120 مليون خدعة.. شباب مغاربة يتقدمون بشكاية جماعية ضد “بائع وهم السايتاما”

مع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي، أصبحت العملات الرقمية تسمح بالمعاملات الفورية على غرار العملات المادية في العالم المالي الحديث. قد يتساءل الكثيرون عن إمكانية الاستفادة من هذه العملات الرقمية كوسيلة لتحقيق الثراء السريع، لكن مع هذه الفرصة تطرح أيضًا التحديات والمخاطر، خاصة مع وقوع عدة أشخاص ضحايا لعمليات النصب والاحتيال.

العملات الوهمية: بوابة للثراء أم فرصة للاحتيال

من خلال هذا التقرير، سنقوم بتسليط الضوء على تحديات ومخاطر التعامل بالعملات الرقمية والتي تعرض لها مجموعة من الشباب المغاربة، ووصفها الخبير المعلوماتي أمين رغيب بـ”الخطيرة”، بعدما سبق أن حذر مرارا وتكرار من بائعي الوهم على منصات التواصل الاجتماعي، واستعرض عدة حالات ثم الاحتيال عليها من طرف شخص يدعي تخصصه في مجال “الكريبتو”.

بداية القصة

بدأت قصة الشاب موضوع الشكاية (ي.م) في 2020، حين ظهوره مع مجموعة من الشباب المهتمين ببيع المنتجات الرقمية على منصة ’’إيباي’’، والذين كانوا يحققون أرباحا خيالية من بيع منتجات “المايكروسوفت” و”الصوفت ووير” وغيرها، بقيادة شاب آخر ظهر رفقة المتهم في أحد الفيديوهات التي كانت عبارة عن اجتماع بينهما وأعضاء أجانب يبيعون العملات الرقمية. لينفصل المشتكى به بعد مدة ويظهر كل واحد منهما في تخصص معين على منصة الإنستغرام.

ويتخصص بعدها الشاب موضوع الشكاية (ي.م) في محتوى “الكريبتو”، ويبدأ بالترويج لعملة السايتاما التي تساوي صفر أورو و0,0000017 دولارا أمريكيا.

عملة “السايتاما” الرقمية

لتقريب قراء “سفيركم” من عملة “السايتاما”، فهذه الأخيرة ظهرت في منتصف 2021، وقد تم التحذير من شرائها من منصات استثمارية غير معروفة تفاديا للتعرض للنصب.

وقد وضعت هذه العملة كمشروع خاص بالجيل Z (يبدأ من مواليد 2010)، الذي أفادت بعض دراسات مشروع “السيتاما إينو”، أنه يعاني من مشاكل الإحباط وضعف الشخصية والاحتياج الدائم للموارد المالية كيفما كان نوعها، المهم أن يتجاوز طفرة الإحباط التي يعاني منها الجيل اجتماعيا.

وتبقى عملة السايتاما ضعيفة مقارنة مع البتكوين التي اشتهرت في “الديب ويب” وتتربع على عرش العملات الرقمية. كما أن “السايتاما” عملة مجهولة الهوية ومؤسسها الأصلي متواري عن أنظار العالم.

نصب وتهديد

صرح أحد الضحايا لموقع “سفيركم”، أنه خسر ما يقارب الخمسين ألف درهم، وأوضح أن الشاب موضوع الشكاية (ي.م)، كان يقوم بجمع البطائق الوطنية للشباب الملتحقين بالدورات التكوينية التي يروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي “تيكتوك”، “فايسبوك”، و”إنستغرام” بنشر مقاطع تضم مبالغ مالية ضخمة تغري الناظرين، حسب روايته.

وأضاف المتحدث أن (ي.م)، كان يغلق إمكانية التعليق على بعض مقاطع الفيديو التي ينشرها ب”تيكتوك” ويعدل بعض المقاطع الأخرى التي تضم اتهامه بالنصب من طرف المتابعين، حتى لا ينكشف أمره أمام الضحايا الجدد، مثل الفيديو الذي ظهر فيه وهو ويستعرض مبلغ 120 مليون سنتيم نقدا ليوهم المتابعين أن الربح سهل وجني الأموال الطائلة لا يتطلب مجهودا، في حين أن المبلغ المذكور ماهو إلا مستحقات المتابعين الذين تعرضوا لعملية النصب في دورة تكوينية وهمية سابقة، حسب إفادة المتحدث.

فيديو تيكتوك

وأضاف المصدر ذاته لموقع “سفيركم”، أنه اكتشف أن الدورة التكوينية فارغة المحتوى، وأن جل المعلومات بديهية ومتوفرة على  محركات البحث لكل شخص يريد تعلمها. مشيرا أن ثمن الدورة ترواح ما بين 250 درهم و300 درهم مغربي حضرها شارك فيها أكثر من 3آلاف شخص، حسب تصريحه.

وأكد المتحدث باسم المتضررين، أن جل الشباب الذين تعرضوا لعمليات النصب، لم يستطيعوا التبليغ خوفا من المشتكى به، الذي يقوم بتهديدهم في حالة أبلغوا السلطات أنهم سيتعرضون للسجن بحجة أن “الكريبتو” ممنوع في المغرب، وأنه يملك معطياتهم الشخصية، ما منع العديد منهم من عدم متابعته قضائيا منذ سنة 2021. بعد فضيحة ’مول السايتاما’ التي نصب فيها على المشتركين في مجموعته الخاصة ب”الكريبتو”.

تحذير ذوي الاختصاص

ودعا الخبير المعلوماتي ’ أمين رغيب’ متابعيه عبر منصة “انستغرام” إلى توخي الحذر نظرا لكثرة الشكايات التي توصل بها في هذه القضية.

وصرح رغيب لموقع “سفيركم” أنه تعرض للسب والشتم بشكل مباشر من طرف المشتكى به ’ي.م’ بعد انكشاف أمره وحيل النصب التي يمارسها على الشباب غير الواعي بكل تفاصيل عالم العملات الرقمية.

وأكد أمين رغيب لموقع “سفيركم” أنه سيضع بدوره شكاية في حق المدعو ’ي.م’ بتهمة السب والشتم في شخصه والمس بالمقدسات من طرف الشخص موضع الشكاية مِؤكدا أنه يتوفر على جميع الأدلة.

ويشار إلى أن عدد ضحايا عمليات النصب في هذه القضية فاق 3000 شاب، أنشؤوا مجموعة ليتواصلوا فيها بشأن قضيتهم بحكم أنهم ينتمون لمناطق مختلفة من بينها الدار البيضاء، وفاس، وطنجة، وأكادير، والرباط، حسب تقدير المتواصلين مع الجريدة من نفس المجموعة. وأن بعضهم تقدموا بشكاية مباشرة لدى وكيل الملك بالدار البيضاء، حسب ما ورد على “سفيركم” من وثائق تثبت الشكاية وعملية النصب.

مقالات ذات صلة

الحنصالي: التعليم الخصوصي استثمار في الإنسان وفي الرأسمال البشري وليس في الأموال

الشافعي: أثمنة اللحوم لن تنخفض مباشرة بعد الاستيراد وعلى الحكومة تسقيف الأسعار

جدل تدريس الأساتذة بالقطاع الخاص.. السحيمي لـ”سفيركم”: الأمر ليس مستجدا

الشامي: 86 في المائة من المغاربة مدمجون في التأمين الإجباري عن المرض

المغرب يحقق تقدما في مؤشر الأداء المناخي ويواصل ريادته في مجال الحياد الكربوني

فرض ضريبة 30% على “المؤثرين”: محامي يكشف التحديات الجديدة في القطاع

المجلس الاقتصادي: الطفل المغربي ضحية لمنصات التواصل بسبب ضعف آليات الرقابة

المغرب يعرض استراتيجيته لمكافحة الفساد وحماية حقوق الإنسان في جنيف

وزارة الداخلية الإسبانية تبرز جهود فرق الإنقاذ المغربية في فالنسيا

تعليقات( 0 )