اتخذت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأربعاء 28 ماي الجاري، قرارا يقضي بتعليق مؤقت لمواعيد المقابلات القنصلية الخاصة بتأشيرات الطلبة وبرامج التبادل الثقافي، بهدف تدقيق مراقبة محتويات المتقدمين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكشف تقرير إعلامي نشرته صحيفة “The New York Times“، أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أعلن عن هذا في مذكرة رسمية صادرة عن وزارته، جرى تعميمها على السفارات والقنصليات الأمريكية يوم الثلاثاء، مبرزة أن هذه الخطوة تأتي تزامنا مع تصاعد التوتر السياسي داخل الجامعات الأمريكية حول قضايا حرية التعبير ولا سيما مواقف الطلبة من الحرب في غزة.
وأكدت وزارة الخارجية أن هذا القرار يدخل ضمن الممارسات العادية المرتبطة بجدولة مقابلات التأشيرات، مبرزة أن فحص الطلبات يستند إلى كل المعطيات المتاحة، بما في ذلك النشاط الرقمي للمتقدمين، دون أن تحدد بالضبط الأنشطة التي قد تشكل سببا للرفض في ظل السياسة الجديدة.
ويذكر أن المتقدمين أصبحوا مطالبين منذ عام 2019، بالإفصاح عن حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي ضمن استمارات التأشيرة.
ويأتي هذا القرار في ظل التصعيد الذي تشنه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب تجاه الجامعات التي تُتهم بـ”التساهل” مع الأصوات المؤيدة لفلسطين، إذ كان قد أعلن في وقت سابق أنه سيمنع جامعة هارفارد من استقبال الطلبة الدوليين، قبل أن يُصدر قاض فيدرالي أمرا قضائيا مؤقتا بوقف تنفيذ هذا الإجراء.
وبحسب تقرير لوزارة الأمن الداخلي، فقد بلغ عدد الطلبة الأجانب في الجامعات الأمريكية أكثر من 1.3 مليون طالب خلال سنة 2023، كما تعتمد مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة بشكل كبير على الطلبة الدوليين، الذين غالبا ما يسددون الرسوم الدراسية كاملة، ويساهمون في تمويل البحوث، وخاصة في التخصصات العلمية، إلى جانب الأساتذة الزائرين الأجانب الذين تشملهم أيضا هذه الإجراءات.
ووفقا للمذكرة الصادرة بتاريخ 25 مارس، طلب الوزير من الموظفين القنصليين إحالة ملفات تأشيرات معينة إلى وحدة مكافحة الاحتيال لإجراء فحص إلزامي لحسابات المتقدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعدف تعزيز التدقيق الأمني.
وذكر التقرير نفسه أن روبيو أطلق، خلال الأسابيع الأخيرة، حملة لإلغاء تأشيرات الطلبة الأجانب وسحب الإقامة الدائمة من آخرين، مستندا في بعض الحالات إلى منشوراتهم على الإنترنت أو مواقفهم السياسية، خاصة تلك الداعمة لفلسطين.
وكانت قد تناقلت تقارير إعلامية دولية واقعة سحب الإقامة من محمود خليل، وهو طالب فلسطيني سابق بجامعة كولومبيا، ومتزوج من مواطنة أمريكية، بدعوى تقويضه للسياسة الخارجية الأمريكية فتم اعتقاله من قبل سلطات الهجرة.
وبدوره، كان قد أعلن روبيو عن إلغاء تأشيرة الباحثة التركية رميساء أوزتورك، وهي طالبة دكتوراه في جامعة “تافتس”، بعد أن شاركت في كتابة مقال طلابي يدعو الجامعة إلى دعم حقوق الفلسطينيين وسحب الاستثمارات من إسرائيل، لكن قضى قاض فيدرالي لاحقا بالإفراج عنها من مركز احتجاز المهاجرين.