دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، السبت، إلى اتباع نهج “عقلاني” في التعامل مع حرب الرسوم الجمركية المتصاعدة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مؤكدة أهمية الوحدة عبر الأطلسي، وفق ما أفادته بها وكالة الأنباء الفرنسية.
وقرّرت إدارة دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25 % على واردات السيارات إلى الولايات المتحدة، في خطوة تدخل حيّز التنفيذ في أبريل ومن شأنها أن تنعكس سلبا على قطاع السيّارات الألماني، كما تهدد واشنطن بفرض رسوم إضافية بنسبة 200% على النبيذ والشمبانيا والمشروبات الروحية الأوروبية، لا سيما الفرنسية.
وقالت ميلوني إنها شعرت بأن “على عاتقها الدفاع عن الوحدة عبر الأطلسي” و”إعادة بنائها إذا لزم الأمر”.
وقالت خلال تجمع لحزب الوسط الصغير “أزيوني” المعارض “بالطبع، هناك خلافات بشأن الرسوم الجمركية، ولكن لهذا السبب بالتحديد أعتقد أننا يجب ألا نتصرف بشكل متهور، ولكن بشكل عقلاني”.
تبيع إيطاليا أكثر من 10% من حجم صادراتها إلى الولايات المتحدة، نصفها من المعدات الآلية ومكوناتها.
وجاء إعلان واشنطن الخميس عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على السيارات المصنعة خارج الولايات المتحدة، بعد أسبوع من إعلان الاتحاد الأوروبي تأجيل سريان تدابيره المضادة للردّ على فرض الإدارة الأميركية رسوما بنسبة 25 % على الصلب والألمينيوم لإفساح المجال لحلّ متفاوض عليه.
وقال إيمانويل أورسيني، رئيس الاتحاد الرئيسي لاصحاب الشركات في ايطاليا “كونفيندوستريا”، في تجمع أزيوني السبت، إن الحرب التجارية تمثل “معضلة ضخمة بالنسبة لإيطاليا”، معربا عن أمله أن يتفاوض الاتحاد الأوروبي على حل مع واشنطن.
وقالت ميلوني، الزعيمة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي حضرت حفل تنصيب ترامب في يناير، لصحيفة فاينانشال تايمز الجمعة إن الولايات المتحدة هي “الحليف الأول” لإيطاليا.
وأضافت أنها تتفق مع الانتقادات التي وجهها نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس لأوروبا، عندما قال إن حرية التعبير والديموقراطية في تراجع.
وقالت للصحيفة “يجب أن أقول إنني أتفق مع هذا الرأي” مضيفة “أقول هذا منذ سنوات (…) لقد ضلت أوروبا طريقها نوعا ما”.
ورد زعيم الحزب الديموقراطي (يسار الوسط) إيلي شلاين متهما حكومة ميلوني “بالتحول يوما بعد يوم إلى حصان طروادة لإدارة ترامب داخل الاتحاد الأوروبي”.
لكن ميلوني دعمت الخطط الرامية إلى تعزيز الدفاع الأوروبي مع استبعاد إرسال جنود إيطاليين للمشاركة في “قوة عسكرية ميدانية محتملة” في أوكرانيا.