يُعد الفنان الشعبي المصري أحمد عدوية، الذي وافته المنية اليوم الإثنين 30 دجنبر، واحدا من أبرز الأسماء الغنائية في الساحة الفنية المصرية والعربية، حيث ترك وراءه إرثا غنائيا مميزا شكّل علامة فارقة في تاريخ الموسيقى الشعبية المصرية.
وبعد معاناة مع المرض، رحل أحمد عدوية عن عمر ناهز 79 عاما، كما أعلن نجله محمد عدوية عبر حسابه الرسمي على فيسبوك.
النشأة والبداية الفنية
الاسم الكامل للفنان هو أحمد محمد مرسي العدوي، واشتهر باسمه الفني أحمد عدوية، وقد وُلد في يونيو 1946 بمحافظة المينيا، وكان جزءا من عائلة كبيرة تضم 14 أخا وأختا.
بدأ مشواره الفني منذ الصغر بالغناء في الأعراس والمقاهي بشارع محمد علي بالقاهرة، المعروف بأنه معقل الغناء الشعبي في مصر.
وجاءت انطلاقته الحقيقية في عالم الفن عندما غنى في حفل ذكرى زواج الفنانة شريفة فاضل، وهو الحدث الذي شكّل نقطة تحول في حياته الفنية، وقد جذب أداؤه الأنظار، مما فتح له أبواب الفرص، وبدأ بتسجيل أعمال مع شركات إنتاج.
كانت أولى تسجيلاته مع شركة “صوت الحب”، حيث أطلق أسطوانتين دخل بهما عالم الشهرة. من أبرز أغانيه التي حققت نجاحا كبيرا: “زحمة يا دنيا زحمة” و”بنت السلطان”، واللتان تغنى بهما العديد من الفنانين العرب فيما بعد.
حظي عدوية بدعم من كبار مطربي عصره، مثل محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وحاز على لقب “الأب الروحي للأغنية الشعبية” بفضل صوته المميز وأدائه الفريد.
ولوج السينما
لم يكتفِ أحمد عدوية بالغناء فقط، بل خاض أيضا تجربة التمثيل، إلا أن نجاحه في السينما لم يكن بمستوى نجاحه في الغناء.
شارك في أكثر من 27 فيلماً، من أبرزها: “أنا المجنون” و”البنات عايزة إيه”.
غياب وعودة
غاب أحمد عدوية عن الأضواء لفترة طويلة امتدت لأكثر من 10 سنوات، لكنه عاد مجددا في بداية الألفية من خلال حفلات ولقاءات إعلامية، وقد استعاد جزءا من بريقه في عام 2010 عندما قدم أغنية “الناس الرايقة” مع الفنان اللبناني رامي عياش.
كما شارك مع نجله محمد عدوية في بعض الأغاني التي لاقت استحسان الجمهور، لتظل مسيرته الفنية حافلة بالعطاء حتى آخر أيامه.