يفتقر جزء كبير من الأشخاص إلى فيتامين “د” الأساسي للعظام أو لجهاز المناعة، واستخدام واقي الشمس يقلل من إنتاجه في الجلد، لكنه يحمي من الإصابة بالسرطان.
منذ ما يقرب من قرن من الزمان، كان من المعروف أن فيتامين (د) ضروري للحفاظ على مستويات الفوسفور والكالسيوم في الدم في النطاق اللازم للحصول على هيكل عظمي وعضلات صحية، وفي السنوات الأخيرة، تم تأكيد أهميته في التنظيم لجهاز المناعة أو نمو الدماغ، ولهذا السبب، فإن بعض البيانات الوبائية مثيرة للقلق.
فحسب “الباييس” الإسبانية فإن نقص هذه المادة يكون أكثر حساسية عند كبار السن، وخاصة النساء في سن اليأس، فمع تقدم العمر يتم تصنيع هذا الفيتامين بشكل أسوأ، لدى النساء الحوامل أيضا، والأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، لأن فيتامين “د ” قابل للذوبان في الدهون، وكذلك عند الأطفال.
وتضيف “الباييس” أن الطريق الرئيسي لإنتاج فيتامين “د” هو الكوليسترول الموجود في الجلد، والذي يتولد عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس. فالتغيرات الحياتية، التي تبقينا في الداخل لمزيد من الوقت، قد تفسر نقص فيتامين د، لكن البعض يلومون أيضًا استخدام واقيات الشمس التي تمنع الإشعاع الشمسي.
عند هذه النقطة يحدث تصادم بين تأثيرين متعارضين على الصحة. سرطانات الجلد، على الرغم من أن غالبيتها ليست مميتة، إلا أنها الأكثر شيوعًا بين الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، الأمر الذي يجعل استخدام الحماية من الشمس موصى به للغاية، خاصة في الأشهر الأكثر حرارة في منتصف النهار.
وأظهرت الدراسات التي أجريت في أستراليا أن استخدام واقيات الشمس يمكن أن يقلل من الإصابة بسرطان الجلد بنسبة تتراوح بين 10سنوات و15سنة، وتشير التقديرات إلى أن زيادة استخدام هذه المنتجات بنسبة 5% بين الأشخاص يمكن أن تقلل من الإصابة بسرطان الجلد بنسبة 5 بالمئة و 10 بالمئة خلال عشر سنوات.
وتشير يولاندا جيلابيرتي، رئيسة قسم الأمراض الجلدية في مستشفى ميغيل سيرفيت في سرقسطة، بصعوبة تحقيق التوازن بين حماية الجلد الضرورية والحاجة إلى فيتامين “د”.
وأضافت بولاندا “لكن في السنوات الأخيرة، لوحظ أن فيتامين “د” له تأثير مهم على جهاز المناعة لدينا، وأنه عندما تنخفض مستوياته نعاني من نزلات البرد أكثر أو يزداد خطر الإصابة بالسرطان”.