قصص وعبر.. الإنسان تعلم من الطيور دروسا

منذ الأزل كانت الطيور مصدر إلهام للبشر والتحفيز على التطلع للأعلى، وتحولت الطيور مع مر التاريخ إلى مصدر للإلهام الثقافي والعلمي الدائم، وحملت معها رموز السلام والحرية والأسر والحكمة والهجرة والسلطة والتشاؤم والتفاؤل والوفاء، وغيرها من الصفات.

وعبر العصور حكيت قصص متعلقة ببعض الطيور عبر التراث والتاريخ مثل الغراب، والهدهد، والحدأة، والبومة.. وغيرها من الطيور.

الغراب

يصنف الغراب كأذكى الطيور في العالم، حيث أنه يتمتع بذكاء قدره العلماء بطفل عمره 5 سنوات. فهو أول من علم الانسان الدفن.

وأثبت أيضا الأبحاث العلمية قدرات الغراب الذهنية إذ أنه يمتلك أكبر دماغ بين الطيور.

وحدد الباحثون مميزات الغراب فاكتشفوا أن لديه القدرة على التفكير بالسبب والنتيجة كما أنه يحفظ الوجوه لمدة طويلة، واكتشف العلماء على أن للغراب قوانين تحاكي قوانين البشر حاصة الثواب والعقاب، حيث أن الغربان تقيم محاكم خاصة للغربان اللذين اعتدوا على الطعام أو الصغار أو الأنثى وتعاقبها بالضرب والطرد وأحيانا بالموت، فمن لم يلتزم بالقوانين تتم محاكمته.

ويعرف على الغراب أنه ينجذب للأشياء الملونة واللامعة مثل الذهب والاكسسوارت لذا يمكن أن تجد دائما بعش الغراب أشياء لامعة وقطع من الصابون أيضا.

وعندما يموت أحد الغربان فإنهم يحيطون به بطريقة تشبه الجنازة وحداد وتجتمع بعدها لمعرفة سبب الوفاة فإن كان قد قتل يتم مطاردة القاتل حتى تقضي عليه وتدفن بعدها الغراب الميت.

ويعرف الغراب بالوفاء حيث أنه يعيش مع زوجته طول عمره، وبالنسبة للأنثى فإنها تضرب أي غراب آخر اقترب منها إخلاصا لزوجها.

الهدهد

يعرف الهدهد بقوة بصره وسرعته الفائقة في الطيران والجري، كما أنه قادر على كشف الماء ووجوده تحت الأرض حيث يرى الماء عن بعد ويحس به في باطن الأرض فإذا بقي يرفرف بمكان فيعني أن هناك ماء.

ويحمي الهدهد عشه وصغاره من أي خطر عن طريق رش رذاذ أسواد زيتي برائحة كريهة من غدة بقاعدة ذيله تبعد أي حيوان مفترس أو ضار. وحتى صغار الهدهد يستطيعون حماية أنفسهم بنفس الطريقة.

وأظهرت الدراسات الحديثة أن الهدهد أكفأ من الحمام في استخدامات النقل والاتصال، فهو أسرع طيراناً ولا يحتاج للجماعة في طيرانه وقوة دفاعه عن نفسه أكفأ وتحمله للجوع والعطش أكثر فضلا عن ذكاءه ومكره المشهور بهما. كما عرف في قصته مع النبي سليمان التي سردها علينا القرآن حيث قام بدور المرسل والجالب للخبر قبل أي من المخلوقات الحاضرة.

الحدأة

إلى جانب أنه معروف بلؤمه وسرقته، يعرف طائر الحدأة أنه يتسبب في إشعال النيران بالغابات. إذ بفعله ذلك، تطير بعض الحشرات فيسهل عليه أكلها فيضمن وجبته التي تأتي إليه بأقل مجهود .

وكشف علماء استراليون أنه مسبب للحرائق، حيث يتعمد نشر النيران قدر المستطاع وذلك عبر التقاطه نارا مشتعلة في غصن صغير فيطير به ليرميه في مكان آخر بالغابات ، محدثا بؤرة جديدة من النيران فينتشر الحريق أكثر بهذه الطريقة، فتقوم العشرات من الطيور من فصيلته بالقيام بنفس الشيء.

وحسب تفسير علماء بجامعة سيدني فإن “ما ينبت متطاولا على الأرض من أعشاب وأشجار، يعيق رؤية هذا الطائر حين ينظر من الأعلى ليرى ما يقتات عليه، لذلك فهو يحل هذه المشكلة بسياسة الأرض المحروقة”، وبهذه الطريقة تظهر له الرؤية فيستطيع الحصول على قوته.

الظاهرة درسها علماء الجامعة الاسترالية، واستنتجوا أن الغاية “التي يسعى إليها الطائر من توسعته لرقعة الحرائق هي إيجاد مجال رزق جديد له، لأنه بحرقه للمنطقة يحصل على مزيد من مصادر القوت”، حيث أن الحرائق تقتل الكائنات الصغيرة فتصبح وليمته لأشهر وربما لعامل كامل.

النسر

من السلوكيات الغريبة التي أدهشت العلماء لفترة طويلة هو حين يقدم النسر على فعل الانتحار، حيث أنه يقرر عند بلوغه سنا معينا إنهاء حياته بنفسه.

يتراوح عمر النسر ما بين 40 و45 عاما تقريبا وهي مدة طويلة بالمقارنة بأعمار مختلف الطيور الجارحة أو الطيور بشكل عام.

وأوضح العلماء الذين درسوا هذا السلوك على أن النسر يختار الانتحار في منتصف العمر الافتراضي المحدد أي بعد تجاوز عمره ل40 سنة ويتم ذلك بشكل أشبه بالانتحار عند البشر وذلك عن طريق إلقاء نفسه من مكان مرتفع باتجاه الأرض.

ووفق علماء الأحياء فقد أرجعوا أسباب انتحار النسر إلى شعوره بالعجز عن مواصلة الحياة نتيجة تراجع قدراته مع تقدمه في العمر حيث يفقد قوة بصره التي تحدد له مكان الفريسة على الأرض أثناء التحليق، كما أن ريشه يصبح كثيفا وثقلا مما يضعف أجنحته ويصبح التحليق أمرا صعبا.

إلا أن العلماء أشاروا بأن النسر يقوم قبل قرار الانتحار بمحاولات من أجل الاستمرار والبقاء، إذ بعد أن يشعر بثقل ريشه وضعف منقاره يبقى في عشه ويبدأ بنتف الريش عليه وكذا بكسر منقاره بضربات قوية فوق الصخور، وهو سلوك يصيبه بالألم إلا أنه بعد 150 يوم ينمو من جديد المنقار ويتكون الريش فيستعيد قدرته على التحليق، ويرى العلماء أن أغلب النسور الذين اختاروا هذه الطريقة عاشوا ل100 عام.

يذكر أن للطيور العديد من الخصائص التركيبية والفيزيولوجية والسلوكية تميزها عن باقي الحيوانات الأخرى كما تساعدها على التعايش مع باقي الكائنات. كما أنها تتميز بمهارتها التواصلية عن طريق الأصوات بالإضافة إلى سلوكيات أخرى كالدفاعية أو للتودد أو التعاون فيما بينها. فللطيور عالمها الخاص وقصصها الخاصة بها.

مقالات ذات صلة

الأنشطة البدنية تعزز نمو الخلايا العصبية

دراسة: الأنشطة البدنية تعزز نمو الخلايا العصبية

واقعة سقوط فأر على ديبلوماسي مغربي في إذاعة فرنسية تخلق جدلا كبيرا في فرنسا

طقس السبت بالمغرب.. درجة حرارة متفاوتة وكتل ضبابية

نشرة إنذارية: طقس حار بالمغرب من السبت إلى الإثنين

طقس الجمعة بالمغرب.. ارتفاع نسبي لدرجة الحرارة مع سماء غائمة جزئيا

متحف الفن الإسلامي بقطر يحتضن فعالية للتعريف بالتراث والثقافة المغربية

طقس الخميس بالمغرب.. ارتفاع نسبي للحرارة مع سحب منخفضة

طقس الأربعاء بالمغرب.. سحب منخفضة شمالا وثلوج بقمم الأطلس

مشروع النفق بين المغرب وإسبانيا لم يعد له فائدة..علماء يتوقعون اندماج البلدين في دولة واحدة

تعليقات( 0 )