تشكل التغيرات المناخية تحديا كبيرا للقطاع الزراعي في المغرب، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط التساقطات المطرية إلى تأثيرات سلبية متعددة على الإنتاجية الزراعية.
ويشمل ذلك انخفاض إنتاج المحاصيل، وتزايد ندرة المياه، وزيادة تكرار وشدة الجفاف، ويؤثر هذا الوضع على الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني، نظرا لأهمية القطاع الزراعي في المغرب، حيث يشكل مصدر رزق لجزء كبير من السكان وكذلك له أهمية كبيرة في الاقتصاد المغربي.
في هذا السياق، قال الخبير البيئي مصطفى بنرامل، في تصريحه لجريدة “سفيركم”، “إن القطاع الزراعي في المغرب يواجه تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية، والتي تتمثل في، توالي ستة سنوات الجفاف بوتيرة متوالية مما يؤثر على النشاط الزراعي وتربية الماشية، وكذلك ندرة المياه، حيث أن الجفاف يُعدّ أحد أهم التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في المغرب، وتشير التوقعات إلى انخفاض هطول الأمطار وتزايد ظاهرة الجفاف، مما يُهدد الأمن المائي ويُؤثر على توفر مياه الري.”
وأشار المتحدث كذلك إلى أن، “ارتفاع درجات الحرارة، والتي تُؤدي إلى تبخر المزيد من الماء من التربة، مما يُؤثر على نمو المحاصيل ويُقلل من الإنتاجية، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يساهم في انتشار بعض الأمراض والآفات الزراعية، متحدثا كذلك عن التغيرات في أنماط هطول الأمطار، حيث تُصبح الأمطار أكثر كثافة وغزارة في فترات قصيرة، بينما تُصبح فترات الجفاف أطول، مما يُصعّب على المزارعين التخطيط لعمليات الزراعة والحصاد.
وذكر بن رمال، أن التقلبات المناخية، مثل الفيضانات والعواصف الرملية، تلحق الضرر بالمحاصيل والبنية التحتية الزراعية.”
وفي حديثه عن تأثير هذه التحديات على القطاع الزراعي، قال مصطفى بنرامل، إن التحديات المناخية تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية، مما يهدد الأمن الغذائي في المغرب، ويؤدي كذلك إلى فقدان المداخيل حيث يعاني المزارعون من خسائر في مداخيلهم بسبب انخفاض الإنتاجية وتلف المحاصيل، وهو الأمر الذي قد ينتج عنه هجرة المزارعين، حيث قد يضطر بعض المزارعين إلى ترك أراضيهم والبحث عن فرص عمل في أماكن أخرى بسبب تدهور الأوضاع في القطاع الزراعي.
وعلى هذا الأساس وجه الخبير البيئي دعوته إلى المعنيين بالأمر، من أجل مضاعفة الجهود للتكيف مع التغيرات المناخية، وتطوير تقنيات الري الحديثة التي تساعد على استخدام كميات أقل من المياه وتحسين كفاءة الري، واستخدام أصناف مقاومة للجفاف، والتي تُساعد على تقليل تأثير نقص المياه على الإنتاجية، وكذلك التنويع الزراعي والذي من شأنه أن يساعد على تقليل المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية، من خلال زراعة محاصيل أكثر قدرة على التكيف مع الظروف المناخية المتغيرة، بالإضافة إلى تشجيع الزراعة العضوية حيث تُساهم الزراعة العضوية في تحسين خصوبة التربة والحفاظ على الموارد المائية.
وخلص مصطفى بنرامل الخبير البيئي، في تصريحه لـ “سفيركم” إلى أن “مستقبل القطاع الزراعي في المغرب، يواجه تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية، لكنه يملك أيضا إمكانات كبيرة للتكيف والتطور، من خلال الاستثمار في تقنيات الري الحديثة، وتطوير أصناف مقاومة للجفاف، وتنويع الإنتاج الزراعي، ودعم المزارعين، ويمكن للمغرب أن يُصبح أكثر قدرة على الصمود في وجه التغيرات المناخية وضمان الأمن الغذائي لسكانه”.
تعليقات( 0 )