دعا حزب “سومار” المشارك في الائتلاف الحكومي الإسباني، السلطة المركزية في مدريد، إلى “تخصيص المزيد من الأموال لمساعدة اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف الجزائرية، لمواجهة “حالة الطوارئ الغذائية التي يشهدونها نتيجة التدهور المستمر للوضع الإنساني”.
وقدم حزب يولاندا دياز، نائبة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، وفق تقارير صحفية إسبانية، مقترحًا في الموضوع غير ملزم من الناحية التشريعية لمناقشته في لجنة التعاون الدولي من أجل التنمية.
ويلاحظ في نص المقترح، الوارد في التقارير الإسبانية، أن حزب يولاندا دياز، لم يشر إلى موقف الحكومة بشأن الصحراء المغربية، رغم أن الحزب ورئيسته، قد أوضحا سابقا رفضهما لدعم خطة الحكم الذاتي المغربية في الأقاليم الجنوبية.
وفي النص، الذي اطلعت عليه وكالة “أوروبا برس” الإسبانية، شدد “سومار” على أن المنظمات غير الحكومية التي تدعم اللاجئين الصحراويين “تدق ناقوس الخطر بشأن التدهور المستمر للوضع الإنساني، والذي يؤثر مباشرة على أكثر من 173,600 شخص”. وأشار الحزب إلى خفض برنامج الأغذية العالمي حصصه الغذائية منذ نونبر 2023 بنسبة تقارب 30%، بسبب تزايد الأزمات في العالم، الأمر الذي يؤثر على تمويل الوكالات الإنسانية.
وحث حزب دياز الكونغرس والحكومة الاسبانيتان، على “زيادة مخصصات الميزانية المخصصة للمساعدات الإنسانية لسكان مخيمات تندوف” وكذلك “المساهمة المتعددة الأطراف في المنظمات” التي تقدم لهم المساعدة.
كما طالب الحزب في مقترحه بزيادة “ميزانية المساعدات المباشرة للمنظمات الإنسانية التي تساعد السكان اللاجئين وتعزيز خطوط تمويل المنظمات غير الحكومية الإسبانية التي تعمل في مخيمات اللاجئين في تندوف”.
ويقترح حزب سومار أيضًا أن يطلب الكونغرس من الحكومة، “الدفاع في المؤسسات الأوروبية والمنظمات المتعددة الأطراف عن احترام الالتزامات التي تعهدت بها مكتب العمل الإنساني التابع للمفوضية الأوروبية (ECHO) بشأن سكان المخيمات، وتحسين تنسيق الجهات الفاعلة المعنية للاستجابة بشكل حاسم لحالة الطوارئ الغذائية”.
ويطالب بإنشاء “آليات لتعزيز حركة التضامن مع الصحراء وخلق فضاءات للحوار مع المجتمع المدني لتعريف سياسة التعاون والمساعدات الإنسانية مع الشعب الصحراوي التي تعكس التضامن والالتزام من المجتمع الإسباني”، وفق نص المقترح.
ويبدو أن حزب “سومار”، المؤسس حديثا من قبل رئيسته الحالية يولاندا دياز، من خلال نص مقترح مساعدة ساكنة مخيمات تندوف، قد غير موقفه من قضية الصحراء المغربية، وبدأ يتماهى مع الموقف الرسمي الإسباني، بعد أن كان قبل عام فقط يتخذ موقفا متطرفا ضد القضية الوطنية وضد الدولة المغربية ككل.
وفي عز استعداد الأحزاب الإسبانية العام الماضي لخوض الإنتخابات التشريعية، والتي أجريت صيف 2023، أثارت يولاندا دياز، كثيرا من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية بإسبانيا، بعد خروجها في لقاء صحفي تحدثت خلاله عن مشاريعها المستقبلية في حال صعودها لمنصب رئيس الحكومة، وهو المنصب الذي أعلنت ترشحها له عند الانتخابات العامة السابقة في إسبانيا.
وتحدثت عن مجموعة من القضايا الداخلية والخارجية التي تهم الدولة الإسبانية، من بينها علاقة مدريد مع الرباط وكيفية تعاملها مع خارطة الطريق التي وقعها البلدان أبريل 2022 ودعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء.
وأكدت دياز في لقائها الصحفي حينها، أنها، إذا أصبحت رئيسة للحكومة “ستنقض الاتفاقية التي وقعها سانشيز مع الملك محمد السادس حول الصحراء”، مشيرة إلى أنها ” ستعيد الموقف الإسباني التقليدي من قضية الصحراء، كما ستعرّف النظام المغربي على أنه “نظام ديكتاتوري”.
تعليقات( 0 )