رمضان المهجر.. “أحرص على مائدة فطور مغربية واستمتعت بشجارات حماتي ووالدتي”

لم يعد يبعدنا عن شهر رمضان المبارك، إلا ساعات معدودات، وهو وقت مميز للصوم والتأمل والتقرب إلى الله، لكنها أيضا فترة قد تحمل تحديات على مستوى الصحة النفسية إلى جانب البدنية، للجالية المقيمة في بلاد المهجر، حيث طقوس العيش مختلفة. للاقتراب أكثر من يوميات مغاربة المهجر خلال الشهر الكريم أجرينا عدة مقابلات سننشرها لكم طيلة الشهر الفضيل.

في أول حوار، استضافتنا السيدة ربيعة في بيتها، جل أركانه تفوح برائحة “التمغربيت”، صالون مغربي بجميع تفاصيله، صينية وبراد وكؤوس مزخرفة بألوان مختلفة، لوحة تحمل آيات من الذكر الحكيم، سجادة الصلاة تتربع فوق ركن”السداري” تماما كجل صالونات المغاربة، أبناؤها الثلاثة تكلمهم بالدارجة المغربية ويردون بفرنسية تتخللها بعض المفردات العربية المتعثرة، لكنها مصرة على أن تخاطبهم بلغتها الأم.

في هذا اللقاء قربتنا ربيعة من طقوس يومياتها الرمضانية، تكوينها في مجال الاقتصاد، تحدياتها كأم وزوجة وموظفة، وطرائف جمعتها بحماتها ووالدتها.

بداية سيدة ربيعة عرفينا بنفسك

اسمي ربيعة مغربية من مواليد تازة سنة 1977، درست في المغرب إلى أنت حصلت على الإجازة في الاقتصاد، اشتغلت في بنك مغربي وبعدها تعرفت على زوجي الذي كان زبونا لدي، تسخر مازحة ” اختطفني كما تقول له والدتي ولم أعي بالزمن إلا وأنا أم لأول طفل لي” ساعتها فقط عرفت مرارة الغربة، واليوم أنا أم لثلاثة أولاد، وأشتغل في مكتب للمحاسبة.

كيف تحضرين أجواء الشهر الفضيل؟

بعد تنهيدة تبعها حمد لله..! هو الشهر الذي أفتقد فيه بلدي وعائلتي أكثر، والدتي أطال الله في عمرها ترسل لي “الشهيوات” اللازمة للمناسبة، أحاول قدر الإمكان الاسترخاء وممارسة طقوسي الدينية بحرص وروحانية أكثر، كما أعمل على توفير مناخ ملائم في البيت، بتحضير مائدة الفطور بمقومات مغربية، لكن إكراهات ساعات العمل لا تساعدني دائما، فأنا لا أعود إلى منزلي إلا بعد آذان المغرب أحيانا، لذلك أحرص على تعويض عائلتي خلال عطلة نهاية الأسبوع.

هل تحرصون على تبادل الزيارات في رمضان خصوصا وأنها طقوس تحمل دعما إيجابيا وتجنب الإحساس بالغربة؟

نعم نحرص على ذلك خلال نهاية الأسبوع، وأحيانا ندعو بعض الأصدقاء من جنسيات مختلفة لنشاركهم مائدة الفطور المغربية، في الحقيقة لا شيء يهون شوقي إلى أجواء رمضان في منطقتي، هناك رمضان له رائحة، وطعم، ولون، لذلك تجدني دائما على اتصال بعائلتي عبر تطبيقات التواصل بالفيديو لخفض منسوب الشوق برؤية تفاصيلهم اليومية.

ماهي أهم ذكرياتك الطريفة في شهر رمضان بفرنسا؟

“تضحك بصوت مرتفع”، ذكريات لا تعد ولا تحصى أذكر منها عندما جاءت أمي وحماتي لتقضيان معنا الشهر الفضيل، بعد ولادتي لابني الثاني، كانت من أحلى أيام رمضان التي عشتها هنا، كانتا تعدان ما لذ وطاب كل يوم، ويتسليان بالشجار فيما بينهما على أبسط التفاصيل وكل يوم حكاية جديدة، وعندما نجلس في مائدة الفطور تتفقان على مشاهدة المسلسل المغربي نفسه وتناقشان أحداثه وأبطاله وطبعا لكل واحدة زاوية معالجة مختلفة من موقعها، لكن أهم شيء كان يوحدهما هو قرار عدم قضاء رمضان خارج المغرب.

مقالات ذات صلة

مغاربة العالم.. حقوق دستورية على الورق وتمثيلية سياسية غائبة

أبواب مفتوحة وقنصلية متنقلة لفائدة مغاربة إسبانيا في جيرونا وسرقسطة

التساقطات الثلجية تشل حركة الطيران في باريس وتربك رحلات مع المغرب

تصريحات عنصرية لنائب ألماني ضد المغاربة تُشعل غضب الجالية

تصريحات عنصرية لنائب ألماني ضد المغاربة تُشعل غضب الجالية

مؤسسة وطنية تُبرز مجهودات الجالية المغربية في مساعدة مدن إسبانيا المتضررة بالفيضانات

تهمة استغلال مهاجرين مغاربة تطيح بثلاثة أشخاص في فرنسا

يهم مغاربة إسبانيا..مدخل جديد في ميناء سبتة لتسهيل عبور السيارات

ستراسبورغ.. تقديم كتاب “الحلي المغربية: تاريخ النساء والرموز والحب”

ضعف الرؤية الاستثمارية والتعقيدات الإدارية..مشاكل بيروقراطية تواجه استثمارات الجالية

تعليقات( 0 )