في أعقاب الجدل الذي أثارته بعض وسائل الإعلام الجزائرية بشأن تصريحات مزعومة للرئيس الرواندي بول كاغامي حول دعم جبهة البوليساريو، تبيّن من خلال البيان الرسمي الصادر عن الرئيس الرواندي خلال زيارته إلى الجزائر، يوم 3 يونيو 2025، أنه لم يأتِ على ذكر الجبهة أو أي موقف داعم لها.
وأكد الرئيس كاغامي، في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين رواندا والجزائر، مشيدا بالدعم الجزائري لطلبة روانديين في مجالات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، وبالتعاون في المحافل الدولية، دون أن يتطرق إلى أي قضية إقليمية مثيرة للجدل.
وفي خطوة فسّرها مراقبون بأنها رد غير مباشر على حملات التضليل الإعلامي، نشر الرئيس الرواندي نص خطابه الكامل، والذي خلا تماما من أي إشارة إلى دعم الكيان الانفصالي، ما يعكس حرصه على تفادي الانخراط في النزاعات الإقليمية أو الاصطفاف في قضايا خلافية تمس وحدة الدول الإفريقية.
وتأتي هذه الخطوة كرسالة دبلوماسية واضحة، تعكس وعي رواندا بمحاولات استغلال مواقفها في سياقات سياسية خارجية، وحرصها على بناء علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف، بما في ذلك المغرب، الذي تجمعه برواندا علاقات تعاون وشراكة قوية في مجالات متعددة.
وكان الرئيس الجزائر قد صرح في خطابه بأن الجزائر وراندا ناقشا عدد من القضايا المتعلقة بالنزاعات واتفقا على دعم ما أسماه بـ”حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عن طريق الاستفتاء”، وهو ما لم يصرح به الرئيس الرواندي وفق ما يتبين من نص خطابه.