وأضاف الدكتور علي لطفي، في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن المنظمة أفادت بأن “ارتفاع درجات الحرارة القصوى التي يشهدها العالم في الوقت الحالي قد تؤدي إلى تفاقم الحالات المزمنة، بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والأمراض الدماغية الوعائية، وكذلك الصحة العقلية والحالات المرتبطة بمرض السكري”، مشيرا إلى أن الحرارة الشديدة التي نشهدها تمثل خطرا خاصة على كبار السن، وعلى أولئك الذين يعيشون بمفردهم، وعلى النساء الحوامل.

وتابع الدكتور علي لطفي في تصريحه: “ولعل ما وقع مؤخرا بمدينة بني ملال، يشير إلى الأخطار الكبيرة على صحة وحياة المغاربة، معتبرا أنه “ظل موجات الحر الصيفية الشديدة التي تضرب المغرب حاليا وفق تقارير مؤسسة الأرصاد الجوية الوطنية في نشراتها الإندارية والتي تتجاوز أحيانا 47 إلى 50 درجة، والمأساة التي وقعت بمستعجلات بني ملال التي ذهب ضحيتها أزيد من 20 شخصا في ظروف من الصعب جدا القبول بمبررات المدير الجهوي والتي تستدعي من وزارة الصحة القيام ببحث دقيق في الحادث المؤلم من طرف المفتشية العامة للوزارة”.

وشدد الدكتور لطفي على أنه نظرا لخطورة الوضع فقد أصبح من الضروري أن تتخد “الحكومة ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية والجماعات الترابية بشكل عام، في إطار تنفيد سياسة الدولة في حالة الطوارئ الصحية، بجانب مسؤولية الأسر المغربية مسؤولية مشتركة، إجراءات وتدابير وقائية للتعامل مع هذه الظاهرة التي تزداد خطورتها كل سنة مع التقلبات المناخية، حيث تمر بلادنا بفترة جد حرجة مع إشكالية الجفاف والنقص الحاد في الماء الشروب”.

وأكد الدكتور ذاته، على أن هذه التدابير يجب أن تشمل خطة وطنية شاملة ومندمجة و الاستفادة من الحادث المؤسف في بني ملال للانخراط في الاستراتيجية الدولية التي تعزز استدامة البيئة وتقلل من تأثير تغير المناخ، مع سياسة وطنية للحد من الوفيات الناتجة عن موجات الحرارة المرتفعة.

وحدد رئيس شبكة الحق في الصحة والحياة هذه التدابير بالأساس في “توفير الوقاية والتدخل السريع و الماء الصالح للشرب في جميع المناطق والمتضررة، فضلا عن تجهيز كل المستلزمات الطبية بالمستعجلات ووحدات العناية الفائقة لإنقاذ الأرواح”، مشددا أنه على الحكومة تعبئة وسائل الإعلام لتوعية المواطنين والمقيمين والسياح بمخاطر التعرض الطويل للشمس والحرارة العالية، وطُرق الوقاية منها من خلال إيجاد مراكز خاصة لإيواء المرضى وإنشاء مراكز محلية في هذه الفترة قريبة من السكان.

وختم لطفي تصريحه، بالتشديد على إلزامية تقديم العلاجات الأولية وإنشاء أماكن التبريد بالنسبة للأشخاص الذين لا يتوفرون على آلات التبريد في منازلهم، وتوعية المرضى باستشارة الطبيب بخصوص مواصلة استهلاك دواء معين أو التوقف عن استعماله، خاصة أمراض القلب و الشرايين، والتوجه للطبيب أو المستعجلات فورا عند ظهور أعراض نتيجة ضربات الشمس، داعيا إلى مطالبة أرباب العمل بالتوقف وتغيير ساعات العمل في المناطق شديدة الحرارة مثل مجال البناء والفلاحة والصناعة، وكذا توعية الناس بعدم الإجهاد والقيام بتمارين رياضية في أوقات شديدة الحرارة”.

مقالات ذات صلة

أمطار جد قوية.. وزارة التجهيز تحذر مستعملي الطرق وتطرح رقما خاصا للاستفسار

أي دور للأسرة والمدرسة في حماية الشباب من شبح الهجرة غير النظامية؟

بنعبد الله: هجرة الشبان المغاربة تسائلنا جميعا وتلزمنا بتقديم مشروع دامج لكل الفئات

مستخدمو التكوين المهني ينتزعون زيادة عامة في أجورهم.. وهذه قيمتها

جثامين مغاربة العالم.. حين يتحول الحزن إلى رحلة شاقة من الإجراءات الإدارية والمالية

نقابة المقاومة وجيش التحرير تستنكر “الاقتطاعات” وتدعو لوقف “أعمال إدارية”

الدار البيضاء على موعد مع إطلاق خطين جديدين للترامواي في هذا التاريخ

قلة الخطوط الجوية الرابطة بين بني ملال ومطارات العالم تؤرق الجالية المغربية

الاتحاد المغربي للشغل يرفض إدماج “كنوبس” في الضمان الاجتماعي

تعليقات( 0 )