نعمان لحلو: تشبثوا بثقافتكم فالحروب القادمة ستكون حضارية

نعمان لحلو: تشبتوا بثقافتنا فالحروب القادمة ستكون حضارية.. ولهذه المملكة رب يرعاها

من مدينة فاس العتيقة، وفي مكان يعبق برائحة التاريخ والحضارة، تروي جدرانه حكايات من تاريخ مضى، كان لموقع “سفيركم” مع الفنان المغربي، نعمان لحلو، حديث خاص، يفيض بمواقف ثابتة وقناعات راسخة عن الفن والثقافة، وآراء شخصية حول السياسة وتقدم المغرب، وكذا افتخار بالانتماء لمملكة تشق طريقها نحو إنجازات عظيمة.

أنت مستقر في مدينة الرباط، لماذا اخترت تصوير البرنامج في مدينة فاس؟

“أولا أنا ابن هذه المدينة العريقة التي هي ملك للإنسانية، وثانيا نحن في أحد البيوت العتيقة التي عمرها يزيد عن قرنين من الزمن، والمكان يتكلم وشخصيتك تتغير وتصبح أنقى، وأنا أؤمن جدا بالروح، ولا أظن أن تجدي بلاطو في لقاءاتك أجمل من هذا”.

لماذا يطغى على أعمالك الفنية جانب سوسيولوجي؟

“حقيقة هذا هو الأصعب في الأمر، فمثلا أصدرت أغان عن مجموعة من المدن وتناولت الأنتروبولوجيا، لأن الناس والقبائل والعادات والتقاليد والأسوار، يجب أن يتم دراستها بشكل معمق، وبعدها تأتي أصعب مرحلة وهي كيفية تحويلها إلى لغة فنية عميقة وبسيطة، وبالنسبة لي النص مهم جدا. بعدها أمر لمرحلة الموسيقى، ها هو اللحن موجود، لكم كيف ستقوم بتأثيثه، هل يكفي فقط أن تقوم بعمل جميل؟، لا من المهم أيضا أن تقدم ماهو جديد، فإن لم يحضر في أعمالك عنصر الجدة، فأنت تكرر فقط ما فعله الآخرون وتسرق أضواءهم”.

حوار خاص.. نعمان لحلو يدخل على خط قضية الأساتذة/لطيفة رأفت/ بطمة ولمجرد/حكومة أخنوش

الفن هو رسالة إنسانية، أحيانا يجد الفنان نفسه وهو يدافع عن مبادئه في اللائحة السوداء، احكي لنا عن تجربتك وكيف وجدت نفسك محظور سياسيا من بعض البلدان؟
” عندما تكون إحدى البلدان ضد بلدك، فلا يمكنك إلا أن تكون ضدها”.

لكي لا يكون سؤالي عاما، أريد أن أتحدث عن إسرائيل والجزائر؟
“الجزائريون إخواننا، ابتلانا الله بعصابة تحكم هذا البلد- هذا رأيي الشخصي لا يعبر عن الناس- وتحاول أن تفسد ما أصلحه الدهر في ستة بلدان محيطة بها وهذه البلدان، هي المغرب، وموريتانيا، وليبيا، وتشاد وتونس. هم لا يعبرون على الفكر الأخوي الذي يجمعنا مع هذا الشعب الطيب، حيث وظفوا ما يسمى بالذباب الإلكتروني ويدفعون له كي يهاجم المغرب، يبحثون عن هوية وأصالة، عن زخرفة وسقف كهذا السقف، نحن إلى زمن ليس بالبعيد كنا نتكامل، ولكن هم من بدأوا بالهجوم”.

“وفيما يتعلق بإسرائيل، الفلسطينيون لم ينعموا بدقيقة واحدة من السلم، منذ سبعين سنة، ومواطنو غزة؛ أي مايعادل مليوني شخص، يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم، وفي أغنيتي الأخيرة، قلت الله حق الله عدل” .

بما أننا نتكلم في نطاق سياسي، ماهو انطباعك على الحكومة الحالية، وهل أنت مع فكرة إدماج فنانين مغاربة في العمل السياسي؟ وهل كان لهذه العملية أي دور أو أثر؟

“أنا مع دخول الفنان للعمل السياسي، اقترحت علي الفكرة عدة مرات، وفضلت أن أبقى في مكاني، فمن له القابلية أن يلج اللعبة السياسية، أنا أشجعه أن يدخلها لكن شريطة أن لا ينجر وراء كواليسها، فالهدف هو الترافع عن المشهد الثقافي الحضاري المغربي”.

“بالنسبة للحكومة التعميم أمر صعب، ولكن عندما تكون تحت الأضواء كسياسي أو كوزير، فأنت تقبل أن ينتقدك الناس على الرغم من المجهودات التي تقوم بها الحكومة في عدة مجالات، والتي صراحة لم أجد لها لونا بعد. وفي الأخير أنا لا أخاف، لأن صاحب الجلالة هو المشرف على كل شيء، وهو الضامن وهو الأساس أو ‘لوتاد’ كما قلت”.

“وعندما تذهب إلى دولة أخرى، يمكن أن تجد رئيسا يريد فقط أن يقضي مدة ولايته أو يحقق مكسبا شخصيا، لكن في المغرب هذا الأمر لا يمكن، لأن له إرثا يعود لأزيد من 400 سنة، فيجب أن يكمل المسيرة ويسلم زمام الأمور للوريث، لا يجب أن نخاف فلهذه المملكة رب يرعاها” .

إذا اقترحنا عليك أن تكون وزيرا سواء في مجال الصناعة التقليدية أو الثقافة، ما هي الأمور التي تريد تغييرها؟

“أول شيء هو الرقمنة، فالرقمنة تحارب الفساد وتحارب الارتجال، دعيني أبدأ بالفساد، هنا أقصد الفساد غير المباشر، فحين لا يذهب شيء معين إلى مكانه، هذا فساد، ثاني شيء هو الإيمان بميزان الهوية المغربية في منطقة وسيطة بين الأصالة والعصرنة، حتى لا أقول المعاصرة ويظنوا أني من حزب الأصالة والمعاصرة، والإيمان بالنبوغ المغربي، فالمواطن المغربي مختلف تماما عن غيره، أنا زرت كل بلدان العالم تقريبا، المغربي مختلف في فكره، في الشاي الخاص به، في مطبخه، وفي موسيقاه، وبالتالي لا يمكن أن نأخذ منظومة معينة ونطبقها على المغرب”.

“على سبيل المثال للبنك الدولي منظومة فيقول لك طبقها، وحين جاء وعقد مؤتمره السنوي، اكتشف أن المغرب حضارة أخرى، فكل بلد يجب أن تمشي وفق خصوصيته، هذه ثلاثة أشياء مهمة’.

“بالإضافة إلى محاربة الزبونية، والتركيز على التعليم، وأؤكد التعليم والصحة والعدل، هناك أشخاص شرفاء نحييهم، وهناك أشخاص يعبرون عن المثل المغربي الذي يقول ‘حوتة وحدة كتخنز شواري’، وهذا الأمر لا يمكن أن يكون إلا بالصرامة، صحيح أن الانفتاح والحرية مهمان لكن الأهم هي الصرامة”.

لنعد إلى الماضي ونقارن بين إنجازات الحكومة السابقة التي تزعمها حزب العدالة والتنمية، وحكومة اليوم برئاسة عزيز أخنوش في مجال الثقافة والفن، ماهي الأمور الإيجابية التي بالنسبة لك تغيرت؟

“كل شيء له إيجابيات وسلبيات، الحكومة التي سبقت جاءت في وقت صعب جدا، وهو الربيع العربي ولعبت دورا خطير جدا، تحملت فيه مجموعة من الصدمات، وجنبت المغرب الوقوع في عدة مشاكل كانت محتملة، بالطبع كان نوع جديد علينا من الشعبوية، وصراحة أنا شخصيا كنت ضدها”.

“بينما حكومة اليوم براغماتية، تعتمد على الرقمنة ولغة الأرقام، حكومة فيها رجال أعمال، هنا أريد أن أفتح قوسا لأقول إنني عادة ضد أن يجتمع المال مع السياسة، فحين يختار ميلياردير أن يصبح وزيرا، فعند أبسط مشكل يواجه تهمة اللص، فالناس لا يفهمون أن هذا الوزير غير محتاج كي يسرق، ولكن أنت أيها الوزير أو رئيس الحكومة اخترت أن تتموقع تحت الأضواء” .

“لكن ما يطمئنني في الحكومة الجديدة هو أن لها مخططا، فمن هنا إلى سنة 2035 يجب أن نحقق ما حددناه، فمن استطاع مرحبا به ومن لم يستطع ستفتح الباب أمام آخرين، وأنا مع الاشتغال وفق مخطط، فمن يشتغل بالارتجال لن يصل أبدا، فعلى الرغم من أن العديد من المشاكل تكالبت علينا، لم نفقد الأمل، فقبول المغرب لتنظيم كأس العالم، هو درس للإنسانية، حيث قدمنا الملف، المرة الأولى، والثانية والخامسة، حتى وصلنا، هناك أشياء جميلة نسير فيها”.

“ودائما يجب أن نركز على التعليم، والصحة والعدل، الأستاذ يجب أن يكون مرتاحا، فهو الذي يدرس الأجيال، لا يجب أن يعاني من خصاص مادي، كما القاضي والطبيب، وحين نصل إلى عملية الرقمنة في المغرب، سنكون قد قطعنا مع نسبة 60 بالمئة من الفساد”.

قلت إن بعض السياسيين بارزين أكثر من غيرهم، أريدك أن تحدد لي بالإسم من الوزراء الذين تجدهم بارزين ويقومون بعملهم بجدية انطلاقا من تجربتك؟

“أنا يعجبني وزير الثقافة، شخص براغماتي منحوه مجموعة من الأشياء وفي نفس الوقت أعطى كثيرا للثقافة، والفن، والموسيقى، والاتصال، والمتاحف والمعاهد الموسيقية. في البداية كنت متخوفا لأنه شاب وربما لن يكون عنده الزخم التاريخي الذي يجب أن يتمتع به وزير الثقافة، لكنه يحيط نفسه بمجموعة من المستشارين، فهو إنسان عقلاني.”

“يعجبني وزير الصناعة أيضا، ففي صناعة وتصدير السيارات، بلغنا حوالي 90 أو 59 في المئة، وأيصا في صناعة أجزاء الطائرات والطاقات المتجددة، كل هذه النجاحات لا يمكن أن يشعر بها المواطن منذ اليوم الأول، لكن منذ حضور جلالة الملك في 1999 وإلى اليوم، سلكنا مشوارا طويلا جدا في البنيات التحتية، وإذا لاحظتي في الثلاث سنوات الأخيرة، العالم أجمع يتسائل عن المغرب، بلدنا لم يأت من فراغ، بل اشتغلنا وما تزال أشياء كثيرة يجب العمل عليها، حيث أن هناك لامساواة كبيرة بين المجتمع، مازال عندنا الغنى والفقر المطلق، وعزائي الوحيد هو أن هناك ملكا على رأس هذا البلد”.

عايشت تجربة “ستوديو دوزيم” قبل ” ستار لايت”، الملفت في التجربتين هو أن الأولى كان فيها حاتم عمور متسابقا، واليوم هو إلى جانبك كعضو بلجنة التحكيم، ما تعليقك؟

“هل تؤمنين بنظرية التطور؟ شيء جميل أنه انتقل من تلك التجربة إلى هذه، لكن الرحلة أخذت منه 20 سنة، وهذه الفترة ليست بالسهلة، أصبح نجما على مستوى المغرب والعالم العربي، عرف الخشبة، وبصم على الحضور الفني”.

في الموسم الأول كانت لطيفة رأفت، ماذا أخذت معها؟ وماهي الإضافة التي قدمها حاتم عمور في مكانها؟
“لطيفة تركت نوعا من الثقل ومصداقية الأغنية في الهوية المغربية، بينما حاتم قدم نوعا من الحيوية، كنت أتمنى أن تبقى لطيفة، أولا لأن لها ثقلا، وثانيا كي لا تكون أسماء السيدة الوحيدة”.

كيف تتقاسمون مع بعض المشاورة والنقاش؟ وماهي الرؤى التي تختلفون فيها وتتفقون عليها؟

“نحن نتفق دون أن نتفق، كل شخص فينا كما تفضلت عنده خلفيته ولونه وجمهوره، ولكن عندما نجد شخصية تمتلك كاريزما فنية، نضغط على الضوء دون أن نتكلم، لأن الفن والموسيقى هما روح، لكنهما أيضا علم. فمثلا أنا والدوزي نركز أكثر على الجانب الأكاديمي في الغناء، بينما أسماء متموقعة في النصف ومحايدة، لكن أمين وحاتم مختلفان عنا، فأمين على سبيل المثال، ودمهندس ويمتلك ستوديو، فهو حاضر كفنان وكمنتج”.

“وبعد النصف النهائي يبدأ الجمهور في التصويت معنا، لكن في الأول والأخير، هي فرصة تمنح لمجموعة من الأشخاص كي يصلوا إلى باب الفن، تسلط عليهم الأضواء لمدة 4 أو 5 أشهر إلى أن يتعرف عليهم الجمهور، رحلة أخذت مني 15 سنة للوصول، لكنها تأخذ من المتسابقين فقط 5 أشهر”.

“ويبقى السؤال المطروح، هل يمكنهم الاستمرار بعد هذه الرحلة أم لا؟ فإذا كانت الرغبة والإلحاح والرؤية يمكنهم الاستمرار فحاتم عمور، وسعد لمجرد وأسماء لمنور، كانت لديهم رؤية، الكثير حصلوا على الجائزة الأولى في “ستوديو دوزيم”، لكن أين هم الآن؟، فالبرنامج أوصله إلى الباب وحين قام بعملية الفطام، لم يستطع أن يكمل الطريق لوحده”.

الأغنية المغربية اليوم لها أوجه متعددة، نريد أن نعرف ماهي الأغنية الشبابية وعلى من تليق أكثر؟ وماهي الأغنية التجاربة وعلى من تليق أيضا؟
“عندما تقولين الأغنية التجارية، فلها علاقة بشخص يريد فقط جمع المال”.

قدم لنا مثالا، كي نستطيع أن نفهم ماهي الأغنية التجارية؟
“لا أستطيع أن أعطيك مثالا يمكن أن يزج بي في دوامات كبيرة، وهناك مجموعة أراهم يكدسون الأموال في التيك توك واليوتيوب، لكن يجب أن يحذروا فأحيانا يمكن أن يوضع السم في العسل”.

“لكن كل هذه الأسماء التي ذكرتيها، تعود لفنانين كبار، وأهم شيء هو الاستمرارية، فحين نتحدث عن سميرة سعيد، هي فنانة في رصيدها أكثر من 50 سنة من المهنية والاحتراف، وأصبحت ‘ديفا’، فبمجرد ما تذكرين اسم سميرة فأنت تتكلمين عن المغرب حتى ولو لم تغن المغربي كثيرا، فيما أسماء تمشي بخطى ثابتة، لها خلفية ومزيج بين تمغرابيت والشرقي والخليجي، لكنها معتزة بمغربيتها، كما هو الأمر بالنسبة لدنيا بطمة، أما سعد فلوحده حالة لن تتكرر، كما لو أنني أتكلم عن مايكل جاكسون أو الشاب خالد، كان هذا الشاب يبحث عن طريقه، حاول أن يغني بالشرقي، والخليجي والمصري، وفي أحد الأيام طرح أغنية من عمق التراث، فنجحت، ما جعله يدرك أنه لن ينجح سوى لكونه مغربيا، وجد طريقه وأوصل اللهجة المغربية إلى عقر بيتهم”.

ما رأيك في كون العديد من الأسماء الفنية المغربية نجحت واستطاعت الوصول، كسعد لمجرد ودنيا بطمة، لكن ضريبة النجاح كانت صعبة؟

“الإسمان معا هما فنانان ناجحان فتمت محاربتهما، بحثوا لهما عن هفوة، فإذا أردت أن أبحث لك عن هفوة سأجدها، وإذا بحثتي عن هفوتي ستجدينها، لأننا في النهاية بشر”.

“نجحا فكان نجاحهما ربما أكثر مما توقعا، وخاصة نجاح الانتشار والإعلام، في يوم من الأيام قالت لي نعيمة سميح: ‘أنا محظوظة لكوني ما أزال بكامل قواي العقلية، لأنني جئت من بيئة بسيطة وبين يوم وليلة وجدت نفسي نجمة النجوم وملك المغرب يمسك بيدي وينزلني من الدرج’، بمعنى أن الفنان حين يصل لمرحلة من الانتشار دائما يجب أن يكون بجانبه مختص في الطب النفسي، ليوجهه كيف وأين يجب أن يمشي، وكيف يتكلم مع الإعلام”.

اليوم العالم متوجه نحو الرقمنة، والثورة التكنولوجية والسرعة، كيف تتخيل  شخصية نعمان الحلو من الذكاء الاصطناعي بكل المميزات والتطورات والبيانات التي تخص عملك في الموسيقى؟

“آخر مستجدات التكنولوجيا في ميداني ستجدينها عندي، فمثلا إذا كانت آلة موسيقية جديدة ستخرج، أعرف متى ستخرج وأنتظرها كي أشتريها ولو على حساب أي شيء آخر، الذكاء الاصطناعي إذا تركناه يطغى ستفنى البشرية، سيصبح لدينا جنود آليون، لا يملكون الضمير، فالآلة يمكن أن تضع فيها كل شيء إلا الضمير”.

لكن اليوم هناك رؤية مستقبلية، هل يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي أن أقدم لك إنسانا اسمه نعمان لحلو بكل مواصفاته؟

“إلا الروح، قولي له أن يعطيك جملة مغربية مشتقة من النحاس أو الزليج أو خشب فاس، من المستحيل”.

إلى أي مدى أنت روحاني وإلى أي مدى أنت عقلاني؟

“أنا روحاني بنسبة 80 في المائة بيني وبين نفسي، و20 في المائة المتبقية على حساب المخاطب الذي أحادثه، وعقلاني في نفس الوقت”.

كم تتوقع أن تعيش أعمالك الفنية عبر الزمن؟
“سوف تعيش كوني متأكدة، دائما سيبقى لمدينة تافيلالت ومدينة شفشاون أغنيتها، ودائما ستبقى للمدينة القديمة أغنيتها، ودائما ستردد الأجيال القادمة هذه الأغاني كما تغنى الآن في المدارس، ودائما حين يغني الأب عن ابنته ستسمع لالة راضية يا مولاتي، سوف تعيش صدقيني”.

الجمهور يعرفك بصورة معينة، لكن هدفي اليوم هو أن ندخل إلى منطقة خصوصيتك؟

أنا إنسان أحب العزلة، فحتى حين كنت صغيرا؛ خمس أو ست سنوات، عندما ألعب كنت أصنع خيمة صغيرة حتى أختلي بنفسي، وأصنع جلسة بالشاي أو أقرأ كتابا، ولا زلت هكذا أحب الاختلاء”.

“لذا أسافر أحب أن أستكشف مناطق طبيعية، وهذا أمر روحاني جداً، كما أنني أحترم الأديان كيفما كانت، كثيرا ما أذهب إلى آسيا، وأجدهم يعبدون بوذا، أحترمهم رغم أنها ليست قناعاتي ولكن الأهم هو الاحترام التام، ليس لدي أي مشكل أن أدخل الكنيسة، أنا إنسان مسلم، أحب كل شيء جميل، وبالنسبة لي كل شيء جميل هو كل شيء متفرد لا يشبه أي شيء آخر، أحب كل شيء صغير، الأطفال الصغار الحيوانات الصغيرة، وأنا صديق الحيوانات وحتى تلك المفترسة” .

تكلمت كثيرا عن الروحانية والصدق، ما هو أهم شيء تريد تقاسمه معنا في نهاية هذا الحوار؟

“لا يمكن للإنسان أن ينجح في كل شيء، إذا منحتك الحياة ستمنحك فقط أشياء دون أخرى، وكل ما يلزمك هو الرضى، وإذا سألتني قبل 10 سنين سيكون جوابي مختلفا”.

“واليوم وصلت إلى قناعة يجب أن أتقاسمها معك؛ فأنت وأنتِ أيها المغربي وأيتها المغربي، تنتمون إلى حضارة متفردة بدأ وقتها الآن، وبدأ الناس يتعرفون عليها، مثل جوهرة كانت مخفية وبدأت في الظهور، وفي نظري المتفرد هو من لا يحاول أن يقلد الآخرين لا في الفكر ولا في الثقافة، لأن للمغاربة حضارتهم وسينجحون وستأتي أجيال أخرى، ابقوا متشبثين بثقافتكم فالحروب القادمة هي حروب حضارية”.

مقالات ذات صلة

إسبانيا.. “مهرجان المزج” تظاهرة فنية تجمع بين الثقافة المغربية والإسبانية المشتركة

بعد شكوى السفارة الأذربيجانية.. المغرب يمنع عرض فيلم أرميني بمهرجان أكادير

منهم الطيب الصديقي.. مهرجان الأقصر ايهدي دورته المقبلة لروح عدد من الراحلين

الداودية تلهب حماس جمهور مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية

مغاربة غاضبون من انتقاد بنكيران لـ”طوطو” وأخ فحصي يعلق: أخي سيختار الموسيقى للرد

الفنان الفوتوغرافي نورالدين الوراري يستعيد “ظلالا من ماضيه” في معرض فني برواق ضفاف بالرباط

بمشاركة مغربية وازنة.. اختتام فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي

وزارة بنسعيد ترصد أزيد من 7 ملايين درهم لدعم مشاريع فنية

الممثلة جليلة التلمسي: “أندرومان” نقطة تحول في مساري الفني

تعليقات( 0 )