كشفت تقارير إعلامية دولية أنه من المتوقع أن تأخذ العلاقات المغربية الفرنسية منعطفا جديدا، لا سيما في مجال التعاون العسكري، خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المرتقبة إلى المغرب في نهاية شهر أكتوبر الجاري، وذلك بعد انتشار أنباء حول صفقات سلاح ستوقعها المملكة المغربية مع فرنسا.
وأوضح تقرير نزلته صحيفة “La Tribune” الفرنسية، أن المغرب وفرنسا قد دخلا في مفاوضات متقدمة بشأن صفقتين رئيسيتين: الأولى تتعلق بمروحيات الهليكوبتر، وهي التي يمنحها المغرب الأولوية، والثانية بالغواصات، مبرزة أن الأمر يتعلق بصفقة شراء مروحيات “Caracal” من “إيرباص هليكوبترز”، التي من المرجح أن يقتني المغرب منها ما يصل إلى 18 مروحية، منها 12 مروحية للقوات الجوية المغربية و6 للدرك الملكي، بقيمة مالية إجمالية تتراوح بين 600 و800 مليون يورو.
وواصلت المصادر ذاتها أن هذا التعاون الصناعي بين البلدين، من شأنه أن يساعد على توفر فرص الشغل في مصانع “Marignane” و”Bordes” الفرنسية، المتخصصة في تصنيع محركات هذه الطائرات، متوقعة أن تكون هذه الصفقة أحد أهم إنجازات زيارة ماكرون إلى الرباط، التي ستؤكد على تحسن العلاقات الثنائية، خاصة في المجالات الاستراتيجية مثل الصناعات الجوية والعسكرية.
وذكر التقرير نفسه أن الشركات الفرنسية تواجه في قطاع الدفاع منافسة شرسة من قبل دول أخرى، خاصة بعد اختيار المغرب لشركة “Embraer” البرازيلية من أجل تحديث أسطوله الجوي بطائرات النقل التكتيكي من طراز “C-390 Millennium”، ما يعني استبعاد العرض الفرنسي في هذا المجال، لافتا في ذات الوقت إلى أن شركة “Airbus” تواصل مفاوضاتها مع الخطوط الملكية المغربية “RAM” من أجل بيع طائرات “A220″ و”A320” و”A330″، بهدف تنويع أسطولها الذي تهيمن عليه طائرات “Boeing” الأمريكية.
وفيما يتعلق بصفقة الغواصات، أشارت الصحيفة إلى أن شركة ” Naval Group” الفرنسية تواجه بدورها منافسة شديدة من قبل بعض الشركات الكورية الجنوبية، من قبيل “هانوا” و”هيونداي”، التي تسعى لبيع غواصتين وإنشاء قاعدة غواصات. وعلى الرغم من أن الشركات الكورية تقدم أسعارا أقل، إلا أن “نافال غروب” تعتمد على تفوقها التكنولوجي، وخاصة في مجال بطاريات الليثيوم أيون التي طورتها بالتعاون مع شركة “سافت”، مرجحة أن المغرب يفضل الغواصات الكورية الجنوبية، مع احتمالية إبرام الصفقة في عام 2025.
وفيما يتعلق بالتسلح البري، استطردت الصحيفة أن المغرب يتجه نحو تعزيز شراكاته مع دول أخرى في مجال الصناعات الدفاعية البرية، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن شركة “KNDS France” قد تمكنت من تجاوز بعض العقبات المتعلقة بصفقة بيع 36 مدفع من طراز “Caesar” للمغرب، والتي انطلقت أولى عمليات تسليمها في عام 2022، إلا أن دخول شركة “Tata Advanced Systems Ltd” الهندية للسوق المغربي، من أجل إنشاء مصنع في الدار البيضاء لتجميع مركبات WhAP 8×8 المدرعة المخصصة للقوات المسلحة الملكية، مع نية توسيع الإنتاج ليشمل الأسواق الإفريقية، قد يقلص من حجم الطلبات المغربية على المنتجات الفرنسية في هذا المجال.
تعليقات( 0 )