كشفت الفنانة الشابة الصاعدة، نهال السلامة شكري، التي جسدت دور “عبلة” في مسلسل “الشرقي والغربي“، أن الشخصية التي جسدتها قربتها من المعاناة التي تعيشها الفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب، مؤكدة أن الصداقة التي تجمعها بأشرف المسيح الذي يلعب دور “يعقوب”، هي سر الكيمياء التي تجمع بينهما في هذا العمل.
وتقاسمت نهال السلامة شكري، في حوار أجراه معها موقع “سفيركم” الإلكتروني، تفاصيل من مشاركتها في مسلسل “الشرقي والغربي”، مفتخرة باشتغالها إلى جانب نخبة من الممثلين الرواد والشباب، مشيرة إلى الأجواء التي طبعت الكواليس، وموقفها من تعامل المجتمع المغربي مع ظاهرة الاغتصاب، وكذا سر تميزها في دور “عبلة” وانسجامها في مع أشرف المسيح، ناهيك عن طموحها الفني ومشاريعها المستقبلية.
وهذا نص الحوار مع نهال السلامة:
كيف كانت تجربتك في مسلسل “الشرقي والغربي”؟
تجربتي في مسلسل “الشرقي والغربي” كانت جميلة جدا ومميزة، لا سيما وأنها الأولى في الجانب التلفزي، والأجمل من ذلك أنني التقيت فيها بمجموعة من الفنانين الذين لم أكن أعرفهم من قبل، وكنت أشاهدهم في طفولتي فقط على التلفاز، كما اشتغلت فيها مع ممثلين أعرفهم، وآخرون أصدقائي وزملائي من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.
كيف كانت كواليس تصوير المسلسل خاصة وأن الطاقم يضم مجموعة من الكوميديين؟
بصدق، استمتعت جدا في هذا العمل، وكانت الكواليس جميلة جدا ومفعمة بالضحك والمرح، لاسيما وأن طاقم المسلسل ضم مجموعة من الممثلين المعروفين بحسهم الفكاهي، كما أنني اكتشفت في “الشرقي والغربي” الجانب الآخر لمجموعة من الفنانين الذين لم أكن أعرف أنهم يتمتعون بروح مرحة، وبصفة عامة اشتغلنا جميعا في جو متوازن يمزج بين الضحك والفكاهة تارة، وبين الدراما والجدية تارة أخرى.
كيف كانت تجربة اشتغالك في المسلسل خاصة وأنه جمعكِ بمجموعة من الممثلين الرواد والشباب؟
سعيدة جدا باشتغالي مع فنانين رواد نشأت على مشاهدتهم، من قبيل حسن فلان والهاشمي بنعمر، إلى جانب سامية أقريو ونورة الصقلي، اللواتي شاهدت لهن بعض الأعمال السابقة، من قبيل مسلسل “لالة منانة” و”سر المرجان”، كما أفتخر بمشاركتي مع نورة الصقلي، التي تتلمذت على يدها في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، إلى جانب ممثلات شابات، مثل نسرين الراضي ووداد المنيعي، وفخورة جدا بأنني اشتغلت مع أصدقائي المقربين وزملائي بالمعهد في بطولة مسلسل “الشرقي والغربي”، الذي كنا فيه أقرباء وأعداء، وبشكل عام مر تصوير هذا العمل، الذي استغرق 12 أسبوعا، في أجواء جميلة.
كيف كان إحساسك وأنت تجسدين دور فتاة تعرضت للاغتصاب؟
شعرت خلال أدائي لدور “عبلة” في مسلسل “الشرقي والغربي”، بالمعاناة التي تعيشها مجموعة من الفتيات اللواتي يتعرضن للاغتصاب، وكان هذا الدور بمثابة مسؤولية كبيرة لإيصال هذا الإحساس بصدق إلى الجمهور المغربي، وتجسيد مثل هذه الأدوار صعب بصراحة، لأنها تُدخلك في حالة من الصدمة والحزن والبكاء، فليس من السهل أن تتقمص دور فتاة طعنها شخص قريب تثق به، وتعتبره فردا من أسرتها، وأتمنى أن أكون قد استطعت أن أوصل إحساس شخصية “عبلة” للمشاهد المغربي.
ما هي رسالتك للأسر المغربية التي تجبر بناتها على الزواج ممن اغتصبهن تفاديا لـ”الفضيحة”؟
صحيح أن مجموعة من الأسر المغربية، اللواتي تتعرض بناتهن لواقع الاغتصاب المر، يجدن أنفسهن مجبرات على الزواج من المغتصِب، من أجل التستر عن القضية بشكل نهائي، أو لتجنب سجنه، لا سيما إن كان من الأقارب، وأقول لهم من هذا المنبر أنكم تدعمون الشخص الخطأ، من خلال عدم معاقبته، كما تشجعون على انتشار بعض الأفكار المضرة بالمجتمع من قبيل “الشوهة” و”الفضيحة” و”حشومة”، بل إن أكثر من يحتاج الدعم وخاصة النفسي هي الفتاة “الضحية”، حيث تكون في حاجة ماسة خلال هذه المرحلة إلى سند لتشعر أنها لم ترتكب أي خطأ، وأن بجانبها أشخاص يمكنها أن تثق بهم، والأسر يجب أن تكون هي السند الأول.
ما سر تفاعل الجمهور المغربي مع دور “عبلة” في الشرقي والغربي؟
حب الجمهور أمر جميل، وأحمد الله أن دوري نال إعجاب المغاربة، وهو الأمر الذي ألمسه في التعاليق، وأظن أن تكويني المسرحي و”القبول” ساعداني على أداء هذا الدور، وربما شعر الجمهور المغربي الذي يتابع العمل بأن الشخصية قريبة منه وتشبه مجموعة من الفتيات من الواقع، اللواتي يتعرضن للاغتصاب سواء من البعيد أو القريب، أو ربما تعاطفوا مع “عبلة” لأنها تعاني من مشاكل مع أسرتها، التي حُرمت منها وهي صغيرة، ناهيك عن قصة الحب التي تعيشها مع “يعقوب”، والتي تعكس مجموعة من الثنائيات الشابة في المجتمع المغربي، التي تحب في سن مبكرة وتكلل قصتها بالزواج، إلى جانب مسألة معارضة الوالدين لزواج أبنائهم لأسباب مختلفة، وبهذا فثنائي “عبلة” و”يعقوب” تحدى كل شيء من أجل الحب، وآمن بأنه يمكن للحب أن ينتصر في الأخير. فمجموعة من التفاصيل سواء في شخصيتي أو في قصة المسلسل نجحت بالفعل في أن تلامس قلوب الجماهير، وما يترجم هذا الأمر هي تعليقات الجمهور ومقاطع الفيديو المركبة من مشاهد “عبلة” و”يعقوب” التي تم تداولها على نطاق واسع.
ما سر الكيمياء التي تجمعكِ بأشرف المسيح في المسلسل؟
صحيح أن الجمهور المغربي أعجب بالكيمياء التي تجمع بيني وبين أشرف، وأظن أن السبب هو الاحترام والتقدير المتبادل بيننا، ثم الصداقة التي كانت تجمعنا قبل الاشتغال في المسلسل، وربما أن الجمهور يرى فينا ما لا نراه في بعضنا البعض، ولم نكن نتوقع الصدى الذي أحدثه هذا الثنائي لدى الجمهور المغربي، الذي كتب في تعليقات متعددة أننا من أحسن الثنائيات خلال الموسم الرمضاني الحالي، كما عبروا عن رغبتهم في مشاهدتنا معا في أعمال مستقبلية، وأن حب يعقوب وعبلة قد اخترق شاشة التلفزيون ليصل إلى قلوبهم.
ما هو دور الحلم الذي ترغبين بشدة في أدائه؟
أنا في بداية تجربتي الفنية والمهنية، وأتمنى أن أؤدي مجموعة من الأدوار المختلفة، وليس مجرد دور واحد، وأمتلك طاقة كبيرة تخول لي ذلك، والحمد لله بذلت مجهودا كبيرا في تجسيد دور “عبلة”، الذي تعلمت فيه مجموعة من الأشياء، وما يزال أمامي الكثير لأتعلمه.
هل تحضرين لمشاريع فنية جديدة؟
لحدود الآن، لا أحضر لأي مشاريع تلفزية، لكن يوجد مشروعين مسرحيين في المستقبل، أولهما؛ مع المخرج أمين ناسور، وثانيهما؛ مع المخرج الفرنسي رومبير باسكال (Rambert Pascal).
صور نهال السلامة شكري من كواليس مسلسل “الشرقي والغربي”:




