إحياء لتراث بلدها ولذكرى جدتها.. فنانة تشكيلية تمثل المغرب في معرض بباريس

تشارك الفنانة التشكيلية والفوتوغرافية المغربية غيثة العلوي، في فعاليات معرض “Tomorrow is Cancelled – Art and Views on Moderation” بباريس، المنظم إلى غاية الـ29 من شتنبر الجاري، من خلال الاحتفاء بنبتة الحناء، التي تحظى بمكانة خاصة في التقاليد المغربية، وذلك إحياءا لتراث بلدها ولذكرى جدتها.

وأوضحت صحيفة “RFI” في تقرير لها حول المشارِكة المغربية، أن هذا المعرض الذي يضم ما مجموعه 23 فنانا معاصرا يستكشفون علاقة الإنسانية بالبيئة باستخدام وسائل مختلفة، تشارك فيه غيثة العلوي في فئة الفيديو بمقطع تحت عنوان “حديقة اللاوسونيا”، الذي تعكس فيه تراث أسرتها وبلدها المعتمد بشكل كبير على استخدام هذه النبتة سواء في ماهو علاجي أو جمالي وحتى في الطقوس والاحتفالات المحلية.

وذكرت الصحيفة أن الفنانة غيثة العلوي قد ولدت في سنة 1972 بالعاصمة الرباط، وكانت دائما منجذبة للطبيعة، التي تجد فيها إلهاما لا ينضب للوحاتها، ومنحوتاتها، وقصاصاتها، وكذا أعمال الفيديو الخاصة بها.

وأشارت إلى أنها كانت قد تلقت دعوة من قبل مؤسسة “EDF” في باريس، من أجل المشاركة في هذا المعرض الجماعي الذي يحتفي بتيمة “الاعتدال”، فاختارت العودة إلى مشروع كانت تعمل عليه منذ فترة بعنوان “حديقة اللاوسونيا” التي تعني “حديقة الحناء”.

ولفتت الفنانة المغربية، في حديثها مع الصحيفة، إلى أنها قامت بجمع معلومات حول تراث عائلتها، ولا سيما في الجانب المتعلق باستخدام نبتة “اللاوسونيا/ الحناء” الطبية، التي كانت تستعملها جدتها المغربية، قائلة: “كل شيء بدأ من قصة طفولية، حين كانت جدتي تعد مرهما من الحناء وتضعه على ذراعي، التي كنت أخدشهما بسبب إصابتي بالإكزيما”.

وأكدت غيثة أنها لم تجد طريقة لتكريم “هذه المرأة التي منحتني الكثير من الحب”، أفضل من إعداد فيديو يعيد تمثيل الطقوس العلاجية المرتبطة بطفولتها.

ويرتبط استخدام الحناء في الغالب بالرسوم التزيينية المؤقتة التي تتزين بها النساء في حفلات الزفاف أو الاحتفالات والمناسبات الأخرى في المغرب، لكن العلوي من خلال مشاركتها في هذا المعرض تهدف إلى تذكير زوار المعرض بالخصائص العلاجية القديمة لهذه النبتة.

وواصلت الفنانة قائلة: “كتبتُ كثيرا، وأجريت العديد من الأبحاث حول علم الأعشاب والممارسات العلاجية، لكن الاكتشاف الأكبر كان هو استعمال الكمادات. أنا فنانة تشكيلية، وأتعامل مع المواد طوال الوقت، فكرت في أن هذا سيكون أداة رائعة بالنسبة لي، ليس فقط لعلاج نفسي، ولكن أيضا لترك بصمة في هذا التاريخ”.

وأبرزت الفنانة أن مشروع “حديقة اللاوسونيا” لا يسعى إلى إثبات فكرة أن كل شيء يمكن أن يشفى باستخدام الأعشاب، قائلة: “بالطبع، لا أقول إنه يمكننا شفاء كل شيء باستخدام النباتات، فلا ينبغي أن نكون ساذجين. لكنني أعتقد أن العديد من أمراضنا الحديثة يمكن تخفيفها باستخدام النباتات”.

ويمكن الاطلاع على “حديقة اللاوسونيا” في معرض “Tomorrow is Cancelled – Art and Views on Moderation” بباريس، من خلال الدخول إلى جناح مريح ومظلم مزين بعرض من أوراق الحناء المجففة، التي يمكن للزوار لمسها أو شم رائحتها، وكذا مشاهدة صور الفنانة على شاشات في الجدران، مختلطة بصور أرشيفية، والاستماع إلى تعليق صوتي يروي قصص حول تاريخ أسرة غيثة العلوي مع الحناء.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)