قال الخبير التربوي عبد الرزاق بن شريج، إن الذكاء الاصطناعي، شر خطير على الأطفال والصغار بصفة عامة وعلى المراهقين كذلك، لأنه سيتسبب في مجموعة من المشاكل بغض النظر عن الكوارث الأخرى التي تدفع بالأطفال لانتحارات وغيرها، مشيرا إلى أن المعلومات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي ليست بالضرورة صحيحة.
وأكد بنشريج، في تصريح لجريدة “سفيركم”، على أنه قام بتجارب خاصة واكتشفت بأنه ليست كل المعلومات المقدمة من الذكاء الاصطناعي صحيحة، مبرزا أن هذا الذكاء الاصطناعي عبارة عن برامج تحاول تجميع المعلومات وتتم إعادتها عبر خواريزميات معينة من أجل إنجاز موضوع أو صورة معينة أو حياة شخص معين، وبطبيعة الحال ستكون من ورائها مجموعة من الأهداف، سطرها مصنعو هذه التطبيقات.
وأبرز بن شريج أن من مساوئ الذكاء الاصطناعي أيضا، أنه يقتل ذكاء الأطفال ولا يتيح لهم فرصة إنتاج أفكارهم الخاصة، واستخلاص نتائج جديدة من المعلومات المقدمة، لأن الأصل في عملية تكوين الأطفال هو التعود على بناء وتحليل أفكار ومعلومات وجمع معطيات من أجل الوصول إلى نتائج، أي دمج المكتسبات وانتاح كفايات جديدة سواء جزئية وعامة، مردفا: “هذه العملية تنعدم مع وجود هذا الذكاء الاصطناعي الذي يوفر الموضوع المطروح عليه في شكل مقالة أو إنشاء بالنسبة للمتعلمين أو خلاصة أو معلومات حول شيء معين، فيجد الطفل أو التلميذ أو المراهق هذه الطريقة بسيطة وسهلة، حيث إن قدرة الطفل على استيعاب أن هذه الطريقة ستجعل من ذكائه وإمكانياته في البحث والتمرن على الاستنتاج والإنتاج، محدودة أو منعدمة”.
وأكد بن شريج على أن “هذا الذكاء الاصطناعي هو “غول” إذا لم نستوعب كمسؤولين وكآباء وكمهتمين خطورته، فسوف يقضي مباشرة ونهائيا على الإنسانية والتفكير الإنساني، وسيصبح الإنسان كذلك عبارة عن آلة لا تحس ولا تفكر، لأن أي عضو لا يتحرك فإنه يموت”، مضيفا: “فالطفل أوالمراهق عندما يعتاد على أن تفكر مكانه الألة فإن دماغ لن ينمو بالشكل المفترض ونفس النتيجة تنسحب على الكبار كذلك”.
وأردف الخبير التربوي نفسه: “من جهة ثانية فالخطورة تتمثل أيضا في أنه لا نتوفر على إمكانية التخلي عن الأنترنيت فقد أصبحت عَصب الحياة، وكل أدوات الاشتغال عند الإنسان سواء الطائرات، السيارات، الأبناك … تعتمد على الانترنيت”، معتبرا أن هذه الإشكالية هي من ستجعلنا في ورطة.
وتساءل بنشريج باستنكار: “فهل نتخلى عن الانترنيت بصفة عامة؟ لا يمكن، هل لدينا إمكانية انتقاء ما نريد ؟ وهي الإمكانية المتاحة، ولكن متاحة للكبار فقط، وأنا هنا مازلت أتحدث عن الصغار والمراهقين”.
وقال ذات المتحدث :”إن المشكل يكمن في أنه ليس لدى الأطفال هذه الإمكانية والقدرة والتفكير، يعني أي شيء منح لهم فهو صحيح حسب اعتقادهم وعلى صواب وهنا تكمن الخطورة،
قد تكون إمكانية خلق برمجيات لحجب تطبيقات الذكاء الاصطناعي ولكن لا قوة الخواص على ذلك وهو ما يستدعي تدخل وزارة التربية الوطنية للقيام لهذه المهمة وبدون شك ستكون هناك صعوبة، رغم أن وزارة التربية الوطنية كانت تحدثت سابقا منذ سنوات على أنها ستعتمد برمجيات لحجب بعض المواقع الإباحية وأنه يمكن للآباء اقتناء هذه البرمجة، وهذا الأمر لابد له من تكوينات مستمرة”.
واعتبر الخبير التربوي نفسه، أن ما يسمى بالذكاء الإصطناعي ليس بذكاء وإنما هو ذكاء بمفهومه الخالي من الإنسانية، أي الذكاء المعتمد على الربح الذي لا يهمه درجة التخريب التي سيتسبب فيها ولا درجة القضاء على الإنسان بصفة عامة ولا على أي شيء، مضيفا: “وهذا كل ما يمكن أن نقوله عن مسألة الذكاء في التعليم”.
وختم بن شريج حديثه: “وبطبيعة الحال إن عدنا إلى سؤال هل هو إيجابي في اعتماد التلاميذ أو الطلبة على هذه التطبيقات في بحوثهم، فلا بأس ولكن بانتقائية والاعتماد على المواقع العلمية المعروفة التابعة للمؤسسات العلمية للجامعات وللمتخصصين حتى تكون المعلومات صحيحة بنسبة مقبولة”.
تعليقات( 0 )