أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، أن الحكومة الحالية تغيب عنها العديد من الإصلاحات الجوهرية التي كانت منتظرة، مشيرا إلى أن الخطاب الحكومي، الذي يدَّعي تحقيق إنجازات غير مسبوقة، لا يتماشى مع الواقع.
وأضاف بنعبد الله، وفق ما جاء في تقرير المكتب السياسي أمام الدورة الخامسة للجنة المركزية، الذي توصلت “سفيركم” بنسخة منه، أن هناك العديد من الإصلاحات الأساسية التي لم تُباشر بعد، رغم أنها مدرجة في النموذج التنموي الجديد.
وأوضح بنعبد الله أن الحكومة أولا لم تبدأ بعد في الإصلاح الجبائي بشكل شامل وعادل، ولم تعمل على توسيع الوعاء الضريبي أو مكافحة الغش والتملص الضريبي، بل لم تسعى حتى إلى الحد من الإعفاءات والامتيازات الجبائية غير المجدية، والتي استنزفت نحو 32 مليار درهم في عام 2024 فقط.
كما أشار ثانيا إلى غياب التقدم في إدماج القطاع غير المهيكل في الاقتصاد الرسمي، وهو ما كان يُنتظر من الحكومة أن تعالجها بشكل تحفيزي لمكافحة اقتصاد الظل، الذي يشكل نحو 30% من الناتج الداخلي الخام.
وأكد بنعبد الله بخصوص الاصلاح الثالث، أن الحكومة لم تقترب من إصلاح صندوق المقاصة لضمان استفادة الفئات المحتاجة فقط من الدعم. كما فشلت الحكومة في نقطة رابعة، حسب بنعبد الله، ويتعلق الأمر بإصلاح قطاع المؤسسات والمقاولات العمومية الذي يستنزف سنويا حوالي 50 مليار درهم من الميزانية العامة.
وأضاف الأمين العام لحزب التقدم الاشتراكية أن الحكومة لم تعمل بعد على إصلاح صناديق التقاعد المهددة بالإفلاس، في الوقت الذي تم فيه اقتراح دمج “cnss” و”cnops” بشكل ضبابي، مما أثار قلقا لدى الأجراء، وهو إصلاح خامس غاب عن الحكومة.
وفيما يتعلق بالتحول الإيكولوجي والاقتصاد الأخضر، كنقطة سادسة، اعتبر بنعبد الله أن الحكومة لم تُفعّل هذه المواضيع بشكل ملموس، واكتفت فقط بالخطابات دون أي خطوات عملية.
كما لفت السياسي ذاته إلى نقطة سابعة وهي التي تتعلق بغياب الجهود المطلوبة من الحكومة للحد من نزيف هجرة الكفاءات المغربية، مشددا على أن مغاربة العالم لم ينالوا الاهتمام الكافي في سياق تعزيز مشاركتهم في التنمية الوطنية.
وطالب الحكومة بتسريع عملية إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بقضايا مغاربة العالم، وفقًا للتوجيهات الملكية في خطاب الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء.