“البيجيدي” يتهم الحكومة بالتهاون ويدعو إلى نشر نتائج التحقيق في مصدر صور “الفنيدق”

اتهمت الأمانة العامة للبيجيدي “الحكومة” بالاشتغال وفق منطق التهاون والاستخفاف، بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها والاستمرار في تمجيد الذات، وتجاهل الواقع المعيش للمواطنين والمواطنات، داعية إلى ضرورة قيام الحكومة بكامل أدوارها في التواصل وايجاد الحلول للأزمات المتتالية التي تعرفها مختلف القطاعات والمجالات.

‎وجاء في بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عقب اجتماع استثنائي عقدته برئاسة الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران أنه “يجب على وزراء الحكومة الحالية التوقف عن إذكاء عناصر تأجيج وتأزيم الوضع لدى بعض الفئات مما يؤثر على الرأي العام وعلى السير العام والعادي للمرافق العمومية والخدمة العمومية”.

وطالب البلاغ الصادر مساء يوم أمس السبت والذي توصل منبر “سفيركم” بنسخة منه، ب”الكشف عن نتائج التحقيق الذي أعلنته النيابة العامة بخصوص مصدر الفيديوهات والصور المنشورة على خلفية واقعة الهجرة الجماعية بالفنيدق ومدى صحتها، وترتيب الجزاءات اللازمة”،مشددا على ضرورة احترام الحقوق والحريات المكفولة دستوريا في كل الظروف، والتصرف أفرادا وهيئات وسلطات وفق ما تفرضه سيادة القانون في تدبير كل الأحداث والوقائع.

ونبهت الأمانة العامة عبر بلاغها، الحكومة إلى عجزها التدبيري والتواصلي المزمن والذي تجلى حسب نص البلاغ في تجاهلها التام لهذه الوقائع وعدم تدخلها في الوقت المناسب وغياب الحس الاستباقي لديها، داعية إلى “تحمل كامل مسؤوليتها في التواصل بكل شفافية ومسؤولية مع الرأي العام وتقديم كل المعطيات المتعلقة بهذه الأحداث.”

ووصف البلاغ تصريحات رئيس الحكومة ب”المستفزة والمؤججة للأوضاع” معتبرا أنها تصريحات تفتقد للجرأة والصراحة وتتجاهل الواقع لاجتماعي الذي يطبعه تصاعد معدلات البطالة ولا سيما في صفوف الشباب، وارتباك الحكومة في تنزيل العديد من البرامج الاجتماعية وعجزها عن إيجاد الحلول والبدائل للمشاكل الاجتماعية الكثيرة التي يتخبط فيها المواطنون والمواطنات، وتأخرها وفشلها في تنزيل وعودها الكبيرة، ولاسيما تلك المتعلقة بملف التشغيل.

وسجل البلاغ أيضا “عجز الحكومة عن معالجة مختلف الأزمات المتفاقمة من مثل التوقف المستمر للدراسة بكليات الطب والصيدلة لمدة تناهز عشرة أشهر، والارتباك الكبير الذي تعرفه محاكم المملكة في ظل صمت الحكومة وعجزها عن التفاعل مع احتجاجات الشغيلة بقطاع العدل”.

ومن جهة أخرى أرجعت الأمانة العامة للبيجيدي في بلاغها، ما آلت إليه الأوضاع ببلادنا من تزايد منسوب انعدام الثقة في المؤسسات والتراجع عن الإنخراط في الحياة العامة وعن الاهتمام بالسياسة إلى الإنزياح عن المسار الديمقراطي والتي شكلت لحظة “البلوكاج” السياسي لسنة 2016 انطلاقته وبلغت لحظة انتخابات 08 شتنبر 2021 ذروته، مشيرة إلى أن هذا ما أنتج حكومة ضعيفة ودون سند شعبي، وَوَلَّدَ شعورا عاما لدى المواطنين والمواطنات، ولاسيما في صفوف الشباب، بعدم جدوى العمل السياسي والحزبي والمشاركة السياسية والانتخابية وخلف حالة من اليأس والنفور لدى الشباب بصفة خاصة.

وأشار نص البلاغ إلى أن “بنية الهيئات المسيرة لبعض الأحزاب السياسية المشكلة للحكومة والقائمة على الصراع حول مواقع النفوذ السياسي والمالي، وتوالي الفضائح لدى عدد كبير من أعضاءها وداخل هيئاتها، تساهم في فقدان الثقة”، محذرا من خطورة هذا التجمع التحكمي القائم على منطق غريب عن الممارسة السياسية النبيلة، والذي يكرس الهيمنة والسلطوية والهرولة نحو المواقع الحكومية والجماعات الترابية لتحقيق المآرب الشخصية غير المشروعة وتغييب المصلحة العامة ومصالح وهموم المواطنين والمواطنات.

ودعت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إلى الاستعجال في تصحيح هذا الوضع عبر بث نفس سياسي وديمقراطي وتنموي جديد يعيد الثقة في المؤسسات وفي العملية السياسية وفي جدوى الانخراط في العمل السياسي والحزبي والمدني وينعش الشعور بالانتماء للوطن والأمل في المستقبل.

وأثار البلاغ الانتباه إلى ضرورة إعادة الاعتبار للأحزاب السياسية الحقيقية واحترام الإرادة الشعبية الحرة بما يعيد الثقة في المؤسسات المنتخبة ديمقراطيا، بالإضافة إلى تكريس تقيد الجميع بالتنزيل الكامل والفعلي لكل المقتضيات الدستورية والعمل على تطبيقها وفق روح وأجواء لحظة صياغة الوثيقة الدستورية، مع العمل الجاد على إيجاد الحلول والآليات والبرامج والمشاريع الكفيلة بالاستجابة لانتظارات المواطنين والمواطنات والشباب منهم خاصة، واعتماد الشفافية وتكريس المساواة في الولوج إلى الفرص الوظيفية والاستثمارية والمقاولاتية، والقطع مع الريع والفساد والرشوة وغياب المنافسة واحتكار بعض الشركات الكبرى لعدة مجالات وتركيز الثروة وتسليع الخدمات والمرافق والخدمات العمومية وتفشي الزبونية والمحسوبية والحزبية.

تعليقات( 0 )