أثار قرار إعادة فتح السلطات الفرنسية لنهر السين من أجل إجراء مسابقة السباحة برسم نسخة هذه السنة من أولمبياد باريس، انتقادات واسعة بعد إصابة مجموعة من السباحين العالميين بمضاعفات عقب السباحة في هذا النهر، الذي كان مغلقا بسبب تلوثه لأزيد من مئة سنة انطلاقا من 1923.
وأكدت تقارير إعلامية دولية متطابقة، أن سباحان برتغاليان قد أصيبا بعدوى معوية بعد مشاركتهما في مسابقة السباحة، التي جرت في نهر السين، يوم الخامس من غشت الجاري، وأوضحت اللجنة الأولمبية البرتغالية أن أعراض فيلاسا كانت أقوى من زميلته سانتوس.
وذكرت اللجنة في بيان نشرته يوم أمس أن “حالة السباح الصحية مستقرة وأن الفريق الطبي باللجنة الأولمبية البرتغالية يتخذ كافة التدابير لمراقبة وتقديم العلاج اللازم للرياضيين في القرية الأولمبية”، مضيفا أنه “على مدى الأيام الماضية، عرفت الرياضية ميلاني سانتوس أيضا أعراضا مشابهة ولكن بشكل أقل حدة من زميلها”.
وبدورها، ذكرت وسائل إعلام بلجيكية، أن بلجيكا لم تشارك في سباق السباحة، المنظم يوم الاثنين الماضي، بعد أن مرضت السباحة كلير ميشيل وانسحبت من المسابقة.
وإلى جانب السباحة البلجيكية، ظهرت لدى ثلاثة رياضيين آخرين من أصل 100 رياضي شاركوا في سباق السباحة المختلط بين الرجال والنساء، مضاعفات جانبية في الأيام التي تلت يوم السباق، الذي تم تنظيمه في الـ31 من يوليوز الماضي.
ولجأ سباحون آخرون إلى شرب الكوكا كولا وتناول البكتيريا النافعة قبل وبعد السباق، من أجل تجنب الإصابة بأي عدوى بكتيرية أو فيروسية محتملة من النهر، وذلك على الرغم من أن الأطباء لا يدعمون الاعتقاد الشائع بين السباحين بأن هذه الممارسات يمكن أن تحميهم من تلوث نهر السين.
وقالت السباحة الأسترالية مويشا جونسون في تصريحات صحفية: “فعالية الكوكا كولا حقيقية، فقط تناولتها بعد السباق لإخراج أي عنصر دخيل في الجسم”.
أما السباحة الأمريكية كاتي جرايمز فقد قالت لموقع “ذا فيرج”: أن مدربها قد نصحها بتناول الكوكاكولا من أجل استعادة مستويات الجليكوجين في الجسم، وحماية نفسها من أي عدوى من المحتمل أن تتعرض لها في نهر السين.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ سنة 1923، كانت السباحة في نهر السين محظورة بسبب تلوث المياه، لكن باريس استثمرت مؤخرا حوالي 1.4 مليار يورو لتحسين البنية التحتية من أجل ضمان إمكانية إقامة بعض مسابقات السباحة في النهر في أولمبياد باريس، وشملت هذه المجهودات بناء حوض ضخم لجمع مياه الأمطار الزائدة ومنع مياه الصرف الصحي من التدفق إلى النهر، وتجديد البنية التحتية الخاصة بالصرف الصحي وتحديث محطات معالجة مياه الصرف.
تعليقات( 0 )