كشفت الإعلامية المغربية؛ مونية المنصور، أمس الأربعاء، بمدينة بني ملال، أنه مهما تعاظمت التحولات تعاظمت معها أزمة القيم، مؤكدة أن الخروج من أزمة القيم يصطدم بتقابلات كبيرة؛ بين الدين والعلم، وبين الأصالة والمعاصرة، وبين الهوية والعولمة.
وأبرزت مونية المنصور، في ندوة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة السلطان مولاي سليمان، تحت عنوان: “قراءة في كتاب مونية المنصور: التلفزيون المغربي وصناعة القيم”، أن الأسرة والإعلام من أكبر ضحايا التصادمات والتقابلات سالفة الذكر، ولا سيما الأسرة لأنها منتجة القيم ومدعمتها.
ولفتت مونية المنصور إلى أن الحديث عن أزمة القيم رهين بطرح تساؤلات حول الدور الذي تلعبه التنشئة الاجتماعية والأسرة والمدرسة والجامعة، لا سيما في عصر تراجع فيه البحث العلمي والثقافة في العالم، مؤكدة على أهمية اكتساب تربية رقمية سليمة ومستخدمين أذكياء يميزون بين الأخبار الزائفة والمضللة وبين الحقيقية.
وفي معرض حديثها عن التلفزيون، ذكرت أن نمط مشاهدة التلفزيون قد تغير، واصفة هذه العملية بـ”الحتمية” و “المحمودة”، وأن التلفزيون هو مرآة المجتمع يعكس ما يدور فيه، مستدركة أنه عليه أن يحافظ على النسق القيمي الذي يضمن تماسك هذا المجتمع، مضيفة أن من ادوار التلفزيون تحصين الجيل الجديد كي لا يكون هشا ومهووسا بجسده بشكل مرضي، وحتى لا يسقط ضحية المقارنات الاجتماعية التي تغذيها وسائط التواصل الاجتماعي.
وحذرت من المسلسلات المدبلجة، قائلة: “الدراما من أخطر المحتويات الإعلامية و أكثرها تأثيرا لأنها تنبني على التشويق، وقد تدفع المشاهد إلى التعاطف مع المجرمين، وهنا تكمن خطورتها”، مردفة أن برنامج “مداولة” الذي خصصت له القسم الثاني من كتابها “التلفزيون المغربي وصناعة القيم” من أجل تحليل مضامينه، يرصد التمزق الأسري، وفيه تنميط لصورة المرأة بصفتها السيدة غير المتعلمة والساذجة.
وواصلت قائلة: “ولكن رغم ذلك يعكس صورة موجودة في المجتمع، ويكرس لأهمية القضاء والقانون باعتباره قيمة سامية وقيمة القيم”.
وخلصت بالتأكيد على أن التلفزيون يخدم بإيديولوجية، قائلة: “التلفزيون في اشتغاله ليس بريئا، بل يشتغل بإيديولوجية، قد تكون ذاتية أو تخدم صانع القرار، إذ يُظهِر ما يُراد تسليط الضوء عليه ويخفي ما يراد إخفاؤه، فمثلا اختيار زاوية تصوير معينة دون الأخرى تتدخل فيها الذاتية، وهو ما يتطلب متلقيا مسلحا بأدوات إعلامية رصينة”.

