أثار فيلم “ميري”، الذي أطلقته منصة “نتفليكس” مؤخرا، موجة انتقادات واسعة في الساحة الدولية، بسبب ما وُصف بـ”التأثير الإسرائيلي” الواضح في هذا العمل، الذي جرى تصويره بالكامل في المغرب، والذي سلط الضوء على قصة مريم العذراء، والدة المسيح عيسى عليه السلام، وحكى محطات من حياتها قبل ولادته وبعدها.
المغرب.. مواقع تصوير جذابة:
وأشاد طاقم فيلم “ميري” بالمواقع المغربية التي استُخدمت في تصوير العمل، مؤكدا أن المناظر الطبيعية والمعالم التاريخية ساهمت في إضفاء طابع بصري مميز على العمل، بما في ذلك الصحراء الشاسعة والقرى المهجورة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 700 عام، حيث قال المخرج الأمريكي، دي جي كاروسو “اخترنا المغرب كموقع رئيس للتصوير بسبب طبيعته الخلابة وتاريخه الغني، حيث تمكن فريق التصميم من بناء مشاهد مبهرة أضفت واقعية للعمل”.
ومن بين أبرز المواقع المستخدمة كان قصر الملك هيرودس الذي صُوّر في مواقع بمدينة ورزازات، مواقع سبق أن صورت فيها مشاهد من فيلم “مملكة الجنة” لمخرجه البريطاني ريدلي سكوت عام 2005.
إضافة إلى ذلك، تم تصوير مشاهد في متحف مغربي قديم، تم تحويله ليعكس الهيكل الثاني لـ”هيرودس”، ومواقع في مدينة شفشاون التي أضفت بألوانها الزرقاء طابعا فريدا على مشاهد الفيلم.
ويسلط هذا الفيلم الذي بدأ عرضه يوم السادس من دجنبر الجاري، الضوء على “صراع مريم مع الملك هيرودس”، الذي يسعى لتعقب المسيح ووالدته.
ولعب دور الملك النجم العالمي أنتوني هوبكنز، فيما جسدت الممثلة الإسرائيلية “نوعا كوهين” دور السيدة مريم، ما أثار موجة غضب ورفض واسع، خاصة بين الناشطين المدافعين عن القضية الفلسطينية.
اختيار الممثلين.. “محاولة لطمس الهوية الفلسطينية”:
وأثار اختيار طاقم يتكون من مجموعة من الممثلين الإسرائيليين، مثل إيدو تاكو وميلي أفيتال وأوري بفيفر، انتقادات واسعة، ولاسيما الممثلة الإسرائيلية الشابة نوحا كوهين لتجسيد دور مريم العذراء، حيث اعتبر عدد من منتقدي السلطات الإسرئيلية، اختيار طاقم إسرائيلي لتشخيص شخصيات الفيلم، محاولة لطمس الجذور الجذور التاريخية الفلسطينية للشخصيات المسيحية، وإهانة واضحة للتراث الديني والتاريخي لشعوب المنطقة.
فيما ذهب آخرون إلى اعتبار هذا العمل محاولة لتزييف الحقائق واستغلال الدين للترويج لأجندات سياسية، داعيين لمقاطعته، خاصة بعدما دافع المخرج دي جي كاروسو بقوة عن اختياره، قائلا إن الهدف هو تحقيق “الأصالة”، وهو تصريح وصفه منتقدون بـ”التبرير المضلل”، مشيرين إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف الكنائس التاريخية وقتل المدنيين الفلسطينيين، سواء المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
السينما.. أداة سياسية:
واعتبر عدد من منتقدي فيلم “ميري”، أن هذه ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها هوليوود بالترويج لروايات إسرائيلية، حيث سبق وأن أثار فيلم “الخروج: الآلهة والملوك” للمخرج ريدلي سكوت، الذي تم تصوير جزء منه في المغرب أيضا، ضجة واسعة بسبب ما اعتُبر تحريفا للتاريخ وتقديم رواية جديدة بما يخدم أجندات سياسية، مبرزين أن فيلم “مريم” يمثل جزءا من سلسلة طويلة من الأعمال التي تستخدم السينما كوسيلة لتشكيل الرأي العام وتقديم صورة مضللة عن التاريخ، وكذا تلميع صورة إسىائيل وتجاهل الانتهاكات المستمرة ضد الفلسطينيين.