أعربت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب استنكارها وإدانتها الشديدة للهجوم الإرهابي الذي شنته عصابة البوليساريو على منطقة المحبس بالصحراء المغربية، بالتزامن مع فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسيرة الخضراء احتفالا بالذكرى الـ 49 لهذه المناسبة الوطنية العزيزة.
ودعت المنظمة الحقوقية المجتمع الدولي للتصدي لهذه الأعمال الإجرامية، مشيرة إلى أن هذا الهجوم يعد تصعيدا خطيرا للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ويستهدف استقرار وأمن المنطقة الحدودية المحاذية للجزائر.
وأكدت أن البوليساريو تعتمد في هجماتها على تكتيكات حرب العصابات لضرب مواقع عسكرية مغربية، بهدف فرض ضغوط سياسية وإبراز وجودها العسكري، لكن القوات المسلحة المغربية ترد بحزم للحفاظ على الاستقرار واحتواء التصعيد.
وأضافت أن هذا الاعتداء يعد انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان، “كاشفا الوجه الحقيقي لجبهة البوليساريو الإرهابية التي تسعى دائما لزعزعة استقرار المنطقة”.
وبذلك طالبت الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بالمغرب المجتمع الدولي بتقديم الدعم الشامل للمغرب وحشد تأييد الدول الصديقة لموقف المغرب في المحافل الدولية، خاصة الأمم المتحدة ودعم مبادرة الحكم الذاتي كحل دائم للنزاع وتعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي بين المغرب والدول الحليفة.
وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي محمد شقير، في تصريح لـ”سفيركم” أن إطلاق الجبهة لمقذوفات متفجرة خلال مهرجان إحياء ذكرى المسيرة الخضراء يحمل رسالة سياسية واضحة، تعكس ردا مباشرا على الخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة، حيث شدد الملك في خطابه على حسم المغرب لهذا الملف بشكل ملموس، ورفضه لأي حل لا يتماشى مع مبادرة الحكم الذاتي، لا سيما في ظل قرار مجلس الأمن الذي يدعم هذه الآلية.
وأضاف شقير أن هذا الرد يحمل دلالة رمزية أكثر منها عسكرية، حيث تسعى الجبهة ومن خلفها الجزائر إلى التأكيد على تشبثها بموقفها، رغم العزلة الدبلوماسية التي تواجهها، خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي الأخيرة للمملكة، والتي جدد خلالها الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء.
وأشار شقير إلى أن هذه العملية قد تكون أيضا ردا على قيام القوات المسلحة المغربية بضرب سيارة تابعة لقوات البوليساريو، والتي حاولت التسلل إلى المنطقة العازلة باستخدام طائرة مسيرة تابعة للجيش المغربي، مما أدى إلى مقتل ركابها من الانفصاليين.
وشدد شقير أن المغرب سيظل متمسكا بسياسة ضبط النفس، ولن ينجرف إلى أي استفزازات قد تدفعه نحو حرب مع الجزائر، كما يسعى إلى ذلك بعض قادة النظام الجزائري.
وفي الوقت نفسه، سيرد المغرب بحزم عبر استخدام الطائرات المسيرة على أي تجاوز من طرف قوات البوليساريو للمنطقة العازلة، التي يعتبرها المغرب جزءا من سيادته. في الوقت الذي يطالب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تحمل مسؤوليته كما أكد على ذلك خطاب المسيرة الاخير.
وفي هذا الصدد، أوضح شرقي أن الجزائر، من خلال هذه العملية، تبعث برسالة إلى المغرب والمجتمع الدولي بأنها لا تزال متمسكة بموقفها الداعم لمبدأ تقرير المصير، وتواصل دعمها لجبهة البوليساريو في انتهاكها لاتفاق وقف إطلاق النار وعودتها إلى ما تسميه بالكفاح المسلح.
وأضاف المحلل السياسي، أن الجزائر تسعى إلى تأكيد أنها لا تزال طرفا رئيسيا في النزاع، وأن أي حل لن يتم إلا بموافقتها، خاصة بعد رفض مجلس الأمن لقرار التقسيم الذي اقترحه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
وتسعى الجزائر أيضا إلى إظهار أن العزلة الدبلوماسية التي تواجهها لن تؤثر على مواقفها، وأنها “كقوة عسكرية إقليمية في المنطقة”، مستعدة لكافة الاحتمالات، بما في ذلك خيار الحرب. “ويبدو أن الاستعراض العسكري الأخير الذي نظمته بمناسبة ذكرى استقلالها يحمل رسالة سياسية واضحة تعكس هذا التوجه”.
تعليقات( 0 )