تعتبر الدراسة في بريطانيا واحدة من أكثر الاختيارات المحببة لدى الطلبة المغاربة، بفضل جودة النظام التعليمي، وتكلفة المعيشة والدراسة المناسبتين بهذا البلد، ناهيك عن جامعاته المعترف بها عالميا، وإتاحته لإمكانية الدراسة والعمل في نفس الوقت.
قصر مدة الدراسة
ويقصد عدد من الطلبة المغاربة والعرب الجامعات البريطانية، بفضل قصر مدة الدراسة، حيث أنها على عكس معظم الجامعات حول العالم، التي تتطلب فيها الدراسة حوالي أربع سنوات أو أكثر، يستغرق الحصول على شهادة من الجامعات البريطانية، مدة أقل من ثلاث سنوات، خاصة إذا كان الطالب شخصا مجدا، كما توفر تدريس مجموعة من الدورات والمواد الدراسية المركزة، وتتيح سهولة الولوج إلى مصادر البحث والمعلومات، بشكل أسهل بكثير من الجامعات الأمريكية.
نظام تعليمي صارم
يتميز نظام الدراسة في بريطانيا بالصرامة، حيث أن الطلاب لا يجدون وقتا فارغا، للنوم أو التهرب من المحاضرات، بل يستثمرون وقتهم في البحث والقراءة والدراسة، مما يجعلهم يستفيدون بشكل أكبر من تجربتهم التعليمية، ناهيك عن القدر الكبير من التفاعلية، حيث يحرص المدرسون على أن يشاركوا أفكارهم وينظموا مجموعة من الأنشطة، من قبيل الحوارات الجدلية، والمناقشات، والاختبارات وغيرها.
جامعات مرموقة معترف بها عالميا
تحتل بريطانيا مراكز متقدمة، بين الدول الرائدة عالميا في مجال التعليم، حيث تستقطب سنويا حوالي 400 ألف طالب. وحسب تصنيف “الجارديان” لأفضل الجامعات في 2024، حصلت جامعة “سانت أندروز” على درجة 100، تلتها جامعة “أكسفورد” بـ99.4 درجة، ثم جامعة “كامبريدج” بـ98.1، وكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية بدرجة 95.2، وجامعة “امبيريال كوليدج لندن” بـ89.3 درجة وغيرها.
وحسب إحصائيات وكالة التعليم العالي البريطانية، يوجد في بريطانيا 165 جامعة معترف بها، يلتحق بها حوالي 700,000 طالب دولي من مختلف دول العالم.
تكاليف الدراسة والمعيشة
تتراوح الرسوم الدراسية للطلاب الدوليين في بريطانيا، بين 10 إلى 38 آلاف جنيه إسترليني، وتختلف هذه المصاريف باختلاف البرنامج الدراسي، والتخصص الجامعي، والجامعة التي يدرس بها الطالب. وبالنسبة لتكاليف الدراسات العليا، فتتراوح رسومها الدراسية، بين 11 إلى 32 ألف جنيه إسترليني.
ووفق بيانات الحكومة البريطانية، فتكاليف المعيشة في بريطانيا، تتطلب 1334 جنيه إسترليني بشكل شهري، للطلبة المقيمين في لندن، أما الطلبة الذي يقطنون خارجها، فتنخفض لديهم التكاليف قليلا، إلى 1023 جنيه إسترليني شهريا.
العمل والدراسة في بريطانيا
يؤكد نظام وقانون العمل في بريطانيا، على أن أي طالب يدرس في الجامعات البريطانية، يحق له مزاولة أي عمل بنظام العمل الجزئي، سواء كان لهذا العمل علاقة بمجال دراسته أم لا، ويمكن للطلبة أن يعملوا، لمدة لا تتجاوز 20 ساعة أسبوعي، كما أن ظروف العمل تكون جيدة، حيث أنه حسب قوائم وزارة الضمان الاجتماعي، يحصل الطالب على تأمين صحي، وحد أدنى من الأجور أو أكثر، حسب خبراته وبنود العقد.
ويسمح للطلبة المتخرجين من أي جامعة في بريطانيا، الحصول على فرصة لمزاولة عملهم في البلاد، لمدة بين سنتين و3 سنوات بعد التخرج، ويمكن أن تطول المدة اعتمادا على تقييمات السلطات المحلية.
المنح الدراسية
تعد “منحة تشيفنينغ”، واحدة من أشهر المنح الدولية، التي دأبت بريطانيا على تقديمها للطلاب الدوليين، وذلك بتمويل من الوزارة الخارجية والكومونويلث، وتشمل تخصص القانون، وحقوق الانسان، والاقتصاد، ودراسات التنمية، والعلوم والابتكار، والتنظيم المالي، والعدالة الجنائية، والإدارة العامة وغيرها.
وتغطي هذه المنحة تكاليف السفر من وإلى المملكة المتحدة، ورسوم الجامعة، وتكلفة التأشيرة ومنحة أطروحة الماجستير، وكذا تكاليف حضور فعاليات وملتقيات “منحة تشيفنينغ”، شريطة أن يملك المتقدّم للمنحة، خبرة لا تقل عن سنتين في أي خدمة تطوعية، أي ما يعادل 2800 ساعة، للدراسة بدوام كلي أو جزئي، وأن يكون حاصلا على درجة البكالوريوس، ولا يملك الجنسية البريطانية، وعدم استفادته مسبقا من أي منحة في بريطانيا، مع تعهد الطالب بعودته إلى بلده الأم، بعد انتهائه من دراسة الماجستير والعمل هناك، لمدة لا تقل عن سنتين.
ويتطلب الظفر بهذه المنحة، استيفاء متطلبات اللغة الإنجليزية، من خلال اجتياز الاختبارات التالية: امتحان الايلتس الأكاديمي، واختبار ترينتي ISE: مستوى B2، واختبار كامبريدج للغة الإنجليزية، واختبار بيرسون الأكاديمي.
منحة كامبريدج
تقدم جامعة كامبريدج بشكل سنوي، حوالي 80 منحة دراسية للطلاب الدوليين، حيث يستفيد الفائزون بها، من تمويل يغطى رسوم نفقة الدراسة بالجامعة، وتصل نفقة الطالب الواحد لأكثر من 17000 جنيه استرليني، لمدة عام واحد.
وذلك بالموازاة مع تغطية مصاريف تذاكر الطيران، وتكاليف التأشيرة من بلد الأم إلى بريطانيا بمعدل تذكرتين، والرعاية الصحية، وكذا التمويل الأكاديمي الذي يتضمن حضور دورات تدريبية وتكوينية.
وتشمل “منحة تشيفنينغ” جميع التخصصات من أجل إتمام دراسة الماجستير أو الدكتوراه، شريطة أن ينتمي الطالب إلى إحدى البلدان المؤهلة لبرنامج منحة “غيتس كامبريدج”، ومن أجل التقدم للمنحة يتعين على الطلبة تقديم أسباب اختيار الدورة، وإمكانات القيادة، وإثبات إجادة اللغة الإنجليزية، والالتزام بتحسين حياة الآخرين، مع الوثائق المطلوبة، عبر gatescambridge.org.
تعليقات( 0 )