هشام العلوي: التسامح مع اليهودية لا يعني تأييد سياسات إسرائيل

أكد الأمير هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، والباحث في جامعة بيركلي الأميركية في حوار مع قناة France24 عقب إصداره لكتابه الجديد بعنوان الإسلام والديمقراطية في العالم العربي، على ضرورة التمييز بين التسامح مع اليهودية كجزء أصيل من الهوية المغربية ومد الجسور مع المغاربة اليهود الذين يشتركون في تاريخ ومستقبل مع المغرب، وبين التعاون مع حكومة إسرائيل التي تنتهج سياسات وصفها بأنها تستحق الانتقاد الشديد تجاه الفلسطينيين.

فعند الحديث عن القضية الفلسطينية، أشار هشام العلوي إلى أن المغرب، كغيره من الدول التي اختارت التطبيع، حافظ على علاقاته مع إسرائيل، معتبرا أن “مد اليد إلى مواطنينا اليهود الذين غادروا، والذين لدينا معهم تاريخ مشترك ومستقبل مشترك، وأن نكون متسامحين تجاه اليهودية شيء، والتعاون أو التعامل مع حكومة تقوم بسياسات قابلة للانتقاد بشكل كبير تجاه الفلسطينيين شيء آخر”.

وأكمل موضحا:”بالنسبة لي، هذا خطأ، ولكنها مسألة قيم. أنا شخصيا أعارض، وهذا هو رأيي”.

أما عند سؤاله عن تقييمه لتجربة الإسلاميين في الحكم، وتحديدا حزب العدالة والتنمية الذي قاد الحكومة المغربية لعقد من الزمن و “هل كانت ديمقراطية أم لا؟”، أجاب هشام العلوي قائلا: “وفقا لنظرية هذا الكتاب، أرى أنه لا يمكن للإسلاميين أو العلمانيين الاكتفاء بدور التابع في السلطة. يجب أن يكونوا أطرافا فاعلة في عملية ديمقراطية حقيقية. وهذا قد يتطلب العمل تحت مظلة ملكية أخلاقية، ولكن ليس ضمن نظام يعتمد على سلطة وصائية قسرية”، وفق تعبيره.

وأقر هشام العلوي أن الإسلاميين، وعلى وجه الخصوص حزب العدالة والتنمية، لم يتمكنوا من الوصول إلى مستوى المساواة مع القوى السياسية الأخرى، بخلاف تجربة حزب النهضة في تونس.

وأوضح، ” ذلك كان خيارهم، ربما كان قرارا خاطئا، لكنه يعبر عن رؤيتهم الخاصة لقد كانوا راضين تماما بهذا الخيار، ودعموا جميع القرارات التي اتخذت، بما في ذلك قرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.

ومن ناحية أخرى، عندما استفسر الصحفي الفرنسي عن رأي العلوي بشأن ما وصفه بتحول النظام في المغرب إلى نظام أكثر صرامة في الوقت الحالي، استنادًا إلى ما ورد في كتابه حول الأنظمة التي شهدت بداية التحرر مثل مصر، والأردن، والجزائر، والمغرب، والتي أصبحت اليوم أكثر قوة، ولكن مع تزايد الانتهاكات لحقوق الإنسان والقيود على الحريات؛ أجاب بأن “الأمر طبيعي إلى حد ما”، قائلاً: “لأن هذه التجربة لم تكن موحدة في المنطقة بأكملها”.

وتابع موضحا:” لقد فشلت، وبقيت المشاكل قائمة. الناس أصبحوا غير صبورين، وفي الوقت نفسه، أصبحت الأنظمة خائفة، مما أدى إلى مزيج متفجر خلق توترات كبيرة، وجعل هذه الأنظمة تلجأ إلى المزيد من التشدد وعدم التسامح. الأمر شبه رياضي”.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)