الجمعية الأمريكية للسرطان: هذه التمارين مهمة لمرضى سرطان الثدي

نشرت الجمعية الأمريكية للسرطان، أمس الجمعة، في إطار التحسيس والتوعية بسرطان الثدي لاسيما في شهر أكتوبر الوردي، دراسة كشفت عن التمارين التي يمكن لمرضى هذا السرطان أن يمارسوها من أجل تحسين جودة حياتهم.

وأوضحت الجمعية الأمريكية للسرطان على موقعها الإلكتروني، أن هذه الدراسة الجديدة التي نشرت نتائجها في مجلة “Nature Medicine” قد أظهرت أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تساعد مرضى سرطان الثدي في مراحله المتقدمة على تحسين جودة حياتهم وتقليل شعورهم بالإرهاق، ما من شأنه أن يخفف من المعاناة المصاحبة لمرضهم.

وأضافت الجمعية أن الباحثين المشرفين على هذه الدراسة أجروا تجربة، قاموا فيها بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين؛ حيث أن الأولى التزمت ببرنامج رياضي منظم تحت إشراف مختصين، شمل تمارين الأيروبيك، والتوازن، وتمارين المقاومة، بينما استمرت المجموعة الأخرى في ممارسة أنشطتها البدنية المعتادة دون أي برنامج منظم.

وأكدت نتائج الدراسة أن التمارين الرياضية تلعب دورا مهما، في تخفيف شدة الأعراض، خصوصا الإرهاق، لدى المرضى في مراحل متقدمة من السرطان.

وأوردت الجمعية تصريح الدكتورة نورا لين هنري، وهي خبيرة الجمعية الأمريكية للسرطان “ASCO”، ورئيسة قسم الدم والأورام في جامعة ميشيغان، الذي قالت فيه: “لقد أثبتت العديد من الدراسات أن التمارين الرياضية تساهم في تحسين جودة الحياة وتقليل الأعراض، خاصة الإرهاق لدى مرضى السرطان. لكن معظم هذه الدراسات كانت تركز على المرضى في المراحل المبكرة من المرض، بينما تعد هذه الدراسة من الأبحاث القليلة التي أثبتت فعالية التمارين في تحسين حياة المصابين بسرطان الثدي في مراحله المتقدمة”.

ويعاني مرضى سرطان الثدي المتقدم من عدة آثار جانبية، مثل الإرهاق و”الوذمة اللمفية”، وهي تراكم للسوائل في الأنسجة يسبب التورم، بالإضافة إلى “الاعتلال العصبي المحيطي”، وهو تلف في الأعصاب يؤدي إلى الشعور بالتنميل أو الوخز في اليدين والقدمين.

ويمكن لممارسة التمارين الرياضية بانتظام، أن يقلل من هذه الآثار الجانبية المرتبطة بالسرطان، فالتمارين تساعد في زيادة الطاقة، وتعزز التوازن وقوة العضلات، ما يسهل عليهم تنفيذ أنشطتهم اليومية ويمنحهم الشعور بالراحة.

ونبهت الدكتورة نورا إلى أهمية مراعاة موضع الورم قبل البدء في أي تمارين جديدة، حيث أنه إن كان الورم منتشرا في العمود الفقري أو العظام، فقد يتطلب الأمر تعديل التمارين لتجنب أي إصابة، مؤكدة على ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل ممارسة أي نشاط رياضي.

وأشارت الجمعية إلى ثلاث تمارين يمكن لمرضى السرطان ممارستها دون الخوف من أي أعراض جانبية، ويتعلق الأمر في البداية بالمشي الذي يعد من الأنشطة المناسبة لتخفيف الإرهاق، حيث قالت الدكتورة هنري: “يعتقد بعض المرضى أن ممارسة الرياضة تزيد من الإرهاق، ولكن العكس هو الصحيح، إذ أظهرت العديد من الدراسات أن بعض التمارين كالمشي تقلل من الأعراض، خاصة الإرهاق”، داعية إلى المشي في البداية لمسافة قصيرة في بضع دقائق، ثم زيادة المسافة والوقت تدريجيا.

أما التمرين الثاني، فيتعلق بتمديد عضلات الصدر، التي تعتبر مهمة لقوة الجزء العلوي من الجسم، والتي تساعد على تمديد عضلات الصدر وتعزيز تدفق السوائل اللمفاوية لدى المرضى الذين يعانون من الوذمة، ويمكن القيام بهذه التمارين من خلال مدّ الذراعين عبر إطار الباب والانحناء بلطف إلى الأمام.

بينما يتمثل التمرين الثالث في تمارين التوازن التي تساعد على تقليل خطر فقدان التوازن ما يؤدي إلى السقوط الناتج عن الاعتلال العصبي، ويمكن تعزيز التوازن عن طريق الوقوف على قدم واحدة أو تجربة المشي على خط مستقيم بوضع قدم أمام الأخرى، ويمكن الاستناد على كرسي للحصول على التوازن أثناء التمرين.

تعليقات( 0 )