أيرلندا تضع سياجا لمنع خيام المهاجرين وجمعيات حقوقية تندد

كشفت وسائل إعلام أيرلندية أن منظمات المجتمع المدني في دبلن تستنكر وضع الحكومة في مدينة دبلن لسياج وحواجز من أجل منع خيام المهاجرين وطالبي اللجوء المنصوبة على طول قناة غراند، متهمة الدولة بـ”محاولة التسبب في الفوضى”.

وجاء في خبر نشرته صحيفة “News Talk” الأيرلندية، أنه جرى في البداية، تركيب السياج من قبل منظمة “ممرات إيرلندا” بعد عملية مشتركة لإزالة خيام طالبي اللجوء من ضفاف القناة في شهر ماي الماضي.

وأكدت المنظمة أن الحواجز، التي تمتد من شارع غراند كانال إلى بورتوبيلو، تهدف إلى منع الأشخاص المشردين وطالبي اللجوء من نصب خيام جديدة، تكلف للحفاظ عليها حوالي 30,000 يورو أسبوعيا.

وأعرب كيفن بيرن، رئيس جمعية سكان ساوث جورجيان كور، خلال مداخلة له في برنامج “نيوزتوك بريكفاست”، عن تفهمه الكبير لمعاناة المهاجرين الذين اضطروا للعيش في خيام، لكنه أكد أن السلطات قد أتيحت لها فترة كافية لإيجاد حل أفضل من وضع الحواجز.

وقال بيرن: “عندما بدأ كل هذا قبل 18 شهرا، تأخرنا في تقديم شكوى بدافع التعاطف مع الأشخاص الذين يعيشون في الخيام، وافترضنا أن الوكالات المسؤولة ستقوم بواجبها ومع مرور الوقت ستتعامل مع المشكلة”، مضيفا “ولكن كما رأينا في شارع ماونت، استمرت المشكلة لأكثر من عام، ولم يكن لدينا خيار سوى التحدث عنها”.

وواصل قائلا: “بينما نتعاطف مع الرجال الذين يعيشون في الخيام، فإن هذه المشكلة استمرت لفترة طويلة، وكان لدى الحكومة الوقت الكافي لتقديم استجابات طارئة، لا يمكن التسبب في الفوضى”.

وذكر بيرن أن الحكومة بحاجة إلى التعامل مع “المشكلة الحقيقية”، وهي أن أيرلندا تضم الآن أكثر من 2,300 طالب لجوء مشرد، قائلا: “لا أعتقد أن الجميع يدركون حجم الزيادة في عدد الأشخاص الذين ينامون في العراء في المدينة”.

وذكر بيرن أن الحواجز كانت “دوما حلا مؤقتا فقط”، مشيرا إلى أن السكان والزوار لم يتمكنوا من الاستمتاع بالقناة طوال الصيف، قائلا: “هذا يعكس صورة سيئة عن دبلن وقد غير عادات الساكنة، “فالناس لم يعودوا يتنقلون على طول القناة كما كانوا يفعلون، ولا يمشون عليها بقدر ما كانوا، أو يجلسون ويتجولون كما كانوا”.

وأشارت تقارير إعلامية أخرى إلى أن جمعية Take Back Our” Spaces” قد اعترضت بدورها على وضع السياج لمنع خيام المهاجرين، مطالبة بتنظيم وقفة احتجاجية يوم غذ السبت، حيث قالت في تدوينتها على منصة إكس “من الضروري أن تنتهي الحملة التي تشنها الحكومة على المهاجرين المشردين لمضايقتهم عبر تدمير الخيام وإبعادنا جميعا عن القناة، انضموا إلينا هذا السبت للمطالبة بتوفير مأوى للمعاجرين عوض الأسوار والحواجز”.

وتجدر الإشارة إلى أن أيرلندا تواجه أزمة السكن منذ سنوات، لا سيما بسبب الضغط السكاني الكبير حيث يعيش فيها أزيد من 2000 طالب لجوء متشرد، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه الأسابيع الـ25 الأولى من سنة 2024، وصول أزيد من 9,700 مهاجر إلى أيرلندا، أي ما يعادل 389 شخصا في الأسبوع.

تعليقات( 0 )