أعلنت الإدارة الأميركية الخميس أن الرسوم الجمركية الإضافية على المنتجات الصينية بلغت نسبتها 145%، ما قوض الآمال في خفض التصعيد في الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب.
وكان ترامب بدل موقفه الأربعاء بصورة مفاجئة وجمد التعرفات الإضافية المطبقة على حوالى ستين دولة لمدة تسعين يوما، مستثنيا فقط الصين التي باتت معزولة بمواجهة واشنطن.
وفي مواجهة إصرار بكين على الرد بالمثل، أعلن الرئيس الأميركي الأربعاء أن الرسوم الإضافية على المنتجات الصينية ستبلغ 125%.
وأوضح البيت الأبيض الخميس في مرسوم رئاسي أن القرار يرفعها في الواقع إلى 145%، بعد احتساب الرسوم الجمركية بنسبة 20% التي فرضها ترامب على الصين لمعاقبتها على إيواء مصانع تساهم في إنتاج الفنتانيل، وهو مادة أفيونية تسببت في أزمة صحية خطيرة في الولايات المتحدة.
غير أن الرسوم الإضافية تطال غالبية المنتجات الصينية مع استثناءات مثل أشباه الموصلات مثلا، وهي تضاف إلى التعرفات التي كانت مفروضة قبل عودة الملياردير الجمهوري إلى البيت الأبيض.
على الإثر، تراجعت الأسواق الأميركية التي افتتحت على انخفاض، فحوالى الساعة 16,10 بتوقيت غرينتش، خسر مؤشر داو جونز 4,20%، وانخفض مؤشر ناسداك الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 5,78%، وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا بنسبة 4,71%.
ويشهد النفط والدولار أيضا انخفاضا حادا وسط مخاوف من تباطؤ كبير في النشاط، فيما وصل الذهب إلى مستوى قياسي جديد.
من جانبها، انتعشت الأسواق الآسيوية والأوروبية بعد الهبوط الذي شهدته في اليوم السابق (+9% في طوكيو، +4,53% في فرانكفورت، +3,83% في باريس).
– “حتى النهاية” –
بعدما باتت الصين معزولة في معركتها مع الإدارة الأميركية، واصلت الخميس تحدي واشنطن متعهدة “القتال حتى النهاية”، مع إبداء استعدادها في الوقت نفسه للبحث عن تسوية.
وقالت الناطقة باسم وزارة التجارة الصينية هي يونغ تشيان إن “باب الحوار مفتوح للتفاوض، لكن الحوار يجب أن يقوم على احترام متبادل وأن يجرى على قدم المساواة”.
وبانتظار التوصل إلى اتفاق، أعلنت بكين الحد من عدد الأفلام الأميركية التي يتم عرضها على أراضيها.
أما الاتحاد الأوروبي، فقرر تعليق الرسوم الجمركية التي أعلنها من جانبه على مجموعة من المنتجات الأميركية من أجل “إعطاء فرصة للمفاوضات”، على ما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، محذرة في الوقت نفسه من أنه “إذا لم تكن المفاوضات مرضية، فإن إجراءاتنا المضادة ستدخل حيز التنفيذ”.
واتخذت بروكسل قرارها بعدما فاجأ الرئيس الأميركي العالم مساء الأربعاء معلنا تجميد الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضها على حوالى ستين دولة لمدة تسعين يوما، مبقيا فقط على الرسوم المعممة بنسبة 10% السارية منذ مطلع نيسان/أبريل.
– “ضغط كاف” –
ومع ذلك، رجح كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض كيفن هاسيت لقناة “سي إن بي سي” الإبقاء على الرسوم الجمركية المعممة بنسبة 10% على مجمل الواردات التي دخلت حيز التنفيذ السبت. وقال إن واشنطن بحاجة إلى “ممارسة ضغط كاف” على شركائها لإعادة الأنشطة الصناعية إلى الولايات المتحدة.
وتعهد وزراء اقتصاد رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الخميس “عدم فرض تدابير انتقامية” ضد الولايات المتحدة، مؤكدين استعدادهم للانخراط في محادثات. وأكدت فيتنام المستهدفة برسوم إضافية بنسبة 46%، عزمها على شراء المزيد من البضائع الأميركية لقاء عقد اتفاق مع واشنطن.
من جهته، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن “تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة الذي أعلنه الرئيس ترامب هو استراحة”، مؤكدا أن أوتاوا ستجري مفاوضات مع واشنطن بعد الانتخابات الاتحادية الكندية المقررة في 28 نيسان/أبريل.
وقال ترامب إن “أكثر من 75 دولة” أبدت رغبتها في “التفاوض” مع الولايات المتحدة، وذلك بعدما أكد مساء الثلاثاء أن عشرات الدول ومن بينها بحسبه بكين، “تتصل بنا” سعيا للتوصل إلى تسوية.
ولكن، بحسب الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف ستيغليتز، فإن البلدان لا تعرف “كيفية التفاوض” مع الولايات المتحدة لأن “ما يفعله (دونالد ترامب) لا يستند إلى أي نظرية اقتصادية”.