مريم الزعيمي: شخصية “زازيا” لا تشبهني وتعلمت من ابني الحب اللامشروط

مريم الزعيمي، واحدة من الفنانات المغربيات اللواتي بصمن على مسار مميز، شقت طريقها وهي تحمل أحلاما كبيرة تتسع للكون، استغرقت منها سنين من العمل والمشقة والحب ليجود عليها القدر بشهرة واسعة بوأتها مكانة وازنة في الفن والشاشة المغربية.

ومن مقر مكتب سفيركم بالرباط، كان لفريق “سفيركم” موعد مع الفنانة مريم الزعيمي لتصوير إحدى حلقات برنامج “شكرا” الذي يقدمه الإعلامي جود بيومي، والذي يبث خلال شهر رمضان.

حوار طبعه الاعتراف والصدق الذي باحت به فنانة من رائدات الشاشة المغربية، التي وجهت من خلال برنامج “شكرا” شكرها للناس الذين كانوا علامة فارقة في حياتها وللتجارب التي صنعت منها ما هي عليه الآن، وكذا مشاركتها لتفاصيل خاصة من حياتها وعملها، واشتغالها في سلسلة “دار النسا” التي تجسد فيها شخصية قالت أنها لا تشبهها لكنها تستمتع بها جدا.

 

كيف يمر رمضان عند مريم الزعيمي؟
“يمر شهر رمضان عندي في أجواء جميلة وهادئة، فهو شهر مميز”.

تحدثي لنا عن مشاركتك في سلسلة دار النسا التي تعرض في شهر رمضان ؟
” دار النسا هو عمل مميز نال إعجابي من أول قراءة للسيناريو الخاص به، فهو من بين السيناريوهات القليلة التي استمتعت وأنا أقرأ سطورها، وكنت أنتهي من حلقة فأمر إلى الأخرى، يعني استمتعت به كثيرا وكنت أنتظر مرحلة التصوير على أحر من الجمر، وحين بدأ التصوير استمتعت به مجددا لأن طاقم المسلسل احترافي، وكان تنوع في “الكاستينع” سواء من ناحية الأجيال، طريقة الاشتغال أو التشخيص، أو حقيقة أن عدد من الناس القريبين من قلبي كانوا معي في بلاطو التصوير. بصفة عامة أحببت السلسلة والشخصية التي أسندت لي”.

قربينا من شخصية زازيا التي تجسدينها في المسلسل ؟
“شخصية زازيا حين سمعتها للمرة الأولى وجدتها غريبة بعض الشيء، وكنت أتسائل هل فعلا يوجد ناس اسمهم زازيا، وبعدها اكتشفت أنه اسم حقيقي نادرون من يمتلكونه، وهي شخصية تحب التجسس كثيرا، صعبة الطباع وصارمة لكنها ليست شريرة كما تبدو، فسطحيا هي امرأة غير طيبة لكن مع مرور الحلقات يبدأ المشاهد في اكتشاف أنها ليست بذلك السوء، بل هي فقط إنسانة لا تتقن فن الكلام، غيورة وتحب أن تحافظ على ما تمتلك”.

كيف كان اختيار ملابس شخصية زازيا ؟

صراحة، كنت مستمتعة جدا وأنا أرتدي شخصية زازيا كاملة، سواء تعلق الأمر بالملابس، الشامة السوداء، الماكياج، قصة شعرها، أو الذهب الذي ترتديه، مجموعة من الطباع والخصال التي تتحلى بها زازية لكنني لا أتمتع بها، لذلك استمتعت جدا وأنا أشخص هذا الدور”.

هل توجد شخصيات مثل زازيا في حياة مريم الزعيمي؟
” لا توجد مثل هذه الشخصيات في حياتي لكنني استلهمتها من هنا وهناك، وتكويني المسرحي ساعدني جدا في ذلك، ولا أخفي عنك أنه بعد أن ارتديت ملابس زازيا ومتعلقاتها شعرت بأن ما كان ناقصا في شخصيتها قد اكتمل”.

هناك فرق كبير بين مسلسل “الوعد” و”دار النسا”، كيف تستطيعين التحول من شخصية إلى أخرى مختلفة تماما ؟
“هذه هي متعة الفن، التي تجعلك تنتقل من شخصية إلى أخرى وتعيش كل واحدة على حدة، فتستمتع كل مرة وأنت ترتدي لباس واحدة من الشخصيات”.

بعد سنوات كثيرة من العمل، هل توجهين اليوم الشكر لنفسك ؟
“صراحة قليلا ما أقول شكرا لنفسي، لكن هذه هي الفرصة لأقول شكرا لأنني دائما ما بقيت وفية لمبادئي، أخلاقي، تربيتي وقيمي، على الرغم من سقوطي أحيانا في أخطاء تجعل الآخرين يسيئون فهمي، أو أنني أمنح الفرصة لأشياء خاطئة آملة في أن كل شيء سيتحسن، لذلك أقول لنفسي شكرا لأن كل ما أقوم به جيد وليس سيء “.

مريم الزعيمي، كيف تتعاملين مع سوء الفهم ؟
“صعب جدا هذا الموقف خاصة حين تكون نية الإنسان جيدة، لكنني أؤمن أنه ليس من الضروري أن يفهمك الكل، فالبيئة التي تربى فيها واحد مختلفة عن التي نشأ فيها الآخر وحتى التربية كذلك”.

من هو الشخص الذي كان علامة فارقة في حياة مريم الزعيمي وتريدين اليوم أن توجهي له الشكر؟
“الوالدين لهم الشكر الكبير، وكذلك الله سبحانه وتعالى على كل شيء، ولا يوجد شخص واحد بالضبط، بل هناك أشخاص كثر أخشى أن لا أذكرهم أو أنسى أحدا منهم، لكن عموما كل من مر في حياتنا سواء كان طيبا أو سيئا يستحق أن نشكره ” .

على ماذا تشكرين الأشخاص السيئين؟
“أشكرهم لأنني تعلمت منهم أن لا أتسرع في اختياراتي في المستقبل، وأن لا أفتح قلبى وذراعي لأرحب بأي كان، أحيانا نقع في نفس الخطأ، لكن هذا النوع من الناس يعلموننا دروسا إيجابية أو سلبية، فشكرا لمن كان في حياتي وتعلمت منه الأمرين وخاصة التجارب الجميلة منها”.

هل مريم الزعيمي اكتسبت المناعة من دخول الناس إلى حياتها ورحيلهم فيما بعد؟
“أنا في الأصل أتمتع بهذه المناعة لأنني عشت مشتتة، لأننا لم نستقر في مكان واحد بل في مدن مختلفة، فاس، إيموزار، إفران، آزرو، سلا والرباط، ففي كل مرة كنا نرحل من مدينة لأخرى، كنت أكتسب هذه المناعة، لكنني ما أزال أتذكر كل من صادفتهم أو ربطتنا بهم علاقة وأشتاق لهم، وما زلت أتواصل مع من ربطتني بهم علاقة جيدة، لكن عندي هذه المناعة وأستطيع أن أخرج قوية من أي مكان كان “.

مريم الزعيمي، بصفتك أم وفنانة، ما الذي تعلمتيه من ابنك وتشكرينه عليه؟
“تعلمت من ابني الضحك على كل شيء لأنه يضحك على كل شيء، ولأنني تعلمت منه أن أنتبه على نفسي لأنني أحيانا أشرح له العديد من الأمور المتعلقة بالأعصاب، القلق، والحياة بصفة عامة، لأنه كثير السؤال، وفي بعض المرات يقوم بأشياء مزعجة لكنه يقول: ‘انتبهي على نفسك، لا يجب أن تنزعجي’، وبطبيعة الحال تعلمت معه الحب العفوي اللامشروط الدائم، فهو أكثر شخص يعطيني الحب وأكثر شخص آخذ منه الحب”.

هل ابنك هو الوحيد الذي له الحق في هذا الحب أم أن هناك أشخاص آخرين؟
“أنا إنسانة ذات نية نقية وصافية وذراعيها دائما مفتوحة لترحب بالكل، لكنني أغلقها حين يرتكب أحدهم خطأ في حقي”.

ماذا تقولين للطريق التي فرقتك مع بعض الناس و جمعتك بآخرين؟
“أنا إنسانة تحب اكتشاف أماكن جديدة والتعرف على أشخاص جدد، لكنني أبقى مخلصة لمحيطي، سواء تعلق الأمر بالأماكن التي أنتمي إليها، الأشخاص الذين أحبهم، وحتى ملابسي المفضلة، لكنني على الرغم من أني أحب الطريق يأتي وقت لا بد فيه من العودة ” .

كيف هي علاقتك بوالدتك ؟
علاقتي بأمي جميلة جدا، أتمنى من الله أن يحفظها لي، حقا الوالدين شيء مميز في الحياة، والحمد لله أنها ما تزال حية ترزق معي وإلى جانبي، وأتمنى الرحمة لكل من مات، أمي تشفق علي كثيرا بسبب مشقة العمل، ودعواتها هي وأبي دائما إلى جانبي، لكن مهنتي هي في الأخير اختياري الشخصي لذلك لا يجب أن أقف أو أستسلم في وسط الطريق وأتحسر على أشياء ربما ضيعتها أو مراحل كانت سيئة، لكني أؤمن أنه حين تحب ما تقوم به، ونحن في سياق الحديث عن الحب اللامشروط، فإنك تقبله بمحاسنه ومساوئه”.

ما موقفك من الممثلات اللواتي أنتجتهن مواقع التواصل الاجتماعي ؟
“أعتقد أن العمل عمل، فيمكن أن تواجه مشاكل مع ممثلاث متمرسات أو خريجات معاهد، كما يمكن أن تجد ممثلات من وسائل التواصل الاجتماعي يحاولن تطوير موهبتهن، فيبحثن ويسألن ويقترحن، لذلك أنا أؤمن بالعمل وأشكر كل من يبذل مجهودا للاشتغال بشكل جيد ويسعى لتطوير نفسه “.

قربينا من علاقة الصداقة التي تجمعك بسامية أقريو، فاطمة الزهراء قنبوع ونورة الصقلي؟ وكيف استطاعت مجموعة الصداقة هاته أن تكسر الصورة النمطية عن حرب الممثلات في الميدان؟
“صداقتنا لا تعني أنه لا يوجد في الميدان أشخاص سيئون، لكن يمكن أن تجد الأخيار أو ’النقيلات زوينين‘، فحين تختار المكان الصحيح يحيط بك أشخاص جيدون الذين لا يمكنك إلا أن تصادقهم ”

ها هي الأشياء التي علمها لك المسرح وتريدين شكره عليها؟
“أقول للمسرح شكرا لأنه علمني كيف أنصهر وسط الناس، وكيف أكون طيبة معهم وأحترم اختلافهم لأنه هو من يمنحنا الغنى والتنوع، شكرا لأنه علمني أن يدا واحدة لن تصفق أبدا، وأن العمل الجماعي مهم وكل فرد فيه قيم “.

العديد من الأشخاص يحترمونك سواء في بلاطو التصوير أو خارجه، هل اكتسبت هذا الاحترام أم أنك منذ أول يوم وضعت شروطه وفرضتيه؟
“لا يوجد سبب آخر يدفع الناس لاحترامي إلا لأنني أحترمهم وأعاملهم كما أحب أن يعاملني الآخرون، ودائما ما أبدأ علاقاتي بحب الآخرين واحترامهم لكن حين لا أتلقى نفس الشيء في المقابل، أبتعد بكل أدب وهدوء”.

ما رأيك في البطولة المشتركة في جميع الأعمال المغربية ومسلسل “دار النسا” كنموذج؟
“أجد أن البطولة المشتركة أمر في غاية الأهمية، لأنه بعيد جدا عن الأنانية ويسمح بنشر طاقة جميلة في البلاطو، على عكس البطولة المنفردة التي يكون فيها نوع من التراتبية، فالبطولة المشتركة تجعل الاشتغال جميل جدا وتدفع الممثلين إلى التعاون فيما بينهم، وهو أمر أشكر عليه كل من سامية أقريو، نورة الصقلي وجواد الحلو لأنهم كتبوا سيناريو مميز يعد إضافة جميلة للشاشة المغربية والساحة الدرامية”.

هل تتوجهين بالشكر لقلبك لأنه مازال ينبض ويشعر ومفتوحا أمام أشخاص يمكن لأحدهم أن يدخله في المستقبل؟
“طبعا سبق وقلتها في برنامج سابق، لكن في بعض الأحيان نواجه فترات عصيبة في الحياة، نلوم فيها أنفسنا لأننا فتحنا الباب ولم ننتبه، لدرجة أن تطلب من نفسك أن تصبح إنسان سيء، وفي إحدى الفترات شعرت فعلا بالتعب من هذا الأمر، فبدأت في مراجعة نفسي واقتنعت أن ماكنت أقوم به جيد، لأنه يعكس فقط صفاء الروح وحسن النية المسبق في التعامل “.

ماهي أفضل مرحلة تقولين لها شكرا ؟
“طيلة حياتي لم أكن مرتاحة مئة بالمئة، لكن شكرا للمرحلة التي درست فيها بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لأنها كانت جميلة جدا، ضحكت فيها كثيرا وتعرفت فيها على أشخاص جدد، واكتشفت فيها نفسي، قدراتي، أهدافي وأحاسيسي وأين يمكن أن أفرغها “.

مقالات ذات صلة

حاتم عمور: أنتج ألبوماتي من مالي الخاص وأحضر ديو مع مشاركة ظُلمت في “ستار لايت”

الوالي عن الجيل الأول من مغاربة العالم: حان الوقت للاعتراف بمجهوداتهم

بعد “ولاد إيزة”.. سارة بوعابد تكشف عن جديدها الرمضاني

بعد الكوميديا.. طاليس يخوض تجربة تقديم برنامج تلفزي

صفعة شاب ترسل عمرو دياب إلى المحاكمة الجنائية

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة الجنائية بعد صفعه لشاب

أبو القناطر بعد غياب: "توحشت" جمهوري وأنا لا أقبل بأي دور

أبو القناطر بعد غياب: “توحشت” جمهوري وأنا لا أقبل بأي دور

هشام جباري: أتابع جميع خطوات كتابة السيناريو و"على غفلة" فيه شيء من أعمالي السابقة

هشام جباري يكشف عن أسرار نجاح أعماله من الفكرة إلى الإخراج

سحر الصديقي لـ"سفيركم": أحسست بـ"الحكرة" بسبب تعامل شركة "لارام" معي

سحر الصديقي لـ”سفيركم”: أحسست بـ”الحكرة” بسبب تعامل شركة “لارام” معي

معرض في لشبونة يحتفي بإبداعات فنانات مغربيات ويعزز الثقافة بين المغرب والبرتغال

تعليقات( 0 )