دفعت قضية مقتل مغربي بالرصاص على يد مواطن هولندي، في الـ11 من يوليوز المنصرم، البرلمان الهولندي إلى توقيف عطلته لهذا الأسبوع، من أجل البث في قضية مقتله ومناقشتها، لا سيما بعد انتشار أخبار تفيد بتأثر المتهم بخطابات الأحزاب اليمينية المتطرفة.
وكان قد أثار حادث إطلاق النار في ستامبرسغات، الذي أودى بحياة المغربي حمزة البغدادي، البالغ من العمر 25 عاما، ضجة كبيرة في هولندا، عقب اعتقال المشتبه به، جار الضحية البالغ من العمر 55 سنة، جيربن فان في، الذي ما يزال قيد الاحتجاز المؤقت بتهمة القتل العمد، خاصة وأنه يمتلك تصريحا للسلاح.
خلاف على موقف السيارات أم جريمة كراهية وعنصرية؟
نشرت مجموعة من وسائل الإعلام الهولندية تقارير تشير إلى وجود خلاف طويل حول مواقف السيارات بين المتهم والضحية، في محاولة منها لطمس حقيقة هذه القضية، ما دفع بعض المنابر الإعلامية الهولندية تخرج بتقارير أخرى تؤكد وجود دافع عنصري خلف هذه القضية، مبرزة أن المتهم كان معروفا بتبنيه لإيديولوجية الأحزاب اليمينية.
وذكرت التقارير ذاتها أن أسرة الهالك لا تعرف شيئا عن خلاف موقف السيارات الطويل الذي ذكرته بعض الصحف، مشيرة إلى التدوينات المعادية للإسلام التي كان ينشرها المتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
الضحية والجاني
وقُتل حمزة البغدادي، الذي وُلد في أوستيرهاوت، والذي ينحدر من جماعة إعزانن بإقليم الناظور، أمام منزله ولفظ أنفاسه الأخيرة في عين المكان، وكانت زوجته وطفله حديث الولادة وقت الحادث داخل المنزل مختبئان من المتهم الذي كان يحاول الدخول إلى المنزل للإجهاز عليهما.
أما الجاني جيربن فان في، فقد أشارت وسائل إعلام محلية أنه يمتلك سوابق قضائية، حيث سبق وأن تمت إدانته عندما كان في السابعة عشرة من عمره بعد ارتكابه ثلاث جرائم سطو على المنازل. كما كان حريصا على نشر العديد من المنشورات المعادية للإسلام على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان ينتقد المسلمين والأديان المختلفة.
انتقادات وردود فعل
وخلقت هذه الجريمة ردود فعل واسعة، حيث دعت منظمة “مسلم رايتس ووتش” الجاليات المسلمة والمواطنين الهولنديين إلى مشاركة أي معلومات لديهم عن المتهم، مستنكرة إقدام بعض الصحف على محاولة إخفاء الحقيقة عبر الإشارة إلى أن المتهم مختل عقليا وأن سبب القتل هو خلاف حول موقف السيارات، لا سيما وأن حالة من القلق تسود في محيط قرية ستامبرسغات وفي أوستيرهاوت، مشيرة إلى أن مكتب الادعاء العام يحقق في جميع الدوافع المحتملة، بما في ذلك خلفية المتهم وتدويناته على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن المقرر أن يمثل المتهم أمام المحكمة الأسبوع المقبل، ومن المحتمل أن يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل حول دوافعه وسير التحقيق في الجلسة المقبلة.
وتواجه الأحزاب اليمينية المتطرفة في هذه الفترة، اتهامات بتأجيج الكراهية والتسبب في جرائم العنصرية تجاه الأجانب في هولندا، حيث يؤكد الكثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أن ايديولوجية هذه الأحزاب الرافضة للمهاجرين والمسلمين ستزيد مستقبلا من إمكانية وقوع جرائم مماثلة لمقتل الضحية المغربي.
تعليقات( 0 )