تبنّت القمة العربية المنعقدة بالعاصمة المصرية القاهرة أمس الثلاثاء، الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، التي تشتمل على سبعة مرتكزات أساسية، كما وردت في مسودة البيان الختامي للقمة.
وتنص الخطة على تشكيل لجنة إدارية لإدارة قطاع غزة لمدة 6 أشهر تحت مظلة السلطة الفلسطينية، على أن تكون مستقلة وتتألف من شخصيات تكنوقراط، تمهيدا لتسلّمها إدارة القطاع بالكامل بقرار فلسطيني.
وتعمل مصر والأردن على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدا لنشرها في غزة، مع دراسة نشر قوات حفظ سلام دولية في الضفة الغربية والقطاع، والتوصل إلى هدنة متوسطة المدى تمهّد لإجراءات بناء الثقة ووقف جميع الإجراءات الأحادية، مع التأكيد على حل الدولتين كجزء من الحل السياسي.
وفيما يخص إعادة الإعمار، سيتم إزالة الأنقاض في قطاع غزة وبناء 20 منطقة إسكان مؤقت بمشاركة شركات مصرية وأجنبية، ضمن خطة إعمار تستغرق 3 سنوات، مع إجراء انتخابات فلسطينية خلال عام إذا توفرت الظروف المناسبة، مع التأكيد على أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية.
وشدّدت الخطة على ضرورة توحيد الموقف العربي ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، واتخاذ إجراءات قانونية ودولية لحماية حقوقهم ومنع أي خروقات لوقف إطلاق النار.
وتأتي هذه الخطة في مواجهة خطة سابقة كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تقدّم بها، تفضي إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة واستيلاء الولايات المتحدة الأمريكية عليه، وإعادة إعماره بشكل قال ترامب إنه سيجعله جميلًا ويوفر فرص عمل، لكن دون الفلسطينيين.
ولقيت خطة الرئيس ترامب معارضة شديدة من الدول العربية، خاصة مصر والأردن، اللتين حثّهما ترامب على توفير بدائل لاستقبال سكان غزة، كما رفضت مصر ذلك متجهة نحو بلورة خطة تحقق إجماعا عربيا ومساندة دولية تبقي الفلسطينيين في أرضهم وتسهم في تحقيق حل الدولتين والسلام في المنطقة.
وفي هذا السياق، يرى الخبير الاستراتيجي عصام العروسي أن الخطة المصرية التي تبنّتها القمة العربية والموقف العربي يدعمان الخطط الدولية تحت رعاية الأمم المتحدة، المتمثلة في حل الدولتين وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خلافا لما جاءت به خطة الرئيس دونالد ترامب.
وكشف العروسي في تصريح لـ”سفيركم” أن الخطة العربية تدعو إلى القيام بإعادة الإعمار وفق خطط مدروسة تشارك فيها الدول العربية وعدد من دول العالم، مؤكدا أن أي مشروع لا يكون في إطار إعادة الإعمار وتوفير البنيات التحتية للشعب الفلسطيني في أرضه لن يكون مقبولا من طرف الدول العربية.
ولفت الخبير الاستراتيجي إلى أن مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والمغرب سبق أن أكدت موقفها الرافض لخطة التهجير، وأنها لن تستسلم لأي ضغوط أو مخططات ترمي لتصفية القضية الفلسطينية وتقويض الدولة الفلسطينية.
وجدد القرار التمسك والتأكيد على حل الدولتين، الذي تسعى إسرائيل لإفشاله من خلال الاستمرار في الاستيطان، الأمر الذي سيصعّب عمليا قيامها في حدود 1967.
وخلص المتحدث إلى أن الخطة لها بعد رمزي واضح، خاصة بحضور غوتيريش الذي ضم صوته إلى أصوات الدول العربية بالدعوة إلى حل الدولتين وإيلاء القضية الفلسطينية الأهمية القصوى، والدخول في مفاوضات من أجل وقف إطلاق النار، والضغط على حكومة نتنياهو للإذعان للمواقف الدولية في هذا الصدد.