قال محمد لغروس، مدير نشر جريدة “العمق”، إن وسائل التواصل الاجتماعي تحتل مكانة بارزة في حياة المغاربة، إذ يستخدمها 80% من السكان بحسب آخر الإحصائيات لعام 2024، ما يجعلها قوة مؤثرة في تشكيل الرأي العام والتأثير على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية.
وأضف لغروس الذي كان يتحدث أمس السبت ضمن ورشة حول دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في بناء الوعي المجتمعي، خلال فعاليات جامعة الشباب الأحرار بأكادير، أن هذه المنصات، التي بدأت كأدوات ترويجية، تطورت لتصبح كيانات مستقلة قادرة على أداء جميع وظائف الإعلام التقليدي، من نشر المعلومات وتثقيف المجتمع إلى توجيه الرأي العام ومراقبة السلطات، مشيرا لدراسة صادرة عن مجموعة “سونرجيا”، تقول إن “واتساب” يتصدر قائمة التطبيقات المستخدمة في المغرب بنسبة 76%، يليه “فيسبوك” بنسبة 68%، و”إنستغرام” بنسبة 40%.
ورغم الدور الإيجابي لهذه الشبكات في نشر الوعي، لفت لغروس إلى عدة إكراهات تهدد هذا الزحف الرقمي، وأولى هذه الإكراهات ما أطلق عليها بـ”ثنائية الحرية والمسؤولية”، إذ أدى الانفتاح الواسع في منصات التواصل، حسب لغروس، إلى تجاوز حدود حرية التعبير، مما أفضى إلى حالات من التشهير والإساءة.
أما الإكراه الثاني، وفق لغروس، فيتعلق بانتشار الإشاعات، التي اعتبرها “وباء قاتلا” يصعب السيطرة عليه، خصوصًا مع سرعة انتشارها مقارنةً بالأخبار الحقيقية، إضافة إلى مسألة “الاستهلاك دون إنتاج”، حيث يقع كثير من المستخدمين في فخ استهلاك المحتوى بشكل مفرط دون الإسهام في إنتاج محتوى هادف.
وفي هذا السياق، شدد لغروس على ضرورة تواجد النخب في منصات التواصل الاجتماعي للمساهمة في بناء الوعي المجتمعي وتوجيه الرأي العام، بالإضافة إلى ممارسة النقد البناء والالتزام بالمسؤولية عند النشر، وبالأخص الأهمية الشديدة للتحقق من المعلومات قبل مشاركتها للحد من انتشار الإشاعات.
وأكد لغروس في هذا الصدد على أنه “لابد من استثمار بعض الأدوات المتاحة التي تساعد على التحقق من المعلومات والتأكد من الأخبار، كما يجب توريث مستعملي هذه الشبكات عادة عدم اعتماد سوى المصادر الموثوقة، والبحث عن المعلومة في مصدرها الأصلي قبل نشرها، وتطهيرهم من عادة “النسخ واللصق” الذي يخدم أجندات الآخرين”.