قال المحلل السياسي وخبير العلاقات الدولية محمد شقير، إن الخطاب الملكي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، يوجه الديبلوماسية المغربية إلى التركيز على الإقناع بوجاهة الموقف المغربي وعدالة قضية الصحراء المغربية، موضحا أن هذا الخطاب يأتي في وقت يخوض فيه الوفد الديبلوماسي داخل اللجنة الرابعة صراعا قويا من أجل الدفاع عن القضية الوطنية.
وأضاف المحلل السياسي في تصريحه لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، في قراءته لمضامين خطاب الملك بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، أن هذا الخطاب الأخير يؤكد أن العاهل المغربي يرى أنه بعد كل المكاسب السياسية التي حققتها قضية الصحراء، من المهم أن تركز الدبلوماسية المغربية في المستقبل منظورها على إقناع ما تبقى من الدول بوجاهة الموقف المغربي وعدالة قضيتها، من خلال اللجوء إلى كل الحجج القانونية و التاريخية والروحية.
وأضاف شقير أن هذا الخطاب يأتي في سياق تطورات قضية الصحراء المغربية، وقبيل الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، مردفا أنه يتزامن مع فترة يخوض فيها الوفد الدبلوماسي صراعا مع الخصوم داخل اللجنة الرابعة، لا سيما بعد القرار الاخير لمحكمة العدل الأوربية، من أجل الدفاع عن القضية الوطنية.
وواصل المتحدث ذاته أنه في ظل المستجدات التي تشهدها قضية الصحراء المغربية، ما كان من الملك إلا أن يخصص خطابه الافتتاحي في البرلمان للتطورات الحاسمة التي عرفتها هذه القضية، التي أبرز أنها “انتقلت فيها الدبلوماسية المغربية من مقاربة التدبير إلى مقاربة التغيير، والتي كان من نتائجها الإيجابية تبني عدة دول وازنة للموقف المغربي القائم على مبادرة الحكم الذاتي”.
واستطرد شقير أن “العاهل المغربي قد نوه بالموقف الفرنسي الذي شكل دعما مركزيا للقضية، بحكم أن هذه الدولة لا تتمتع فقط بدور وازن، وتتوفر على حق الفيتو في مجلس الامن، بل لمعرفتها أيضا بخفايا ملف الصحراء وإشكالياته، مما قوى من موقف المغرب. وبالتالي فتركيز العاهل المغربي على الموقف الفرنسي فيه إشارة سياسية تمهد لزيارة الرئيس ماكرون للمملكة التي حددت في نهاية هذا الشهر، وفي نفس الوقت إشارة سياسية خفية للنظام الجزائري تفيد انتصارات سياسية بتغيير شامل لموقف التوازن التقليدي الذي كانت تنهجه فرنسا لعدة عقود خلت”.
وأشار شقير إلى أن الملك قد أشاد في خطابه هذا بالمواقف التي عبرت عنها مجموعة من الدول الوازنة، التي اعترفت بمغربية الصحراء كالولايات المتحدة أو بعض الدول الأوروبية، التي ساندت مبادرة الحكم الذاتي، وعلى رأسها إسبانيا ودول أوروبية أخرى، إلى جانب بعض الدول العربية وبالأخص تلك التي فتحت قنصلياتها بالداخلة أو العيون.
وخلص شقير إلى الإشارة إلى أن العاهل المغربي قد شدد على ضرورة تعبئة جهود جميع الهيئات، وعلى رأسها المؤسسة البرلمانية، من خلال التنسيق بين المجلسين وتطعيمهما (تزويدهما) بالكفاءات الضرورية للدفاع عن ملف الصحراء في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، مؤكدا في ذات الوقت على ضرورة التضامن بين المغاربة للحسم في هذا الملف لضمان الانتصار النهائي في هذه القضية.
تعليقات( 0 )