أكد محمد بنعطا، المهندس الزراعي والناشط البيئي، أن عملية تحلية مياه البحر أصبحت ضرورة ملحة، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المملكة المغربية من جفاف وندرة المياه المستمرة منذ ست سنوات.
وصرح بنعطا، في اتصال مع جريدة “سفيركم” الإلكترونية، بأن المغرب قد لجأ في السنوات الأخيرة إلى تبني عملية تحلية مياه البحر بعد وصوله إلى مرحلة الجفاف ونقص الموارد المائية اللازمة للري، وقد أثر هذا النقص سلباً على الزراعة، نظراً إلى أن 80% من الأراضي الزراعية في المغرب تعتمد بشكل أساسي على الري ومياه الأمطار.
وفي نفس السياق، كشف بنعطا أن عملية تحلية مياه البحر تتطلب استثمارات ضخمة في الطاقة والموارد الاقتصادية. نتيجة لذلك، لا تُستخدم عادةً هذه المياه في أنواع الزراعة التي لا تحقق عائداً كبيراً، بسبب التكلفة الباهظة والمحدودية في كميات المياه المنتجة.
وأضاف بنعطا: “لولا الدعم والمساعدات التي تقدمها الدولة، لكان من الصعب تحقيق جدوى اقتصادية لهذه العملية، ولما كانت هذه المياه قابلة للاستخدام بشكل فعّال في الزراعة”.
وأشار بنعطا إلى أنه رغم فعالية تحلية مياه البحر في الزراعة، إلا أنها لا يمكن أن تعوض مياه الأمطار بشكل كامل، قائلاً: “الأمطار تجلب مليارات الأمتار المكعبة من المياه بشكل مجاني، تساهم في ملء السدود وتغذية المياه الجوفية، وهي تشكل مورداً طبيعياً حيوياً لا يمكن استبداله”.
وأضاف أن الاعتماد المفرط على تحلية مياه البحر قد يرفع من التكاليف ويؤدي إلى ضغوط إضافية على الاقتصاد، في حين أن تحسين إدارة الموارد الطبيعية مثل مياه الأمطار يمكن أن يوفر حلولاً أكثر استدامة وأقل كلفة.
وفي هذا المضمار، شدد بنعطا على ضرورة أن تعيد الدولة النظر في استراتيجيات تدبير وحوكمة الموارد المائية، مشيراً إلى أهمية الاستثمار في البنية التحتية للحفاظ على المياه، مثل تطوير تقنيات تجميع مياه الأمطار وإعادة استخدامها، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية ترشيد استهلاك المياه في جميع القطاعات، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.
تعليقات( 0 )