نقلت صحيفة “دايلي ميل” البريطانية، مجموعة من التجارب السياحية السلبية لعدد من السياح والمؤثرين، الذين زاروا المغرب، وواجهوا إكراهات خربت عليهم متعة سفرهم.
وفي مقال عنونته بـ”زرت المغرب، ولهذا السبب لن أعود أبدا”، أوضحت “دايلي ميل”، أنه على الرغم من “وجود فنادق فاخرة ومدن نابضة بالحياة وأسواق مزدحمة، إلا أن المغرب بلد مثير للجدل بالنسبة للسياح، حيث يقول البعض إنهم لن يعودوا مرة أخرى”.
وتابعت الصحيفة ذاتها، أن المغرب يعد من أكثر وجهات السفر التي يقصدها العديد من السياح عبر العالم، حيث يوثقون تجاربهم على منصات “تيك توك” و”يوتيوب”، لكن هذه المنصات تم استخدامها أيضا لتحذير متابعيهم من زيارته.
تجارب سيئة
وتشكل الاحتيالات المكلفة، والتفاعلات المخيفة، والتحرش المرهق، بحسب الصحيفة، من بين الأسباب التي تدفع بعض السياح، لعدم العودة إلى هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا.
وذكرت “دايلي ميل”، تجربة سوفي ميلنر، وهي مستخدمة منصة “تيك توك”، التي زارت مراكش في وقت سابق من هذا العام، بعد أن كانت لديها ذكريات رائعة، من رحلتين سابقتين إلى المدينة، ومع ذلك، قالت إن عطلتها الأخيرة أثرت عليها بشكل سلبي.
وتقاسمت ميلنر مع متابعيها على نفس المنصة، أنها تلقت “أسوأ خدمة عملاء”، في أغلب الوقت هناك، حيث قالت: “ذهبنا إلى مطعم كنت قد حجزت فيه، وادعوا أنني لم أقم بالحجز وحاولوا التخلص منا. كان علي عرض البريد الإلكتروني لتأكيد الحجز. ثم جعلونا نجلس على طاولات متسخة، ولم يعطونا القائمة، وعاملونا بوقاحة”.
وادعت المستخدمة، التي عملت سابقا كنادلة لمدة ثمانية أعوام، أنها خاضت تجربة مماثلة، في معظم المطاعم، التي تناولت فيها خلال رحلتها، التي استمرت تقريبا لأسبوعين.
مع ذلك، كانت هناك جوانب إيجابية للرحلة، وقالت إن بعض المطاعم التي زارتها كانت “رائعة”، كما كان موظفو أحد الفنادق حيث أقامت “رائعين”.
وواصلت صوفي: “كان هناك بعض سائقي سيارات الأجرة الرائعين، الذين كانوا يرحبون بنا وكانوا ودودين جدا”.
وقالت سوفي لمتابعيها: “سوف تواجه دائما اختلافات ثقافية، عندما تزور مكانا مختلفا، وهذا هو واحد من الأسباب التي أحب السفر لأجلها”. لكنها أردفت: “بشكل عام، الناس في مراكش كانوا وقحين للغاية. لم أشهد شيئا مثل ذلك من قبل”.
من جانبها، قالت مستخدمة أخرى للمنصة، تدعى “إيت جيلي إيت”، أنها لن تعود إلى المغرب بمفردها، رغم أنها استمتعت بزيارة مراكش مع ثمانية من صديقاتها، وقالت: “كان التحرش المزعج في وقت معين مرهقا”.
وأوضحت أنها كانت ضمن مجموعة تضم تسع نساء أمريكيات، وقالت: كنا نتحدث بالإنجليزية ونتجول حول المكان، لذلك كنا نشكل مشهدا، لذا إذا تعرضنا باستمرار للتحرش ونحن في مجموعة من تسعة، لا يمكنني أن أتخيل ما سيحدث إذا كنت بمفردي”.
ولفتت إلى أن تجربتها الشخصية في البلد كانت جيدة، وأنه قد يكون هناك اختلاف في تجارب السياح الآخرين، وبالنظر إلى الجوانب الإيجابية، أكدت أن شركات الجولات المغربية رائعة، واستمتعت هي وصديقاتها بيوم من ركوب المركبات رباعية الدفع في الصحراء.
أما بن فرير، وهو سائح بريطاني سبق له زيارة المغرب، فقد أكد أيضا، حسب “ديلي ميل”، أنه لن يعود أبدا إلى المغرب، بعد مواجهته للعديد من الاحتيالات “المتواصلة”، التي أفسدت جزء كبيرا من رحلته.
وشارك بعض تجاربه الإيجابية، وقال إنه أقام في فنادق جميلة للغاية وتكلفتها مناسبة، حيث بلغت أسعار الليلة في العاصمة الرباط، 45 جنيها إسترلينيا فقط، وفي حديثه مع متابعين البالغ عددهم 243,000، قال بن: “بشكل عام، الناس في المغرب ودودون جدا، خصوصا هنا في الرباط وشفشاون.”
ومع ذلك، قال إن هذه التجارب الإيجابية تعرضت للتشويه، بسبب لقاءاته مع عدد من المحتالين والتجار المزعجين، حيث أوضح بن، الذي سافر إلى أكثر من 80 دولة، أنه شهد في المغرب بعضا من أعلى مستويات الاحتيال التي واجهها، وقال: “لقد كنا نواجه ذلك ثلاث أو أربع مرات، حيث حاول السكان مهاجمتي لأننا كنا نرفض ما يقدمونه”.
وقال إنه ينبغي دائما مطالبة سائقي سيارات الأجرة، باستخدام العداد لتجنب دفع مبالغ زائدة، ونصح أيضا بمراقبة المطاعم التي تمنح القوائم في الشارع، والتي تعرض سعرا واحدا، ثم تفرض مبلغا مضاعفا بعد تناول الطعام هناك.
ومنذ نشر الفيديو الخاص به، حصل على 127,600 مشاهدة، وكذا آلاف التعليقات، حيث كتب أحد المستخدمين: “كمغربي، أعتقد أنه حان الوقت للسياح الدوليين، أن يشاركوا مثل تلك التجارب، تفتخر الحكومة المغربية بأنها بلد سياحي، ولكن ذلك لا يجدي نفعا مع المحتالين، نأمل أن تتغير الأمور!”.
شهادات إيجابية لمستخدمين ومشهورين
مقابل ذلك، عبر العديد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، حسب “دايلي ميل”، عن استمتاعهم بوقتهم في المغرب، مثل كيموي مارتن، وهو مستخدم منصة “تيك توك”، الذي قال إنه أحب البلد لدرجة أنه “لم يرغب في مغادرته أبدا”، والمستخدمة “ميشا”، التي وصفت رحلتها إلى هناك بأنها “عطلة الأحلام”.
بدوره، قال أحد مستخدمي المنصة: “من المهم التأكيد على أن المغرب، ما زال وجهة آمنة ومرحبة، نحثكم على عدم إلغاء رحلاتكم، ومتابعة اكتشاف هذه الأرض الجميلة”.
وعلى الرغم من هذه التعليقات السلبية، التي تنفر السياح من زبارة المغرب، والإيجابية التي تحثهم على القدوم إليه، لطالما كان وجهة مفضلة لشخصيات مشهورة عالميا، لعل أحدثها أوبرا وينفري، التي قضت إجازتها في المغرب، وبدا عليها الكثير من الحماس والشغف، وهي ترقص على إيقاع الأهازيج المراكشية، كما عبرت عن حبها لتجربة الأكل المغربي في خيمة تقليدية، وتناولها لـ”البطبوط”، وتجولها في سوق السمارين بمراكش.
وتحدثت المذيعة الأميركية، عن تجربتها الجميلة في مراكش، في تدوينة جاء فيها: “أمضيت يومين جميلين في مراكش، ولم يكن ذلك وقتا كافيا لتجربة كثير من الثقافة الرائعة، لكنني تمكنت من استكشاف سوق السمارين، وما تضمه من صناعات النسيج ومنتجات خزفية وتراثية، والاستمتاع بوجبة لذيذة ومثيرة تحت خيمة مغربية، والتعرف إلى فن صناعة السجاد، والرقص طوال الليل”.
وحلت بالمغرب خلال هذا العام، الممثلة الهندية، مالافيكا موهانان، تحديدا في مدينتي فاس ومراكش، للاستمتاع بعطلتها الصيفية، وخلال زيارتها للمدينتين، عبرت مالافيكا عن إعجابها الكبير بالثقافة والمعمار المغربي.
أما الممثل التركي، مراد أنالمش، فقد وثق، في يونيو الماضي، لزيارته إلى المغرب، وبالضبط إلى مدينتي الدار البيضاء ومراكش، في مجموعة من الصور، التي أرفقها بتدوينة قال فيها: “المغرب أصبح من أماكني المفضلة”.
تعليقات( 0 )