في تطور غير مسبوق في الساحة السياسية الأمريكية، واجه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إدانة من قبل هيئة المحلفين في نيويورك بـ 34 تهمة جنائية يمكن أن تفتح الباب أمام إمكانية سجنه في المستقبل.
وتأتي هذه الإدانة في فترة حساسة، يواصل فيها ترامب خوض حملاته الانتخابية من أجل الظفر برئاسة الولايات المتحدة، ما يثير تساؤلات حول إمكانية تأثير هذه التهم على حظوظه وفرصه في الفوز.
وتشكل إدانة ترامب بما مجموعه 34 تهمة جنائية في قضية تزوير وثائق من أجل تغطية دفعه مبلغ مالي كبير لشراء صمت ممثلة إباحية في الانتخابات الرئاسية لسنة 2016، بداية مرحلة جديدة قد تقلب الموازين وتحدد ملامح من سيقود أمريكا في الولاية الحكومية الجديدة، لا سيما وأن هذه الإدانة تفرض قيود قانونية على حملة ترامب الانتخابية قد تقوض فرص فوزه.
وعلى الرغم من أن ترامب يتوفر على قاعدة جماهيرية كبيرة، إلا أن هذه الإدانة يمكن أن تكون لها تداعيات كبيرة على شعبيته، وهو الأمر الذي بدأت تظهر بوادره، إذ يرى البعض أن التهم التي أدين بها ترامب دليل قوي على شن مؤامرات سياسية هدفها إبعاده عن السلطة، في الوقت الذي بدأ آخرون في إعادة النظر في دعمهم له في ظل الأدلة المقدمة.
ويمثل موقف الحزب الجمهوري عاملا حاسما في تحديد مصير ترامب السياسي، حيث يواجه الحزب تحديا كبيرا في كيفية التعامل مع هذه الإدانة، ففي الوقت الذي يدعو فيه بعض القادة الجمهوريين ترامب للتنحي لصالح مرشح آخر، يرى آخرون في دعمه استمرارًا للتيار الشعبي الذي يقوده، فهذه الانقسامات الداخلية قد تؤثر على وحدة الحزب وقدرته على المنافسة في الانتخابات المقبلة.
وأشارت تقارير إعلامية أمريكية أن نسبة 25% من الجمهوريين كانت قد عبرت عن تصويتها “على الأغلب” لصالح ترامب في حال أدانته هيئة المحلفين، فيما تراجعت نسبة تصويت الديمقراطيين لصالحه بـ 27%.
وبدوره، كشف استطلاع رأي آخر صادر عن الإذاعة الوطنية وهيئة البث العامة، أن نتائج محاكمة ترامب لن تغير من موقف حوالي 67% من الناخبين، مبرزا أن إدانته لن تؤثر على قرار من يخططون للتصويت على ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة.
أما صحيفة “بوليتيكو“، فقد أشارت إلى أن استطلاعات الرأي اوضحت أن إدانة ترامب لن تؤثر بشكل كبير على حظوظ فوزه في الانتخابات القادمة، حيث أن تأثيرها سيكون نسبيا فقط، متوقعة أن تكون النتائج متقاربة.
ومن جانبها، لفتت جامعة كوينيبياك في استطلاع رأي أجرته، إلى أن 6 في المائة فقط من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب، أكدوا أنهم ربما لن يصوتوا له في حال إدانته في قضية التزوير ومحاولة إسكات ممثلة إباحية، في الوقت الذي يمكن أن تشكل إدانته حافزا قويا لمناصريه من أجل التصويت لصالحه.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد فضيحة إدانة دونالد ترامب بـ34 جريمة من قبل هيئة المحلفين، ستتحول الأنظار في الأسبوع المقبل إلى الرئيس الحالي جو بايدن، الذي يواجه نجله هانتر بايدن محاكمة قد تفتح الباب على مصراعيه أمام الجمهوريين للهجوم على بايدن ومقارنة المحاكمتين.
تعليقات( 0 )