أعلن البرلمان البريطاني، يوم أمس الجمعة، أنه سيعقد جلسة يوم 18 نونبر 2025 لمناقشة العلاقات البريطانية مع المغرب، والتي سيديرها أندرو موريسون، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية ديفيد لامي إلى الرباط، التي أعلن خلالها عن دعم الحكومة البريطانية لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.
وأوضح إعلان نشره الموقع الإلكتروني لمجلس العموم البريطاني، أن هذه الجلسة سيديرها أندرو موريسون، وهو سياسي في حزب المحافظين في المملكة المتحدة، وعضو مجلس العموم، ووزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الدفاع، كما شغل سابقا منصب وزير الدولة المكلف بالتنمية الدولية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى مهام حكومية أخرى، ويعد من بين الداعمين لسيادة المغرب على صحرائه، وأحد أبرز الأصوات المدافعة عن تعزيز الشراكة مع الرباط داخل مجلس العموم.
وأضاف الإعلان أن تنظيم هذه الجلسة بالبرلمان يأتي عقب مشاركة لامي في الدورة الخامسة من الحوار الاستراتيجي بين المغرب والمملكة المتحدة، التي انعقدت في الرباط في 1 يونيو 2025، والتي أعلن فيها عن تغيير في الموقف الرسمي للمملكة المتحدة بخصوص قضية الصحراء، وأكد رغبة لندن في توسيع شراكاتها الاقتصادية مع المغرب، خصوصا في إطار التحضير لكأس العالم 2030، الذي ينظمه المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وبحسب مجلس العموم، فإن المغرب وبريطانيا تربطهما اتفاقية شراكة موقعة منذ سنة 2019 كبديل للاتفاقية التي كانت تربط المملكة المتحدة بالاتحاد الأوروبي قبل بريكست، ودخلت حيز التنفيذ في يناير 2021. وأضاف أنه في ماي الماضي، قدمت الوزيرة البريطانية للأعمال والتجارة، البارونة غوستافسون، ردا كتابيا للبرلمان حددت فيه أولويات بلادها تجاه المغرب، وأكدت أن الاتفاقية تسهل التبادل التجاري بين البلدين.
وأشار المصدر ذاته إلى أن لندن تسعى إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع الرباط، ففي يناير 2025، تم تعيين النائب بن كولمان مبعوثا تجاريا خاصا للمغرب ومنطقة غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية، مضيفا أن حجم المبادلات التجارية ارتفع بين البلدين في سنة 2024 إلى 4.2 مليار جنيه إسترليني، بزيادة 600 مليون جنيه عن السنة التي سبقتها.
وأردف المصدر ذاته أن وزير الدولة البريطاني المكلف بالخدمات والصادرات، غاريث توماس، زار في مارس 2025 المغرب برفقة وفد من رجال الأعمال، حيث تم توقيع إعلان نوايا مع رئيس لجنة تنظيم كأس العالم، فوزي لقجع، لتعزيز التعاون بين البلدين بخصوص تنظيم البطولة الكروية سنة 2030.
وحسب بيانات مجلس العموم، يعتبر المغرب الشريك التجاري رقم 51 للمملكة المتحدة خلال سنة 2024، وبلغت نسبة التبادل التجاري بين البلدين 0.2% من إجمالي التجارة البريطانية، وشكلت الصادرات البريطانية إلى المغرب، والتي تضمنت بالأساس النفط المكرر، والمعادن، والسيارات، والمولدات، نحو 67.7% من حجم التجارة، بينما استوردت بريطانيا من المغرب الخضر والفواكه، والأجهزة الكهربائية، والسيارات، والأثاث.
ويحظى الحوار الاستراتيجي بين البلدين بأهمية خاصة، حيث تنظم جلساته بانتظام منذ سنوات. وقد احتضنت الرباط الدورة الرابعة في ماي 2023، في حين عقدت الدورة الخامسة مطلع يونيو 2025 بحضور وزير الخارجية البريطاني.
وواصل الإعلان أن البيان المشترك الصادر عن الحوار أكد عمق العلاقات بين البلدين، التي تعود إلى أكثر من 800 عام، وعبر عن التزام مشترك بتطوير شراكة استراتيجية طموحة وموجهة نحو المستقبل. كما جددت لندن والرباط التزامهما بتوسيع التعاون السياسي والدبلوماسي والأمني، إضافة إلى مجالات الاقتصاد والثقافة والتعليم وتبادل الخبرات.
وخلص بالإشارة إلى أن اللقاء شهد توقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تغطي مجالات حيوية مثل الصحة، والمياه، والطاقة، والنقل، والدفاع، والمشتريات العمومية، في خطوة تهدف إلى إضفاء دينامية جديدة على الشراكة الثنائية، وتوسيع آفاقها في المرحلة المقبلة.