تتسم العلاقات بين المغرب والسنغال بعمق روابطها العريقة التي تجمع بين البلدين لعقود مضت، ولا تقتصر شراكة البلدين على مجال واحد فقط، بل هي متعددة الأبعاد، وتعكس مدى ارتباط الشعب السينغالي بالمغرب وبالملك محمد السادس.
وتفسر العلاقة المغربية السنغالية المتينة، باشتغال المملكة الدائم على تعزيز تعاونهما الثنائي، تحت قيادة الملك محمد السادس، في مجموعة من المجالات وخاصة في الجانب الديني، ولا سيما وأن السينغاليين مرتبطون بالزاوية التيجانية.
وفي إطار تعزيز التعاون بين المغرب والسنغال وتوثيق العلاقات بينهما، نظمت تنسيقية التيجانيين بدكار، مساء أمس الجمعة، فعاليات الدورة الـ43 للأيام الثقافية الإسلامية، بمشاركة وفد مغربي.
وتنظم هذه الفعالية الدينية، التي تستمر لمدة ثلاثة أيام، بشكل سنوي تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، والرئاسة الفخرية للرئيس السنغالي ماكي سال.
وشمل الوفد المغربي الذي حظي باستقبال حار، من قبل عائلة الحاج مالك سي والعائلات الصوفية الأخرى، والعائلة العمرية وعائلة نياس دو كاولاك، كل من حسن الناصري، سفير المملكة بالسنغال، ورئيس المجلس المحلي لعلماء النواصر، محمد الزياني، وحمو أورامو، رئيس المجلس المحلي لعلماء مكناس، ثم محمد وصلو، رئيس المجلس المحلي لعلماء صفرو، وكذا رئيس المجلس المحلي لعلماء جهة العيون، محمد لوناس، ناهيك عن رئيس المجلس المحلي لعلماء عمالة المحمدية، محمد الوكيلي.
وكان الرئيس السينغالي، ماكي سال، ممثلا في هذا الحفل بوزير التجارة والاستهلاك والمقاولات الصغيرة والمتوسطة، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عبد الكريم فوفانا، الذي عبر عن شكره للملك نظير دعمه الدائم لتنظيم الأيام الثقافية الإسلامية.
وعبر قائلا في معرض كلمته بالمناسبة: “نحن سعداء للغاية بهذه العلاقات الوثيقة والمبنية على قيم وتطابق الرؤى حول قضايا عالمية وللأخوة الدائمة بين البلدين”.
ونوه المتحدث ذاته، بالدعم المتواصل وحضور المملكة المغربية الدائم والقوي بهذا الحدث الديني الذي يحظى بأهمية كبيرة عند المسلمين في السنغال، وخاصة أتباع الطريقة التيجانية، لافتا إلى تميز هذا الحدث منذ أزيد من 40 سنة بنوعية مشاركة الوفود المغربية.
وأبدى المسؤول السنغالي شكره لسفير المملكة بدكار الذي يعمل دائما في إطار تنفيذه للتوجيهات والتعليمات الملكية، على الحفاظ على العلاقات بين السنغال والمغرب، التي وصفها بـ “الإرث الغني والمتميز”، النابع من الغنى والأخوة.
ومن جانبه، نوه الخليفة العام سيرين بابكار سي محمد منصور، في كلمة تليت بالنيابة عنه، بالدور المحوري الذي يلعبه الملك محمد السادس، من خلال مجهوداته القيمة ومبادراته المتواصلة الرامية إلى صون الثوابت الدينية وتمتين الروابط الروحية والعلاقات المتجذرة بين المغرب والسنغال، على غرار أسلافه المنعمين.
وبدوره، التمس رئيس تنسيقية التيجانيين بدكار، الحاج تيديان غاي من الوفد المغربي، أن يبلغ الملك محمد السادس، شكره الخالص وامتنانه الكبير للعناية السامية، والاهتمام الذي يوليه جلالته للتيجانيين ومختلف الأسر الدينية بالسنغال، داعيا في نفس الوقت إلى رفع أكف الضراعة إلى العلي القدير، بأن يحفظ “الملك محمد السادس أمير المومنين، ويمن عليه بالصحة وطول العمر، وان يقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر افراد الاسرة الملكية الكريمة”.
وقال سفير المملكة باسم الوفد المغربي، إن الملك ينقل تحياته الخالصة إلى الطريقة التيجانية، مؤكدا على عنايته الفائقة بالتيجانيين ومختلف الأسر الصوفية بالسنغال.
وأبرز المتحدث ذاته، أن مشاركة المغرب في هذا الحدث تدل على الاحترام والتقدير الكبيرين الذين يكنهما الملك للعائلات الصوفية السينغالية، مضيفا أنها تعكس تشبث المغرب بقيم الإسلام الوسطي.
واستغل الناصري هذه المناسبة، لتوجيه شكره للسينغال على تضامنها مع المغرب جراء الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، الأمر الذي يترجم عمق الروابط بين البلدين الشقيقين.
وتجدر الإشارة إلى أن الأيام الثقافية الإسلامية بدكار، تعد واحدة من أبرز أحداث الطريقة التيجانية بالسنغال، منذ سنة 1986، وكانت تنظم تحت الرعاية السامية للملك الراحل الحسن الثاني، وبعد توليه العرش استمر الملك محمد السادس في تنظيمها على نفس المنوال.
وجدير بالذكر أيضا أن سفير الملك بالسنغال، حسن الناصري، كان قد أوضح في حوار له مع مجلة “لاغازيت” السنغالية، أن المبادرة الدولية للملك محمد السادس الهادفة إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، تتماشى بشكل كبير مع الرؤية الملكية للتعاون في إفريقيا منذ توليه العرش سنة 1999.
تعليقات( 0 )