في تطور لافت، وصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إسبانيا بأنها “دولة صديقة”، في منشور على حسابه في منصة “إكس”، قائلا في تهنئة لكاتب جزائري، “إلى إبن الجزائر البارّ محمد مولسهول، المدعو ياسمينة خضرا..أبارك لكم هذا الفوز العالمي، الذي تحصّلتم عليه من قبل الدولة الصديقة إسبانيا، والذي أبرز مرة أخرى، قدراتكم العالية في مجال الرواية. ألف مبروك للثقافة الجزائرية وتمنياتي لكم بمزيد من التألق”.
ويأتي وصف تبون، خلافا لما يروجه النظام الجزائري في السنوات الأخيرة، بعد أن قطع علاقاته مع مدريد وسحب سفيره بمدريد بسبب موقف إسبانيا الجديد من مغربية الصحراء، إثر اعتراف رئيس وزرائها، بيدرو سانشيز، بالسيادة المغربية على الصحراء ودعمه لمقترح الحكم الذاتي.
وعقب هذا الموقف، أصدرت الخارجية الجزائرية، بيانات نارية هاجمت فيها إسبانيا، وسحبت سفيرها من مدريد، مشترطة تراجع الحكومة الإسبانية عن موقفها الداعم لخطة الحكم الذاتي ومغربية الصحراء لعودة سفيرها واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
غير أن إسبانيا تمسكت بموقفها، الذي عبرت عنه مرارا، بينما تذبذبت المواقف الجزائرية، لتعود في النهاية بإعادة سفيرها إلى العاصمة الإسبانية دون تحقيق أي من شروطها، وصولا إلى وصفها اليوم من قبل الرئيس تبون بالدولة الصديقة.
وفي تعليقه على هذا التحول، قال خالد الشيات، الخبير في العلاقات الدولية، إن الجزائر تسعى من خلال هذا التغيير إلى تجنب خلق عدوين في آن واحد، هما إسبانيا وفرنسا، وهو ما يدفعها إلى تبني نهج أكثر توازنا وواقعية في تعاملها مع الدول الأوروبية، خاصة تلك المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف الشيات، في تصريح خاص لمنبر “سفيركم”، أن الجزائر تلجأ إلى “مساحيق دبلوماسية” تحاول من خلالها التغطية على العيوب التي شابت مسار علاقاتها الخارجية، مبتعدة عن نهج الفرض والإملاء الذي اعتمدته سابقا، والذي أدى إلى توتر علاقاتها مع العديد من الدول في أوروبا وإفريقيا.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن الجزائر تسوق داخليا بروباغندا تقوم على خطاب الزعامة والقوة والنبرة الثورية الجهادية، بينما في الواقع تسعى إلى تمرير رسائل مهادنة وخاضعة للقوى الدولية، بعد فشل نهجها القائم على الإملاءات.؛ ومع ذلك، تواصل محاولاتها للظهور كقوة إقليمية عظمى، يضيف الخبير المغربي.