أعلنت جمهورية كينيا على لسان وزيرها الأول، وزير الخارجية وساليا مودافيدا، دعم مبادرة الحكم الذاتي، كحل عملي ومستدام لملف الصحراء المغربية، وذلك إثر الزيارة التي قام بها المسؤول الافريقي للرباط الإثنين، مما يعزز المسار الديبلوماسي المغربي بخصوص ملف الصحراء المغربية.
وتعد كينيا إحدى الدول الأساسية في الإتحاد الإفريقي، وضمن الدول الأنكلوساكسونية، التي كانت تتخد مواقف منحازة للطرح الانفصالي، والمعادي للوحدة الترابية للمملكة، وكانت من بين أهم الدول المدافعة عن ما يسمى بـ”الجمهورية الصحراوية” في المحافل الإقليمية والدولية.
وبإعلان كينيا الصريح دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يكون الصوت الانفصالي في ردهات الاتحاد الافريقي تلقى ضربة أخرى قوية، وفقد أحد أهم الأصوات الداعمة له، كما يعزز من حضور الموقف المغربي، وتزايد عدد الدول الرافضة للبوليساريو داخل المنظمة الإفريقية، يمهد لترتيب نتائج قانونية تؤدي إلى طرد البوليساريو من الاتحاد الافريقي.
وفي هذا السياق قال خالد الشيات أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، إن “الموقف الكيني الجديد، ستكون له تأثيرات كبيرة، على مستوى الاتحاد الافريقي، حيث تتناقص الدول التي تدعم هذا الكيان، في المنظمة الافريقية، وهو ما يستتبع أن تكون هناك تعديلات قانونية، لاسيما على مستوى الميثاق الأساسي للمنظمة”.
وأضاف الشيات في تصريح لموقع “سفيركم”، أن “هذه التحولات ستؤدي لتكريس التوجهات اللاحقة، التي يمكن من خلالها، استعمال ما يتناسب الوضع الطبيعي للبوليساريو، كمجموعة مسلحة خارج منظومة الدول، سواء في إفريقيا أو في العالم، وهي مقدمات جد مهمة لترتيب النتائج على المستوى القانوني والسياسي والديبلوماسي”.
وأوضخ أستاذ القانون العام بجامعة محمد الأول، أن “تراجع كينيا التي عرفت بمواقفها الداعمة للبوليساريو والانفصال، ودفاعها المستميت عن وجود ما يسمى بالجمهورية الصحراوية، في مجموعة من المحافل والمنتديات والمنظمات”، معتبرا أن “هذا الموقف الجديد مرحبا به وبقوة في المغرب”.
ولفت المحلل السياسي، إلى أن “هذا الموقف مهم جدا، على المستوى التصاعدي والتراكمات الإيجابية، المرتبطة بملف الصحراء المغربية”، مشيرا إلى “أنه في أسبوع واحد سجلت مواقف إيجابية، لعدة دول كسلوفاكيا والسلفادور، التي تعتزم إحداث قنصلية لها بالصحراء، إضافة إلى الموقف الكيني المتقدم، ما يؤكد الدينامية الكبيرة على المستوى الديبلوماسي”.
وختم الشيات بالقول إن “أهمية الموقف الكيني تتجلى أيضا، فيما يرتبط بكينيا كدولة توجد في شرق إفريقيا، هذه المنطقة التي تتواجد فيها دول كانت تعترف، أو لازالت تعترف بما يسمى الجمهورية الصحراوية الوهمية، وبالتالي فيعد هذا الموقف الكيني الجديد، اختراقا كبيرا على مستوى الجبهة الأنكلوساكسونية بشرق افريقيا”.