يحيى شوطى: المستعمر اشتغل على ورقة الأمازيغية لخرق النسيج المجتمعي المغربي

قال يحيى شوطى وهو باحث في اللسانيات والأمازيغية، إن سلطات الاستعمار كانت تشتغل على ورقة الأمازيغية، من أجل خرق النسيج المجتمعي المغربي، لا سيما وأنها تدرك جيدا أن الثقافة مفصل أي مجتمع، والتحكم فيها يخصع أي شعب كيفما كان.

وأوضح شوطى؛ في حوار أجراه معه موقع سفيركم الإلكتروني، في إطار برنامج “حكامة“، الذي يقدمه الكاتب المغربي جمال بندحمان، أن نية المستعمر من استخدام الثقافة، ولا سيما ورقة الأمازيغية، كانت خرق نسيج المجتمع المغربي.

وقال شوطى: “لا شك أن المستعمر كانت له رغبة للسيطرة على مفاصل المجتمع، والثقافة هي أحد أهم المفاصل التي يمكن خلالها إخضاع أي شعب، فلا شك أن المستعمر كان واعيا بهذا الموضوع، فكان يشتغل على ورقة الأمازيغية، من أجل أن يخرق بها ذلك النسيج المجتمعي الذي كان”.

وذكر المتحدث ذاته أن المستعمر من أجل بلوغ غايته، قام بتجنيد “الباحثين الكولونياليين”، من أجل فهم تركيبة المجتمع المغربي، ليسهل عليهم اختراق نسيجه، حيث قال: “صحيح في تاريخنا هناك أمور تم تضخيمها بشكل أو بآخر، ولكن عموما هذا لا ينفي أن المستعمر كانت له هذه الغاية، فجند مجموعة من العناصر، على سبيل المثال الباحثين الأكاديميين الكولونياليين، الذين كانت تتسم جودة أعمالهم بنوع من الرزانة والعمق، ولكن كانت من أجل إعطاء فكرة لصناع القرار من أجل أن يفهموا تركيبة المجتمع المغربي”.

ولفت يحيى إلى أن وثيقة تاريخية، قد كشفت عن مسألة بناء ‘كوليج آزرو’ في آزرو عوض تزنيت، حيث قال: “من الأمور التي أثارتني في كتاب ’تعزيز الوعي القانوني والثقافي لتملك واعي للقضية‘، هو أنني وجدت ما يسمى بكوليج آزرو، وكان يسمى ‘المدرسة الفرنسية البربرية’، ففي بادئ الأمر كانت هذه المدرسة ستبنى في تزنيت، ولكن لم يتم ذلك، فدائما ما كنت أدعو بعض الأصدقاء المهتمين بدراسة التاريخ إلى البحث في هذه الحيثية، والتأكد ما إن كان سبب بناء المدرسة في آزرو عوض تزنيت هو المقاومة بالمنطقة أم أن هناك سبب آخر”.

وفي سياق منفصل، أكد شوطى أن دستور 2011 شكل طفرة نوعية في رسم معالم جديدة للتعدد اللغوي والتنوع الثقافي بالمغرب، مضيفا أن المشرع المغربي كان دقيقا في رسم معالم هذا التصور حين أكد على أن المغرب دولة متعددة الروافد والمكونات، وميز بين هذه الروافد والمكونات.

وذكر أن مظاهر التعدد اللغوي والثقافي في المغرب، تظهر من خلال توفر المغرب على لغتين رسميتين، أي اللغة العربية واللغة الأمازيغية، بالإضافة إلى تنوع في المكونات، المقصود به المكون الإسلامي، المكون العربي والمكون الأمازيغي ثم المكون الصحراوي الحساني.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)