شهدت العديد من البلدان الأوروبية في السنوات الأخيرة، تصاعدا مقلقا في حوادث العنف التي يتعرض لها المهاجرون والمقيمون مغاربة، الذين اختاروا بلدا آخر للبحث عن حياة أفضل وفرص جديدة، ليجدوا أنفسهم ضحايا للعنف الجسدي والنفسي، سواء ذلك الممارس من قبل بعض الأفراد المحليين أو حتى من قبل الجهات الرسمية.
وأثارت حادثة مارسيليا بفرنسا انتقادات واسعة بعد انتشار مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشر مقطع يوثق لعملية اعتقال سيدة مسنة، من أصول مغربية، من قبل عدد من أفراد الأمن التابعين للشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية في محطة قطار بمدينة مارسيليا جنوبي فرنسا.
ووثق مقطع الفيديو، السيدة المغربية وهي تستنجد بالشخص الذي صور الفيديو وتؤكد له أنها مظلومة ولم ترتكب أي خطأ، حيث ظهرت وهي جالسة على الأرض ومقيدة الأيدي وسط أفراد الشرطة.
ووصف مستخدمو الشبكات الاجتماعية تصرف رجال أمن القطار في محطة سانت تشارلز “بالعنصري”، مستنكرين الطريقة التي عوملت بها السيدة الكبيرة في السن، وذلك على الرغم من أن تفاصيل الحادثة وأسبابها لم يتم الكشف عنها بعد، إلا أن السيدة تم إطلاق سراحها بعدما أصر الشاب صاحب الفيديو على تصويرها وإيصال المشاهد إلى الجهات المعنية.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فهي تضاف إلى سلسلة من الحوادث التي تظهر المعاملة العنصرية والعدائية التي يتعرض لها المغاربة في أوروبا، ففي عام 2023، قامت السلطات الإيطالية بتوقيف أربعة عناصر من الشرطة المحلية لمدينة ساسولو شمال البلاد عن العمل وأحالتهم إلى التحقيق، للاشتباه في تورطهم في حادثة تعذيب رجل مغربي داخل أحد المستشفيات العمومية في المدينة.
وكانت قد ذكرت وسائل إعلام إيطالية آنذاك أن عناصر الشرطة قاموا باقتحام المستشفى دون أن يتصل بهم أحد، حيث توجهوا صوب غرفة الطوارئ التي يمكث فيها رجل يحمل الجنسية المغربية، بسبب أزمة سكري، وأقدموا على ضربه بشكل عنيف على صدره ورأسه.
وذكرت المصادر ذاتها أنه تم اعتقال رجال الشرطة بناءا على الشكاية التي كان قد تقدم بها مدير المستشفى، والتي تتضمن شهادات باقي الطاقم الطبي، والتي تؤكد أن المعنيين بالأمر كانوا يوجهون ضربات عنيفة ويصرخون في المريض الذي كان فاقدا لوعيه، متهمينه بتعاطي المخدرات والاتجار بها.
وفي سياق متصل، كانت مدينة سبتة شاهدة على حادثة مماثلة حيث كانت المحكمة رقم 5 في مدينة سبتة المحتلة قد فتحت، في دجنبر 2022، عملية التحقيق في واقعة تعريض سيدات مغربيات للعنف من قبل عناصر من الشرطة الإسبانية، وذلك خلال احتفالهن بتأهل المنتخب الوطني المغربي لنصف نهائي المونديال. وكانت قد وثقت مجموعة من مقاطع الفيديو، إلى جانب تسجيلات التقطتها الكاميرات التي كانت معلقة على صدور عناصر الشرطة، حادثة تعنيف النساء المغربيات.
ولا يمكن نسيان الحادثة المأساوية التي لقي فيها شاب مغربي مصرعه، في عام 2021، بفعل التعذيب الذي تعرض له على يد جنود يونانيين خلال محاولته العبور بصفة غير قانونية رفقة بعض زملائه إلى أوروبا عبر التراب اليوناني.
وكانت مجموعة من التقارير الإعلامية والأخرة الصادرة عن المنظمات الدولية الناشطة في مجال حقوق المهاجرين، قد دقت ناقوس الخطر بسبب بشاعة ما يتعرض له العديد من الشبان المغاربة خلال محاولتهم التسلل إلى أوروبا عبر اليونان، حيث أن أحدهم وجد ميتا بسبب الضرب المبرح من طرف الجنود اليونانيين، فيما يحمل آخرون آثار الضرب والتعذيب الذي تعرضوا له، أما الناجون، فقد حالفهم الحظ ووجدوا من ينقذهم ويوصلهم إلى تركيا حيث تم تقديم المساعدة لهم.
تعليقات( 0 )