طفا على السطح مؤخرا جدل حول الثمن الحقيقي لسمك السردين في المغرب، بعدما عمد أحد باعة السردين في مراكش بالإعلان عن بيع الكيلو الواحد بثمن أقل بكثير من الأثمان المعروضة في أسواق السمك بالمملكة، متهما الوسطاء والباعة بالزيادة المبالغ فيها في ثمن السردين.
ومن أجل الوقوف عند الثمن الحقيقي الذي يتم به بيع السردين في الموانئ المغربية، تمكنت صحيفة “سفيركم” الإلكترونية من الحصول بشكل حصري على وثيقيتين من إدارة ميناء أكادير التابع للمكتب الوطني للصيد، تتضمن معطيات حول كمية وثمن سمك السردين وأسماك أخرى أدخلت وتم تسويقها بالميناء يوم السبت 22 فبراير المنصرم.
وتُظهر الوثيقة الأولى أن الثمن الأقصى لبيع كيلوغرام واحد من السردين في مرسى أكادير يوم السبت 22 فبراير لايتعدى ثلاثة دراهم و 16 سنتيما، وهو سعر أقل بكثير عن الأسعار التي يُباع بها السردين في الأسواق المغربية.

وتكشف الوثيقة كذلك، أن الوزن الإجمالي للسردين الذي تم اصطياده، بلغ 120306 كيلوغرام، فيما تبلغ قيمته المالية 376458.85 درهما، بينما متوسط الثمن للكيلو في ذات الميناء حسب الوثيقة 3.13 درهما.
أما الوثيقة الثانية، والتي توصلت بها “سفيركم” من إدارة نفس الميناء، تتضمن كميات وأثمان عدة أنواع من الأسماك والقشريات، وحين المقارنة بين ثمنها في الميناء، وثمن البيع للعموم يظهر الفرق الشاسع والمضاعف مرات عدة.

وتميط الوثيقتين اللثام عن الكثير من الجدل الذي نشب مؤخرا، بعدما ظهر شخص على مواقع التواصل الاجتماعي يبيع سمك السردين، بأسعار منخفضة عما هي عليه في الأسواق، حيث حسب ما يتضح من الوثيقتين، أن الأمر لا يتعلق بخدعة، بل بحقيقة يُخفيها الكثير من المضاربين، وهي أن سعر الأسماك في الميناء هي أرخص بكثير مما تُباع في الأسواق الأخرى.
ووفق خبراء استشرتهم “سفيركم”، فإن الأسعار في الأسواق، من المنطقي أن ترتفع مقارنة بما هي عليه في الموانئ، بحكم عمليات الشحن وهامش الربح المطلوب، إلا أنها استنكرت الفارق الشاسع بين السعر في الميناء وبين ما هو عليه في الأسواق، مشيرة إلى أن هامش الربح كبير جدا يستفيد منه المضاربون ويقع ضحيته المواطنون.