حمضي ل”سفيركم”: المغرب غير معني بلقاح “جدري القردة” وإفريقيا أولى باللقاحات

قال الطيب حمضي خبير صحي وباحث في النظم الصحية، إن المغرب حاليا كباقي بلدان العالم غير معني بتلقيح الساكنة ضد مرض “جدري القردة”، مبررا أن إجراءات الصحة العامة كافية “من تشخيص مبكر للحالات وعزل وتتبع المرضى والمخالطين وغيرها من الإجراءات من أجل التحكم في المرض”.

وأكد الطيب حمضي لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، على أن إفريقيا تحتاج بشكل مستعجل إلى 2 مليون من اللقاحات ضد “جدري القردة”، مشيرا إلى أنه رغم الوعود لم تتوصل بعد بها، كما أنها ستحتاج ل10 مليون من اللقاح في عام 2025 وربما نفس الكمية لما بعد 2025.

وأبرز حمضي أن إفريقيا في حاجة إلى إمكانيات مالية وبشرية ولوجستيكية وغيرها، مشددا على أنه في هذه الحالة على الدول الكبرى الغنية أن تساعد الدول الإفريقية.

وأضاف المتحدث ذاته، أن اللقاح من الناحية اللوجستيكية يتوفر بكمية قليلة عالميا، ولكن بغض النظر عن هذا المعطى العلمي، فإن إفريقيا وخاصة المناطق الموبوءة هي الأكثر حاجة للقاح “لأن الفيروس منتشر بشكل كبير، لذلك لابد من تلقيح الأشخاص المحيطين والمخالطين للمصابين”.

وحدد حمضي هدف منظومة اليقظة والرصد الوبائي، أولا في الاكتشاف المبكر للحالات الوافدة وليس منع الحالات من الدخول “فحتى يفهم الناس فالإجراءات لا تمنع دخول الفيروس وإنما اكتشافها مبكرا، لذلك نجد إجراءات تتخذ عبر الحدود والمطارات، وكلها من أجل اكتشاف الحالات الوافدة عند دخولها للبلاد” مضيفا أن الهدف الثاني هو أن الحالة الوافدة يجب منعها من الانتشار محليا، من خلال “اكتشافها في أقرب وقت ممكن حتى لا تنتج عنها حالات أخرى بعد مخالطة أشخاص آخرين والتقليص من انتشار المرض على المستوى المحلي”، أما الهدف الثالث فقد حدده خبير الصحة، في الاهتام بالمصابين وعزلهم ومعالجتهم حتى لا تصل الإصابات لمرحلة الخطر.

وعن تكرار سيناريو كورونا، فقد استبعد حمضي ذلك، معتبرا أن الحجر الصحي والإجراءات الصارمة التي لجأ لها العالم في فترة “كوفيد” كانت نتيجة عدم تعرفهم على الفيروس أو كيف ينتقل وما هي خطورته، وأن الحجر الصحي لم يكن لمنع دخول الفيروس، عكس جدري القردة المعروف والذي ظهر أول مرة في عام 1958 كما أن لقاحه متوفر رغم قلته.

ويذكر أنه تم يوم أمس الخميس 12 شتنبر 2024 تسجيل حالة إصابة مؤكدة بمرض جدري القردة (إم – بوكس) في المغرب، وأوضحت وزارة الصحة أن الحالة تم اكتشافها ضمن البروتوكول الصحي المعتمد في المملكة منذ بدء هذا الإنذار الصحي العالمي، حيث خضع المصاب للرعاية الصحية اللازمة في أحد المراكز الطبية المتخصصة بمدينة مراكش، وهو في حالة صحية مستقرة لا تستدعي القلق.

وأفادت الوزارة في بلاغها، أن المصاب يتلقى الرعاية الطبية المناسبة وفقاً للإجراءات الصحية المعتمدة، ويخضع للمراقبة الطبية الدقيقة لضمان استقرار حالته، كما تم تفعيل إجراءات العزل الصحي والمتابعة الطبية اللازمة وفقا للمعايير الصحية الوطنية والدولية.

تعليقات( 0 )