وداد المنيعي: “فوضت النية” وتزوجت، وتصوير “آش هذا” تزامن مع وفاة جدي

اعترافات صادقة، كلام موزون وشخصية فذة تجمع بين رهافة الإحساس والحكمة البليغة من جهة، وبين الجمال المغربي والتشخيص الاحترافي من جهة أخرى، كلها مواصفات لا توحي إلا بإنسانة واحدة، وهي الممثلة، الأم وملكة الجمال السابقة وداد المنيعي.

في هذا الحوار الخاص الذي أجراه موقع “سفيركم” مع الفنانة وداد المنيعي نجمة سلسلة “آش هذا” التي حضرت رفقة زوجها محمد الجيراري إلى استوديو تصوير برنامج “شكرا”، الذي يبث خلال شهر رمضان في القناة الرسمية لموقع “سفيركم” على اليوتوب، تقاسمت فيه معنا حبها للفن، بداياتها، ارتباطها بجدها وعلاقتها المميزة بزوجها وابنتها وغيرها من التفاصيل.

كيف يمر رمضان عند وداد؟

-“صدقني، رمضان هو الشهر المفضل عندي، لأنه يجمعنا مع العائلة والأحباب، وأحب لمة الفطور وأجواء رمضان الجميلة”.

هل تتابعين في رمضان أعمالكِ فقط أم جميع الأعمال الرمضانية التي تعرض؟

-“بكل صراحة أتابع جميع الأعمال، لأنني منذ أن كنت صغيرة وأنا أعشق الأفلام المغربية سواء تلك التي أشاهدها خلال رمضان أو خارجه، لكنني أشاهد الأعمال الدرامية أكثر في هذا الشهر، وحتى المسلسلات الفكاهية وخاصة بعد ولوجي المجال الفني، فمن المهم أن أشاهد الأعمال المختلفة والمنافسة الفنية وغيرها”

لديك أعمال حاضرة بقوة في رمضان، هل أنت سعيدة بحضورك في البرمجة الرمضانية؟

-“سعيدة وفخورة جدا، فأي ممثل سيكون سعيدا حين تعرض أعماله في شهر رمضان، الذي يكون له طابع خاص ومميز ويسوده جو تشعر فيه أن الناس كلهم معك على مائدة الإفطار ويشاهدونك، هذا أول عام أشارك فيه في سلسلة “آش هذا” الفكاهية، وأتمنى أن تنال إعجابهم، ومشاركتي فيها كان تحدي خضته ولن أكون إلا مفتخرة به، صدقا لم أكن متخوفة من الدور أكثر من تخوفي من قبول المشاهد المغربي لي في هذا الدور الفكاهي، خاصة وأنني أرتاح جدا في الأعمال الدرامية”.

هل تقولين شكرا لوداد على ما وصلت إليه؟

-“صدقني، لم أقل يوما شكرا لنفسي على كل المجهودات التي أقوم بها، أو التعب الذي أمر به، خاصة وأنني أحب التحدي كثيرا، فمنذ أن كنت طفلة دائما ما أريد أن أكون الأولى في المدرسة وأن أفوز في الألعاب، وفي الحياة بصفة عامة دائما ما أتشبث بأحلامي وطموحاتي حتى تلك التي لا أقوى عليها، فأتحدى نفسي وأقنعها بخلاف ذلك، واليوم أنا أقول شكرا لوداد على ما أنت عليه الآن “.

من هو الشخص الذي كان علامة فارقة في حياة وداد المنيعي قبل الشهرة وتريدين أن توجهي له الشكر؟

-“هناك والدي، أمي، زوجي، أخواتي، لكنني أستحضر بشدة جدي رحمه الله، الذي فقدته قبل أربعة أشهر، فهو إنسان عشت معه منذ ولادتي، كان بمثابة أبي، وكان دائما فخورا بفكرة أنني سأظهر يوما ما في التلفاز، لأنه حين درست وتخرجت مهندسة كان يفتخر بي أمام الناس، كان ذو روح مرحة وعلمني الكثير من الأشياء في الحياة، أتمنى لو كان حيا الآن ليشاهدني في سلسلة آش هذا، فعلا ذهب وترك في قلبي مجموعة من الأشياء الجميلة بالإضافة إلى حب وحنين كبيرين له”.

هل استطعت أن تتجاوزي فراق جدك، خاصة مع تزامن فترة وفاته مع موعد تصوير “آش هذا”؟

-“هو صراحة الموت يجبرك على التناسي، ولم يسبق لي أن عشت تجربة موت أحد أفراد عائلتي، فوفاته تركت شعورا بالنقص في داخلي، لكنني لن أنسى جدي أبدا، ودائما ما أشتاق إليه. فعلا توفي جدي اليوم والغد كان عندي تصوير، لكن شركة ديسكونكت والمخرجة صفاء بركة منحوني مهلة ثلاث أيام، والمشكلة أن الدور وأول مشهد كانا كوميديين، فكان من الضروري أن أترك حزني جانبا وأشخص الدور، تجربة عشتها للمرة الأولى في حياتي، فإن لم تكن ممثل حقيقي لن تقوى على الدور في مثل هذا الظرف، وجميع من كان في البلاطو ساندني في تلك الفترة، والحمد لله التمثيل زاد من صلابة شخصيتي وقوتها”.

رسالتك للممثلات الصاعدات ولكل امرأة تحلم بأن تحقق طموحاتها، بصفتك نموذج لامرأة حلمت، اشتغلت فوصلت؟

-“أنا لا أعتبر أنني وصلت فعلا، وسأبقى دائما أقول أنني لم أصل بعد كي أحافظ على توازني ولأحفز نفسي على بذل مزيد من الجهد، ونصيحتي لهن ادرسوا واحصلوا على شواهدكن، كي تضمنوا استقلالكن، كي لا تحتاجوا لأحد، هذا سيفيدكن بشدة، فالجميع اليوم أصبح دخوله للتمثيل سهلا، ما سيصنع الفرق هي دراستك ومستواك الثقافي والمعرفي، ولا تضعوا أمامكن حواجز وتقولوا لا نستطيع، فإذا حدثني أحد قبل سنتين على ما سأكون عليه الآن لم أكن لأصدقه، لكن الله يخلق المعجزات ويحقق الأماني ويمكن أن يعطيك حياة لم تكن تحلم بها أبدا”.

أنت إنسانة لديها إحساس مرهف، هل تشكرين الله على منحك هذه الشخصية أم أنك لا تحبينها؟

-“أحيانا أقول لماذا ياربي ابتليتني بهذه الشخصية، وفي غالب الأحيان أقول بعد أوقات عصيبة الحمد لله على شخصيتي، وأعتقد أن الزيادة في كل شيء مضرة، فلا يصلح أن تكون إنسان مرهف الحس جدا، كثير الشعور والحنان، كما لا يصلح أن تكون ذا شخصية قوية جدا ومتجردة من الأحاسيس، أنا ممثلة وأحتاج جدا هذه الأحاسيس في عملي وفي علاقاتي مع المحيطين بي، مثل أبي أمي إخوتي زوجي وعملي، لكنني أخطئ جدا حين أجود بهذه المشاعر على من لا يستحق”.

وداد المنيعي، ما هو أكثر شيء تلومين نفسك عليه؟

“ألوم نفسي على إعطاء وقت كبير للناس، فمثلا إن تحدث معي شخص على الهاتف يمكن أن يطول الحديث بيننا لساعة، فالناس كلهم لا يستحقون وقتك، يجب أن تختار بعناية من يستحق، هذا أمر أنا واعية به لكنني للأسف لا أطبقه، وفي علاقاتي مع الآخرين أتعامل بطيبة لكنني أضع حدودا لهذه العلاقات”.

هل تريدين تقديم اعتراف لأبيك لم يسبق أن اعترفتي به من قبل؟
“اكتشفت أنني أشبه أبي كثيرا في حنيته، أقول له أحبك لأنني لم يسبق لي أن نظرت في عينيه وقلت له أحبك، فتربية عائلتنا لنا كانت مبنية على الحياء من بعض، نحترمه جدا ونستحي منه لأن تربيته لنا كانت تقليدية، وكان دائما لديه تخوف من أن يبقى وحيدا بعد زواج بناته، لكننا الآن ما نزال نهرع إليه بمجرد سماع مرضه هو وأمي، فعلا الوالدين شيء مقدس جدا ” .

(بعد دخول ضيف المفاجأة؛ زوج الفنانة وداد المنيعي)

وداد على ماذا تشكرين زوجك؟

-“أنا ما أزال غير مصدقة أن زوجي يجلس بجانبي لأن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها معي في برنامج حواري، لا أستطيع أن أشكره لأنه يعلم كل شيء، ويعلم أن قدومه إلى حياتي كان في فترة لم أكن مع والدي، في فترة دراستي في الرباط، وبعدها اشتغلت لكنني لم أكن مستقرة وسعيدة في حياتي، إلا بعدما دخلها، فكان بمثابة الأب والصديق، فحين تعرفت عليه لم أعد أحتاج الأصدقاء، وبما أنه أكبر مني سنا أشعر بأنه تلك الأجنحة التي تحميني وتحتويني، أقول له شكرا لأنه دائما يكون حين لا أكون، خاصة مع ظروف عملي، يهتم بابنتنا لارا وحين كان جدي مريضا وأنا في التصوير يذهب لزيارته ويقول لي فقط ارتاحي أنا هنا لأشغل مكانك لأنه بحبني”.

ما الذي يعجبك يا محمد في وداد، هل جمالها أم طيبتها؟

-“أحب طيبتها جدا لأن في أي علاقة بين أي ثنائي تكون الطيبة مهمة جدا”.

وهل صحيح محمد أن الإبنة تأخذ مكان أمها؟ ولمن تشبه لارا؟

-“طبعا لا، وداد وابنتي لارا مكانتهن عندي خاصة، ولارا تشبه أمها في كل شيء، والحمد لله الآن لدي ابنتين وداد زوجتي وابنتي لارا”.

هل من الصعب أن تكون متزوجا من فنانة؟

-“طبعا الأمر صعب، لأنها لا تكون مئة بالمئة في البيت بسبب التصوير، لكنني اخترت أن أدعمها منذ البداية، لأنني أعي جيدا ظروف عملها و أؤمن بأن لديها كافة المؤهلات لتكون ممثلة كبيرة”.

وداد ما المميز في محمد ؟

-أولا شكرا لك جود، لأن هذه المرة الأولى التي يكون فيها محمد معي في برنامج معين، لأنني دائما ما أتكلم عنه في غيابه، وبما أنه موجود ربما هذه المرة الأولى التي سيسمع فيها ما سأقوله عنه، فالمرأة بصفة عامة تحتاج دعم زوجها وثقته وحنانه واحترامه، لأنها المفتاح الذي يجعلنا نشتغل ونحن سعداء، وأكثر ما أحب في محمد أنه إنسان مسؤول جدا، فلم أعرفه جيدا، حيث أننا تزوجنا فقط بعد ثلاثة أشهر من تعارفنا، عملنا بمبدأ ‘النية’ وتزوجنا، وبعد الله سبحانه وتعالى كان لأصدقائنا فضل كبير في تعارفنا، لأنهم ساعدونا، تقاسموا معنا فرحتنا، وعرفونا عن بعضنا أكثر، وأقول لهم من هذا المنبر شكرا”.

تكلمي لنا عن تواجدكم على الانستغرام، خاصة وأن الناس يحبون مشاهدتكم مع بعض؟

-“طبعا أنا سعيدة جدا بهذا الأمر، وأحب أن محمد يعجبه أن نظهر معا في مقاطع فيديو تبقى عبارة عن تذكار جميل، خاصة وأنه يكون مرتاح معي والناس تحب مشاهدتنا معا، لأن بيننا إحساس قوي وتطابق جميل، أحب أن ننشر الإيجابية، ونحبب الناس أكثر في الحياة الزوجية”.

مقالات ذات صلة

تقرير: المغرب وجهة عالمية للإنتاج السينمائي بفضل الحوافز المالية والاستقرار

حاتم عمور: أنتج ألبوماتي من مالي الخاص وأحضر ديو مع مشاركة ظُلمت في “ستار لايت”

الوالي عن الجيل الأول من مغاربة العالم: حان الوقت للاعتراف بمجهوداتهم

بعد “ولاد إيزة”.. سارة بوعابد تكشف عن جديدها الرمضاني

بعد الكوميديا.. طاليس يخوض تجربة تقديم برنامج تلفزي

صفعة شاب ترسل عمرو دياب إلى المحاكمة الجنائية

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة الجنائية بعد صفعه لشاب

أبو القناطر بعد غياب: "توحشت" جمهوري وأنا لا أقبل بأي دور

أبو القناطر بعد غياب: “توحشت” جمهوري وأنا لا أقبل بأي دور

هشام جباري: أتابع جميع خطوات كتابة السيناريو و"على غفلة" فيه شيء من أعمالي السابقة

هشام جباري يكشف عن أسرار نجاح أعماله من الفكرة إلى الإخراج

سحر الصديقي لـ"سفيركم": أحسست بـ"الحكرة" بسبب تعامل شركة "لارام" معي

سحر الصديقي لـ”سفيركم”: أحسست بـ”الحكرة” بسبب تعامل شركة “لارام” معي

تعليقات( 0 )