بعد نحو شهر ونصف من زيارة رئيس حكومة جزر الكناري، فرناندو كلافيخو، إلى مراكش، وصل إلى جزر الكناري وفد مغربي مكون من 20 باحثا وأستاذا من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات UM6P، وذلك في إطار النسخة الثالثة من برنامج “التحدي الإفريقي الكناري” Africa Canarias Challenge.
هذه الزيارة تأتي في وقت مهم، حيث أعلن رئيس حكومة جزر الكناري الإسبانية، سابقا في مراكش، عن تعزيز التعاون بين جزر الكناري والمغرب في مجالات متعددة، ومنها البحث العلمي والتكنولوجي، ضمن إطار شراكة استراتيجية في تطوير مشاريع مشتركة تهدف إلى مواجهة التحديات التي تواجهها القارتين في مجالات متعددة مثل المياه والطاقة والصحة.
وأوضحت مصادر إسبانية، أن البرنامج الذي أطلقته حكومة جزر الكناري من خلال مديرية العلاقات مع أفريقيا، ينفذ بالتعاون مع جمعية “Emerge”، بهدف تعزيز التعاون العلمي بين جزر الكناري والمغرب.
وأضافت التقارير الإسبانية، أن الوفد المغربي زار عددا من المشاريع العلمية والتكنولوجية الهامة التي يتم تنفيذها في جزر الكناري في إطار هذه المبادرة.
وقد شملت زيارة الوفد جلسات عمل مكثفة مع ممثلين عن جامعة لاس بالماس (ULPGC) وجامعة لا لاغونا (ULL)، حيث تم عرض 12 مشروعا علميا وتقنيا تم تحديده بشكل مشترك بين الجامعتين في جزر الكناري والجامعات المغربية، حيث تغطي هذه المشاريع مجالات مختلفة مثل الطاقة المتجددة، والابتكار الطبي، والتكنولوجيا البيئية.
وكشفت المصادر الإسبانية أن من بين المشاريع المعروضة هناك مشروع يركز على تطوير الأدوية باستخدام المركبات النشطة المستخلصة من الطحالب الدقيقة في المحيط الأطلسي، والتي أثبتت فعاليتها في علاج مرض الليشمانيا. كما تم عرض مشاريع أخرى تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الدائري من خلال تحويل البقايا البيولوجية إلى فحم نشط يستخدم في تخزين وتحويل الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، ركزت الزيارة على مشروع يستخدم الشبكات العصبية التلافيفية لتحديد عمر الأطفال استنادا إلى صور الأشعة السينية لعظام اليد. كما تم عرض مشاريع تهدف إلى إعادة تدوير المياه المالحة الناتجة عن محطات تحلية المياه وتحويلها إلى مواد يمكن استخدامها في الصناعات المختلفة.
وفي سياق آخر، أوضحت المصادر الإعلامية الإسبانية أن الوفد المغربي زار عدة مؤسسات علمية مرموقة في جزر الكناري لتعميق معرفته حول الإمكانات العلمية والتكنولوجية في المنطقة. وقد أبدى الوفد اهتماما خاصا بهذه المؤسسات نظرا لما تقدمه من تقنيات مبتكرة في مجالات تهم البلدين، وأكدوا في تصريحاتهم على أهمية تعزيز التعاون مع جزر الكناري في هذه المجالات.
وبخصوص هذه الزيارة، أكد لويس باديا ماكابيو، المدير العام للعلاقات مع أفريقيا في حكومة جزر الكناري، أن التعاون بين بلاده والمغرب في المجال العلمي والتكنولوجي يمثل خطوة هامة نحو بناء علاقة متينة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل. وأضاف أنه من خلال هذه المبادرة، يسعى الطرفان إلى تطوير مشاريع مشتركة تعود بالنفع على كلا الجانبين، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق تقدم علمي في المجالات ذات الأولوية للطرفين.
كما أشار باديا ماكابيو إلى أن حكومة جزر الكناري تتطلع إلى تعزيز الشراكات العلمية مع دول القارة الأفريقية، وأكد على أن هذه الزيارة تعد جزءا من استراتيجيتها لتوسيع شبكة التعاون بين البلد والدول الأفريقية في مختلف المجالات.
وأكد في هذا السياق أن التعاون مع المغرب سيشكل محورا أساسيا في الخطط المستقبلية لجزر الكناري في مجال الابتكار والتكنولوجيا، خصوصا في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة.
وفي الختام، صرح الرئيس فرناندو كلافيخو أن هذه الزيارة تندرج في إطار استراتيجية حكومة جزر الكناري لتوطيد العلاقات مع جيرانها في القارة الأفريقية، وهي تأتي في إطار سلسلة من الزيارات المتبادلة بين الطرفين، حيث سبقها زيارة وفد من جزر الكناري إلى المغرب في أكتوبر الماضي، والتي كانت تعد الأهم من نوعها في العقود الأخيرة، وهدفت إلى إظهار اهتمام الحكومة الكنارية بتعزيز التعاون في مجالات البحث والتطوير والابتكار.